سارة اجمل بنات القرية ذات خلق ودين هي الابنة الوحيدة لابيها من بين اربعة اخوة ذكوركانت في طفولتها البنت الضاحكة المستبشرة لاتعرف غير اباها امها ماتت وهي صغيرة
رباها ابوها على الخلق والدين كما ربى اخوانها كبرت سارة وكبرت معها احلامها تنظر للحياة

ببراءة كماهي صغيرة تحلم كغيرها من البنات بحياة هادئة مع رجل يصونها ويستحقها


تحلم بفارس احلامها ان يكون شهما رجلا يقدرها ويحترمها وان يكون على خلق ودين
كان حلمها بسيطا لم تكن تحلم بالرفاهية بالمظاهر

كبرت سارة وكانت مدللة عند ابوها واحوانها هي الابنة الوحيدة ابوها شيخ القرية

سمع بها الناس وباخلاقها وجمالها وتدينها وسيرتها العطرة

اتى الى ابوها ذات يوم شاب من قبيلة اخرى كان ابن شيخ القبيلة يعيش في قرية بعيدة عنهم

بمسافة عشرين يوما

كانت الناس تحسب المسافة بالايام التي يقطع فيها الجمل المسافة لم يكن قد عرفت السيارات بعد

وصل هذا الشاب ومعه ابوه واخوانه لخطبة البنت رحب بهم ابو البنت واحسن وفادتهم واكرمهم ووافق على

على خطبة هذا الشاب وحددوا يوما للزفاف

في اليوم الموعود حضر الشاب واهله الى ابو البنت واتموا مراسم الزواج وزفت سارة الى عريسها

الذي اخذها الى حيث يقيم هو مع بني قومه

ودعت سارة ابوها واخوانها حزن ابوها واخوانها لفراقها لكن هذه الحياة ولابد لها

ان تتزوج يوما ما

حملها عريسها على ظهر الهودج(الهودج بناء على شكل صندوق من الخشب يوضع علىظهر الجمل قديما) وفيه

تجلس المراة على ظهر الجمل

نظرت سارة من الهودج على قريتها كلما ابتعد الجمل كلما زاد خفقان قلب سارة انها تودع طفولتها ذكرياتها ابوها

اخوانها بني قومها نزلت الدموع على خديها اخذت تبكى لاتدري ماذا يكون مصيرها مع انسان لاتعرفه

اول مرة تراه سرحت بفكرها بعيدا في ذكريات بعيدة مع ابيها متعلقة به جدا لاتعرف عيره

حلمها ان يكون زوجها كابيها مسكينة سارة سترى اياما صعبة في حياتها

وصلت الى هناك الى قرية الرجل

اكتشفت في عريسها صفات غير جيدة انكشف امامها

انه سئ الطباع شرس لايعرف الرحمة في قلبه ولايقدر احدا حتى ابوه بل ولايصلي

واخذ يضربها ويهينها لاتفه الاسباب لايقيم للحياة الزوجية معنى ولايهتم اصلا ببيته

كانت تحتمي منه ومن ضربه لها بعمها ابو زوجها وهذا ماكان يخفف عنها قليلا

الا ان ابو زوجها كان مريضا ولايستطيع ايقاف عنف زوجها طلبت من عمها ان يوصلها الى ابيها

هي لاتريده وافق عمها واعد العدة لها مع احد الرجال لايصالها

علم زوجها بهذا فهجم عليها بكل تسلط ووحشية واذاقها من صنوف الضرب الكثير حتى بدت اثار الضرب على جسمها

في يوم ما دخل عليها وهي تصلي كلمها لم ترد لم يرحمها انهال عليها في صلاتها

هجم عليها كوحش كاسر وكيف ترد عليه وهي في ضيافة الرحمن سالته لماذا تضربني ؟

لماذا تحقد علي ؟

ماذا عملت لك ؟
قال لها : وهو غاضب انا افضل منك لست باحسن مني وجها ولاحديثا

الرجل معقد من الجمال معقد من الحديث الحسن يبدو انه يشعر بعقدة ما
بقيت في هذا العذاب ستة اشهر كانها دهرا كاملا من امتهان الى كرامتها الى ضربها واهانتها

حتى ان جسمها اصبح هزيلا من قلة الاكل لقد جعل زوجها كل ايامها سوادا في سواد

هنا قررت سارة ان تفر من زوجها الى بيت اهلها ولكن انى لها ان تقطع كل هذه المسافة لوحدها

هي لاتعرف الطرق ولو عرفت الطريق فاين تذهب من وحوش الصحراء والجبال فهناك الذئاب

والضباع وكثير من الحيوانات المفترسة في الطريق

يالهي ماذا اعمل اخذت تتصارع الافكار في راسها لاتريد الان الاابوها

ولكن قالت في نفسها ليكن مايكون لان اكون في بطن ذئب خير من معاشرة هذا الوحش

واجمعت امرها ذات ليلة وعندما حل الظلام وكان ليلا معتما لاضوء فيه تسللت خلسة من بيته وهامت على وجهها في الصحراء الليل حالك مظلم لو مدت يدها لم تكد تراها

وظلت تمشي على غير هدى حتى وصلت الى منطقة جبلية وظلت تمشي بين الجبال لاتعرف الى اين

سمعت صوت زئير الذائاب انها تعرف اصواتها يالهي خافت ارتعدت الاصوات تكثر من حولها

سمعت اصواتا كثيرة حاولت الرجوع الانها اضاعت الطريق لم تعد تعرف اين هي

اقتربت الاصوات منها وسمعت مشي الذئاب حولها بكت المسكينة والتجات الى الى صخرة هناك

وهي ترتجف من الخوف يخيل اليها كل شئ الظلام المرعب يزيد رهبتها تلتفت يمينا شمالا لاترى شيئا

السكون يعم ماحولها ماعدا اصوات الحيوانات المفترسة الجائعة يجلجل صداه بين الجبال

وجلست عند الصخرة تبكي وتتضرع الى الله ان ينجيها واخذت تدعو الله بكل خشوع مر سريعا في خيالها شريط حياتها القصير ابوها اخوانها طفولتها احلامها وفي ماهي تسرح بعيدا

سمعت صوت مشي يقترب منها ولكنها لم تميزه خافت ارتعدت كاد ان يغمى عليها
ثم اقترب هذا الصوت منها شيئا فشيئا وكلنا اقترب زاد خفقان قلبها
يالهي انه رعب حقيقي تعيشه
ترى هل يكون هذا الصوت طوق النجاة لسارة ام هي النهاية