يهمل كثير من الآباء والأمهات التمييز بين ما يملكه الطفل ومالا يملكه، فيتركونه بلا ملكية محددة، فلا يشعر الطفل أنه يملك شيئًا، حيث إن أبويه يشتريان له ولإخوته دون تمييز على أساس أن هذا يفيد فى تعليم التعاون، لكن ذلك فى الحقيقة يؤدى إلى أن الطفل لا يفصل بين ممتلكاته وممتلكات غيره، ويستمر ذلك معه فى كبره.

ويؤكد الأخصائى النفسى "على عبد الباسط" أن السرقة تكون ورائها دوافع مثل أن يسرق الطفل بغرض الانتقام لأن والديه يعامله بقسوة، فيغيظه أو يضايقه باللجوء إلى السرقة، كما أن الجهل وعدم الإدراك الكافى من قبل الوالدين قد يؤدى إلى أن الطفل قد يسرق قلمًا من أخيه أو زميله، لأنه لا يدرك معنى الملكية واحترام خصوصيات الآخرين، وذلك لنقص إدراكه وعدم تمييزه بين ما له وما ليس له.
ويشير "عبدالباسط" إلى أن الطفل الذى ينتمى إلى طبقة اجتماعية متوسطة، ويخالط أقرانًا من طبقات اجتماعية أعلى منه قد يلجأ إلى السرقة، ليثبت لهم أنه فى مستواهم، بالإضافة إلى أن النشأة الإجرامية للطفل تكسبه السرقة والاعتداء على ملكية الغير، كما أن التدليل الزائد للطفل وتلبية كل رغباته، قد يؤدى به إلى السرقة إذا ما قام الوالدين برفض طلب له، كما قد يلجأ الطفل إلى السرقة للتخلص من مأزق معين، مثل أن يفقد الطفل النقود التى أعطاها له والده ليشترى بها شيئًا ما، ويخاف من العقاب، فيهديه تفكيره للسرقة.
وأوضح عبد الباسط أنه لعلاج السرقة يجب دراسة كل حالة على حدة ،كما ينبغى على كل أم أن توضح لطفلها مساوئ السرقة، كما ينبغى عليها أن تضرب لطفلها المثل الأسمى فى احترام ملكية الآخرين.
ونصح "عبدالباسط " الأم بضرورة مراعاة إشباع رغبة الطفل فى الدفء العاطفى والحنان، حتى يشعر بالثقة فى النفس، ولا يشعر بأى نقص قد يدفعه إلى السرقة.