السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،

أما بعد :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به }


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث:
هذا الحديث حديث أبي هريرة نقله -رحمه الله تعالى- في باب وجوب الصوم بعد أن ذكر الآيات.


وذكر فيه فوائد :

أولا:

أن الله - سبحانه وتعالى - جعل الصوم له، وعمل ابن آدم الآخر -أي غير الصوم- لابن آدم،
يقول الله تعالى: { كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي }.


والمعنى: أن الصيام يختصه الله -سبحانه وتعالى- من بين سائر الأعمال، لأنه -أي الصيام- أعظم العبادات إخلاصا؛ فإنه سرّ بين الإنسان وبين ربه، لأن الإنسان لا يُعلم إذا كان صائما أو مفطرا ، هو مع الناس يذهب ويأتي ، ويخرج ويدخل ولا يُعلم به، نيته باطنة، فلذلك كان أعظم إخلاصا، فاختصه الله من بين سائر الأعمال،

قال بعض العلماء: ومعناه: إذا كان الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وكان على الإنسان مظالم للعباد، فإنه يؤخذ للعباد من حسناته إلا الصيام فإنه لا يؤخذ منه شيء، لأنه لله عز وجل وليس للإنسان، وهذا معنى جيد، أن الصيام يتوفر أجره لصاحبه ولا يؤخذ منه لمظالم الخلق شيء.


ثانيا:

ومنها أن عمل ابن آدم يجزى به الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم، فإنه يعطى أجره بغير حساب، يعنيك أنه يضاعف أضعافا كثيرة.
قال أهل العلم: وذلك لأن الصوم اشتمل على أنواع الصبر الثلاثة، ففيه صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على اقدار الله.
شرح رياض الصالحين { 5\ 266 }


وجعلنا اللهم واياكم من المعفو عنهم ،، المغفور لهم ،، العتقاء من النار
طبتم بحفظ المولى ورعايته

أخوكمـ في الله سعيد من غزة