بدأ العام الدراسى الجديد .. وأصبح بالفرقة الثالثة .. وعند دخوله باب الجامعة تذكر العامين الماضيين وأخذ يتساءل ..

هل سأمضى عامى هذا مثل سابقيه .. نفس أصدقائى وبنفس طريقة حياتى .. نهاراً فى الجامعة نتسامر مع الفتيات ..ومساءاً فى المقهى نلعب الطاولة وفى ايدينا الشيشة .. وعند تغيير المكان نذهب إلى النادى ومعنا إحتياجاتنا من السجائر لنتحدث فى ماتش الكورة وأنواع السيارات والموبايلات .. ونتكلم ايضاً عن البنت الفلانية ماذا قلت لها وماذا قالت لى .. ثم نضحك كثيراً

وبهذا ينتهى اليوم .. ليبدأ يوم جديد مثلة تماماً مع إختلاف الكلمات التى نقولها

وإذا به يحدث نفسه

ألا تحب ان تمضى يومك بشكل آخر على سبيل التجربة
وليه أجرب !؟ هو فى أحلى من الحياة اللى عايشها ؟
صديقك محمود الذى كان يرافقنا دوماً .. ألتزم .. وترك صحبتنا بلا عودة
هى دى عيشة اللى عايشها !؟ حارم نفسه من كل حاجة .. دا حتى النادى ما يجيهوش
على سبيل التجربة أسبوع واحد
اسبوع.. لاء كتير .. انا هجرب يومين

وبالفعل اتصل بمحمود وأتفقا ان يصليا العصر فى مسجد بالقرب منهما ..
وفى الموعد المحدد ..
دخل المسجد .. وعندما جاء ليتوضأ .. تذكر أن هذه أول مرة يتوضأ فيها منذ ثلاث سنوات أو أكثر .. وصلاة الجمعة التى كان يصليها .. كان يصليها بعد ما يسمية بدش الجمعة .. فأصبح فى حيرة من أمره .. إلى ان تذكر تقريباً كيفية الوضوء .. ثم ألتحق بالصلاة .. وبعد صلاة العصر .. قام ليصلى ركعتين .. وفى الركعة الثانية جاء رجل ليصلى صلاة العصر خلفه .. فقام بقراءة سورة الفاتحة جهراً ثم سورة الإخلاص .. فأخذ الجميع فى المسجد ينظر إليه بإندهاش ..

وعند إنتهائه من الصلاة

سألة محمود : أنته كنت بتصلى ايه ؟
فرد قائلاً : كنت بصلى ركعتين سنة العصر
محمود : العصر ما فيش بعده سنة
فرد قائلاً :
عشان كده الناس كانوا بيبصوا عليا
محمود :
لاء طبعاً .. الناس مش عارفة انته بتصلى ايه .. الناس بتبص لأن صلاة العصر مافيهاش قراءة جهرية
تعالى نقرأ قرآن

أخذ المصحف .. ودارت بداخله مشاعر نحو المصحف لأول مرة يستشعرها وهى خليط من الرهبة والحب والخوف والتعظيم
محمود : هيا لنقرأ سورة ق
قرأ محمود 15 آية وقال له هذا دورك .. أقرأ
فبدأ يقرأ ليكمل ما قرآه محمود وإذا به يتعتع فى القراءة .. ولكنه مستشعر كل آية يقرأها و كأن الله أعطاه نعمة الفهم والتدبر
إلى ان وصل إلى الآية 30 فلم يقدر ان يتماسك اكثر من ذلك وأنهمرت دموعه