فى حفل توقيع ومناقشة لكتاب "حديث النسور" للواء طيار محمد زكى عكاشة بدار العين، أشار المؤلف إلى أنه يتناول الفترة مابين يونيو 1967 وأكتوبر1973 واستعرض الجهد الذى تم خلال هذه السنوات الستة وما عاناه الجيش والشعب الذى تحمل التهجير عن مدن القناة نحو سبع سنوات ووصلت مدة التجنيد وقتها لثمانى سنوات.
شرح الكاتب ما تم فى 500 يوم قتالى على مسرح العمليات، مؤكدا أن حرب الاستنزاف هى الوحيدة التى أجبرت إسرائيل على طلب وقف إطلاق النار لما كانت تتكبده من خسائر عالية، واعتبرها من أعظم حروب التاريخ .
ومن جانبه أكد اللواء أيمن حب الدين على أن التاريخ العسكرى جزء من تاريخ الشعوب ويجب أن نهتم به مؤكدا على أهمية الكتاب كمرجع تاريخى متميز وأنه استمد معلوماته من أفواه القادة والجنود على الجبهة فجاءت الروايات كلها واقعية وتتسم بالنزاهة.
وأكد الكاتب جمال الغيطانى الذى كتب مقدمة الكتاب أن هذا الكتاب يأتى فى لحظة شديدة الحساسية والدقة يتحقق فيها نوع من الوحدة بين الجيش والشعب المصرى ووصف الكتاب بأنه يتميز بالشمول والدقة ويقدم صورة متكاملة وتفصيلية لحرب الاستنزاف وحتى العبور مستندا على أدق المراجع، ويقدم تدوين لدور الرئيس المعزول حسنى مبارك، واعتبر الغيطانى أن اللواء عكاشة من أكفأ مقاتلى سلاح الجو فى تلك الفترة، وأدان البيان الذى نشر على مواقع التواصل الاجتماعى وقال إن الذين أصدروه قادمون من جامعات أجنبية ومعهم بعض الأسماء اللامعة ويصب فى القصة السخيفة عن دور الجيش وهل هو انقلاب أم ثورة؟.

وأشار الغيطانى إلى كتاب تحطيم "الآلهة " لعبد العظيم رمضان الذى كان موجها ضد حرب الاستنزاف، مؤكدا أن هذا الكتاب كان جزءا من حملة ضد الجيش المصرى الذى تعرض لحملات كثيرة جدا على مدار تاريخه، وقال إنه تصدى له بمقالات عديدة فى الأخبار وقت صدوره وأبرز الزوايا المغلوطة التى يرى بها الحرب.

وأضاف أن الرئيس السادات حينما تولى الحكم كانت لديه مشاعر غيره وحقد تجاه جمال عبد الناصر وهو ما جعله يعمل على تشويه ما قام به ناصر وشن حرب على حرب الاستنزاف وكأن الجيش الذى حارب فى أكتوبر جيش آخر رغم أنه نفس الجيش، وأن السادات فصل بين الحربين لدرجة أنه كان يميز فى العلاج فى المستشفيات العسكرية بين جريح حرب الاستنزاف وجريح حرب أكتوبر.
وأشاد الغيطانى بدور المشير الجمسى والفريق محمد فوزى واعتبره من أعظم قادة العسكرية المصرية من أيام أحمس وأرجع إليه فضل إعادة بناء القوات المسلحة المصرية.
وأكد الغيطانى أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية المصرية وحمايتها من التجريح الذى تتعرض له من أطراف عديدة منها إسرائيل، وقال إن الجيش المصرى هو العصب الذى يبدأ منه تشويه أو تمجيد الشعب المصرى وأدان هتاف "يسقط حكم العسكر"، واعتبره يصل لمرتبة الخيانة العظمى، قائلا إن الجيش المصرى له خصوصية فى علاقته بالشعب فهو ليس جيش كوستاريكا هو مؤسسة مدنية وليس عسكرية وله دور حضارى.

وأكد ضرورة التوسع فى حفظ الذاكرة الوطنية وتجميع الشهادات حولها فيجب أن نحفظ ما حدث فى حرب الاستنزاف، وقال إن كتاب "حديث النسور" يعتبر أول مرجع عسكرى يسجل دور حسنى مبارك فى حرب أكتوبر وليس تأريخا شاملا للحرب بل يذكر فقط ما يتعلق بسلاح الجو. ودعا الغيطانى لبدأ تسجيل شهادات القادة والجنود عن الحرب، واختلف مع الكاتب حول تقييم دور الروس فى المعركة وقال إن الروس منحونا معدات فى حدود ما يمكن وساعدتنا فى العبور وكون السادات لم يكن يحب الروس فهذا لا ينفى دورهم الذى اعترف به هو نفسه بعد ذلك.
ودعا الغيطانى الحضور إلى عقد سلسلة من الندوات للشباب والقادة ليتعرفوا على الإبداع العسكرى المصرى وإلى زيارة المتحف الحربى ومقابر الشهداء.