أول خطبة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اخرج البيهقيعن ابي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهما قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أن قام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال( أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم ،تعلمن والله ليصعقن احدكم ، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه _وليس له ترجمان ولا حاجب يحجمه دونه_:ألم يأتك رسولي فبلغك ، وآتيتك مالا وأفضلت عليك؟فما قدمت لنفسك؟ فينظر يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ، ثم ينظر قدامه فلا يرى غير جهنم ،فمن استطاع ان يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تٌجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف،والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته). ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فقال(إن الحمد لله أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،إن أحسن الحديث كتاب الله ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وأدخله في الإسلام بعد الكفر،واختاره على ماسواه من احدايث الناس ،إنه احسن الحديث وابلغه، أحبوا من احب الله،احبوا الله من كل قلوبكم ، ولاتملوا كلام الله وذكره ولا تقس عنه قلوبكم ،فإنه من يختار ويصطفي، فقد سماه (الله) خيرته من الأعمال،وخيرته من العبادة،والصالح من الحديث،ومن كل ماأوتي الناس من الحلال والحرام،فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا،واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ماتقولون بأفواهكم،وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن يٌنكث عهده ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وهذه الطريق مرسلة، كذا في (البداية)(3/214) وقد اخرج ابن عساكر عن أنس رضي الله عنه أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بألفاظ أخرى مختصرا كما تقدم.

لا حديث بعده غير استمعوا ياعباد الله كأنه بينكم اليوم فماذا أنتم فاعلون؟

خطبة عظيمة له عليه السلام في استقبال شهر رمضان :
يرويها سلمان، أخرج ابن خزيمة عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال( ياأيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر،(شهر) جعل الله صيامه فريضة،وقيام ليله تطوعا،من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه،ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه،وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة،وشهر المواساة،وشهر يٌزاد في رزق المؤمن فيه،من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه،وعتق رقبته من النار،وان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء) قالوا: يارسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ،أو على شربة ماء،أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة،وآخره عتق من النار،من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له،وأعتقه من النار،فاستكثروا فيه من أربع خصال،خصلتين ترضون بهما ربكم،وخصلتين لا غنى بكم عنهما،فأما الخصلتين اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه،وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار،ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة)قال المنذري في( الترغيب)(2/218)رواه ابن خزيمة في صحيحه،والبيهقي.


خطبته عليه السلام في مغفرة ذنوب المسلمين في أول ليلة من رمضان:
اخرج ابن النجار عن أنس رضي الله عنه قال: لما قرب رمضان خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عند صلاة المغرب خطبة خفيفة فقال(استقبلكم رمضان واستقبلتموه ، ألا وأنه لا يبقى أحد من أهل القبلة إلا غفر له أول ليلة من رمضان) كذا في الكنز(4/325).

خطبة له عليه السلام في حبس الشياطين واستجابة الدعاء في رمضان:
أخرج الاصبهاني في الترغيب عن علي رضي الله عنه قال: لما كان أول ليلة من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى على الله تعالى وقال( يا أيها الناس قد كفاكم الله تعالى عدوكم من الجن،ووعدكم الإجابة وقال(ادعوني أستجب لكم)(غافر 60) ألا وقد وكل الله عز وجل بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة فليس بمحلول حتى ينقضي شهر رمضان،ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة منه، والدعاء مقبول)حتى إذا كان أول ليلة من العشر شد المئزر، وخرج من بينهن ،واعتكف وأحيا الليل،قيل :وما المئزر؟ قال:كان يعتزل النساء فيهن، كذا في الكنز(4/323).


خطبته صلى الله عليه وسلم في ذم الغيبة:
أخرج ابو يعلي عن البراء رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اسمع العواتق في بيوتها-أو قال: في خدورها فقال( يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته) قال الهيثمي(8/93) ورجاله ثقات.

وأخرجه الطبراني(11/11444) عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه إلا أان روايته (لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره) قال الهيثمي(8/94)ىورجاله ثقات

خطبته صلى الله عليه وسلم في التحذير من سيء الأخلاق:
أخرج الحاكم-وصححه- على شرط مسلم- واللفظ له- وأبو داود مختصرا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال( إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش والتفحش،وإياكم والشح،فإنما هلك من كان قبلكم بالشح،أمرهم بالقطيعة فقطعوا،وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا) فقام رجل فقال: يارسول الله أي الإسلام أفضل؟قال( أن يسلم المسلون من لسانك ويدك) فقال ذلك الرجل أو غيره: يارسول الله أي الهجرة أفضل؟ قال( أن تهجر ما كره ربك، والهجرة هجرتان، هجرة الحاضر، وهجرة البادي، فهجرة البادي أن يجيب إذا دٌعي، ويطيع إذا أٌمر، وهجرة الحاضر أعظمها بلية، وأفضلها أجرا)كذا في الترغيب(4/158)


خطبته صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
أخرج ابن ماجة وابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء، فتوضأ وما كلم أحدا،فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال(ياأيها الناس إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم) فما زاد عليهن حتى نزل. كذا في الترغيب(4/12).