بإمكانيات متواضعة استطاع الفلسطينى عمر خروب أن يكتب القرآن الكريم بخط يده، مستغرقا ثلاثة سنوات وخمسة أشهر.

خروب البالغ من العمر 77 عاما "دفعنى حبى لكلام الله تعالى وعشق قرآنه إلى كتابته بخط يدى، ليكون عملا خالصا لوجه الله تعالى عله يكون شفيعا لى فى آخرتى".

خروب عاش طفولته مع القرآن الكريم حيث تعلمه منذ أن كان بعمر أربعة سنوات، تطوع منذ أن كان بالعاشرة من عمره لرفع الآذان وإقامة الصلاة، فى قريته "سلمة" المهجرة بفعل الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين فى العام 1948، عاش طفولته لاجئا بمخيم بلاطة للاجئين شرقى نابلس بالضفة الغربية.

عمل خروب منذ العام 1968نجارا فى مدينة نابلس وما يزال يمتهنها مع نجله محمد.

وفى غرفة متواضعة ورشة النجارة خصص خروب مكتبا صغيرا من الخشب يمضى فيها جل وقته، يقول "هنا كتبت القرآن، هذه خلوتى مع الله".

ويقول بدأت بكتابة القرآن الكريم صباح يوم الأحد فى العاشر من أغسطس 2003، وأنهيته الخميس السادس من يناير/كانون الأول 2007، استخدمت خلالها 20 قلما.

نسخ المصحف الشريف عن نسخة صادرة عن الجامع الأزهر بالقاهرة التى تنتمى إلى فئة المصحف العثمانى، مضيفا عليها بعضا من لمساته الخاصة.

ويضيف أن "كل ما بالمصحف من زخرفة وكتابة بخط يدي".

ويقول عن القرآن الكريم "هذا كنز الكنوز"، واستغرب من شبابنا الذين يهجرونه، وأقول لهم "إن أردتم السعادة والنجاح عليكم بالقران الكريم لينور دربكم".

خروب أمضى ستة أشهر فى مراجعة ما كتبه منقحا إياه من أى خطأ مهما صغر.

وجمع خروب مصحفه فى 477 صفحة، مستخدما أدوات خشبية بسبطية ليخرج بالعمل متقنا، قائلا "هذا العمل لوجه الله تعالى، لا أريد الانتفاع بريعه وبيعه فى الأسواق".

خروب لم يتمالك نفسه باكيا بينما يقرأ مقدمة المصف حيث كتب " بسم الله الرحمن الرحيم، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، لأنى أحب الله حبا كثيرا وأحب إلى أن استمع إلى القرآن وأحب أن اقرأ القرآن وأحب أن يوفقنى رب العالمين منزل بالقرآن وأسطره بيدى خالصا لوجهه الكريم، أطلب من الله أن يوفقنى لأتمم هذا العمل إنه عليم حكيم".

وعن عدم الإفصاح عن المصحف فى حينه يقول لم أشأ أن يكتب عنى فهو عمل خالص لله تعالى لا أبغى شهره أو مكسب دنيوى، ولا أعلم كيف تناقل الخبر مؤخرا لوسائل الإعلام.