اعتذر سفير الاتحاد الأوروبى لدى أوغندا عن انتقاداته لنظامها، والتى اعتبرت من قبيل الإساءة إلى الشعب والدولة والقيادة الأوغندية.

وذكرت مصادر إخبارية من العاصمة الأوغندية كمبالا أن استدعاء الحكومة الأوغندية أمس الجمعة سفير الاتحاد الأوروبى لدى كمبالا وطلبها تفسير انتقادات كان قد وجهها للرئيس الأوغندى يورى موسيفينى بشأن الفساد فى بلاده يشير إلى تصاعد الخلافات بين أوغندا والغرب بعد قطع الدول الغربية للمساعدات عن أوغندا؛ بسبب شبهات فساد فى إدارة تلك المساعدات وهو ما بادر الاتحاد الأوروبى إلى احتوائه.

وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى لدى أوغندا السفير روبرتو ريدوفلى لصحيفة (دايلى مونيتور) الأوغندية الخاصة الأربعاء الماضى "إنه يأسف لما اعتبره إخفاقا من جانب إدارة الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى فى مواجهة الفساد، متهما سلطاته بملاحقة وسائل الإعلام، وبرغم اعتراف مكتب الاتحاد الأوروبى فى كمبالا بأن المقابلة التى أجراها سفير الاتحاد الأوروبى مع الصحيفة (غير مفبركة) فإن بيان الاتحاد الأوروبى اتهم الصحيفة باختيار عنوان قاس لتلك التصريحات يقول "دبلوماسى فى الاتحاد الأوروبى يهاجم موسيفينى بسبب الفساد".

وبحسب المصادر الإخبارية المحلية فى كمبالا فقد قام المانحون بسحب كافة مساهماتهم تقريبا التى كانت مخصصة لدعم الموازنة الأوغندية بعد تصاعد اتهامات لموظفين بمكتب رئيس الوزراء الأوغندى بالاستيلاء على 13 مليون دولار أمريكى من المساعدات المالية المقدمة من الغرب.
ونقلت مصادر إخبارية فى العاصمة الأوغندية عن جيمس موجيمى الوكيل الدائم لوزارة الخارجية الأوغندية قوله "لقد استدعينا سفير الاتحاد الأوروبى لكى يشرح لنا ما المقصود من عنوان صحيفة الدايلى مونيتور وصحة التصريحات المنشورة فيها والمنسوبة إليه".

وشدد مسئول الخارجية الأوغندية على أنه من غير المقبول أن يهاجم سفير رئيس الدولة وأن اتفاقات جينيف الخاصة بالتمثيل الدبلوماسى تنص على ذلك بوضوح، وفى مقابلة مع إحدى وكالات الأنباء البريطانية تساءل مستنكرا "هل من حق سفير أوغندا فى لندن مهاجمة رئيس الحكومة البريطانية؟.

وبحسب تقارير إخبارية غربية غير موثقة فإن انتقادات حادة توجه إلى الرئيس الأوغندى موسيفنى ؛ بسبب ما تزعمه تلك التقارير عن قيامه بتحضير نجله موهوزى كانيروجابا لخلافته فى رئاسة الدولة حال تقاعد موسيفينى وهو ما يعتقده كثير من الأوغنديين، ويعمل نجل الرئيس موسيفينى قائدا للواء قوات النخبة فى الحرس الجمهورى الأوغندى فضلا عن مهامه كمسئول عن تأمين حقول النفط الأوغندية القريبة من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة وهو ضابط كبير سرعان ما ترقى فى عمله إلى أن وصل الآن إلى رتبة الجنرال.

وفى العاشر من مايو الماضى نشرت صحيفة (الدايلى مونيتور) تقريرا حول هذا الموضوع فتم منعها من الصدور لمدة عشرة أيام، كما تم إغلاق محطتين إذاعيتين تناقلتا هذا التقرير وقد أضافت أحداها أن أنصار موسيفينى يخططون لتصفية كل من يعارض (خطة التوريث) المزعومة وهى مزاعم ترى غالبية الشعب الأوغندى أنها محض افتراءات ولا تستند إلى واقع، فى وقت تستعد فيه أوغندا لانتخابات رئاسية وتشريعية فى العام 2016 وتعمل إدارتها على ضمان كافة مقومات النزاهة والشفافية لها ومن بينها استحداث وحدات للتصويت تعمل ببصمات أصابع الناخبين ضمانا لقاعدة (صوت واحد لناخب واحد).