بينما كان أقرانها فى الرابعة عشرة من العمر، يتفاخرون بإنجازاتهم فى البلاى ستيشن، كانت تعمل على بحث لحل مشكلة الاحتباس الحرارى، وتوصلت إلى عدة نتائج قد تسهم فى حل المشكلة، تعتمد على إنتاج بدائل غير مكلفة لمسببات الاحتباس الحرارى، فطبعته بحماس، وأسرعت به إلى مدير مدرستها الإعدادية تعرضه عليه، والذى بدوره هنأها وكرمها بشهادة تقدير من المدرسة، ولكنها فوجئت ببحثها ملقى وسط القمامة أمام المدرسة!!

تقول نورهان محمد الطالبة بالصف الثالث الثانوى "نفسى بجد أساعد بلدى، وأعمل حاجة الناس تفتكرنى بيها لما أموت"، ولكنها تواجه متلازمة قتل الإبداع "السخرية والاستخفاف وعدم الاهتمام".

وتحكى: "عندما التحقت بالمدرسة الثانوية وجدت أن لدى معلومات كثيرة استطيع استغلالها فى الإجازة الصيفية، وفكرت فى المواد التى ندرسها، فى قوانين نيوتن وآينشتين، ورأيت أن هناك أخطاء فى قانون نيوتن الثالث أثبتها بتجربة بسيطة جدًا، ولجأت لمدرس الفيزياء ليساعدنى ولكنه سخر منى فلجأت لآخر ولكنه لم يفعل شيئًا"، وتضيف "لجأت لبابا وماما لمساعدتى فرد أبى بأنه "تعبان ومش فاضيلى" فى حين سخرت أمى من الفكرة".

بعدها توصلت نورهان إلى علاج لمرض الزهايمر باستخدام الخلايا الجذعية، بعد أن درست معلومات عن المرض لمدة سنتين، بالإضافة إلى متابعة الأفلام الوثائقية التى تتناوله، وتحتاج فقط إلى إجراء تجارب للتأكد من النتيجة، وتقول "مالقيتش قدامى غير النت بما إن مافيش حد مهتم وبيسمعنى".. ومن خلال الإنترنت وصلت لمؤتمر تيد إكس فى طنطا، تعرفت من خلاله على طبيب عرض عليها تجربة العلاج على مرضاه لكنها رفضت، وأوضحت "تجربة العلاج لازم تبقى على أعلى مستوى ومستحيل أخلى إنسان مجرد فار تجارب".

بعدها شاركت نورهان فى أكثر من مؤتمر فى جامعات مختلفة، ولكن تقول "ما حدش عمل حاجة.. كنت عاوزة بجد أعمل حاجة حقيقية على أرض الواقع".

"أنا مبيأسش أبدًا" تؤكد نورهان، وتضيف "توقفت مؤقتًا عن الأبحاث بسبب الثانوية العامة، علشان اجيب مجموع يدخلنى الكلية اللى بتمناها" وتتابع "أنا نفسى ما ندرسش حاجة مش مقتنعين بيها، ومش هنعرف نطبقها فى المستقبل.. ما ينفعش تقولى احفظى كل حاجة.. أنا مش كارت ميمورى".