بدت الحكومة الائتلافية فى إسرائيل منقسمة بشأن الدولة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، فى الوقت الذى يستعد فيه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمهمة جديدة لإحياء محادثات السلام المتعثرة منذ فترة طويلة.

وشرحت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبى ليفنى أمام لجنة برلمانية رؤية قالت إنها تشترك فيها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن نهاية الصراع المستمر منذ عقود مع الفلسطينيين.

وقالت ليفنى التى ترأس حزبا صغيرا ينتمى للوسط فى الحكومة "سياستى وسياسة رئيس الوزراء هى أنه يجب تحقيق حل يقوم على دولتين لشعبين".

لكن أعضاء الحكومة الذين ينتمون لليمين المتطرف لا يشتركون فى هذه الرؤية فى اختلاف علنى نادر فى الأيديولوجيات بين الحلفاء السياسيين فى حكومة نتنياهو منذ توليه السلطة فى مارس.

وقال أوريت ستروك من حزب البيت اليهودى فى جلسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع "دولتان لشعبين ربما يكون موقف نتنياهو لكنه ليس موقف الحكومة الرسمى وليس جزءا من مبادئها الأساسية".

وعبر زعيم الحزب نافتالى بينيت أكثر من مرة عن معارضته لإقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة قائلا إنه سيحكمها فى نهاية الأمر متشددون إسلاميون عازمون على تدمير إسرائيل.

وقال الزعيم السابق للمستوطنين اليهود إنه يجب على إسرائيل بدلا من ذلك ضم معظم الضفة الغربية التى استولت عليها فى حرب عام 1967 إلى جانب القدس الشرقية وغزة.

وكان بينيت قد ضم حزبه إلى حكومة نتنياهو ولم يعترض علنا على استئناف محادثات السلام التى انهارت عام 2010 بسبب البناء فى المستوطنات الإسرائيلية.

وقال ستروك بشأن الضفة الغربية "إنها أرضنا"، وردت ليفنى "إنها أرضنا لكن المسألة هى ما إذا كانت إسرائيل ستبقى دولتنا أم لا" فى إشارة إلى مخاوف بعض المؤيدين لاتفاق الأرض مقابل السلام من خسارة الأغلبية اليهودية فى إسرائيل إذا تمسكت بالضفة الغربية.

وتنذر هذه الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية بمتاعب سياسية لنتنياهو إذا حققت جهود السلام الأمريكية تقدما. وتعهد زعيم حزب العمل المعارض الرئيسى بالفعل بتأييد نتنياهو لتعويض أى انشقاق من جانب المتشددين إذا توصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

وعبر نتنياهو عن تأييده لقيام دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل بموجب اتفاق سلام فى المستقبل لكنه قال إنها يجب أن تكون منزوعة السلاح وأن إسرائيل لا يمكنها العودة الى حدود ما قبل 1967 التى وصفها بأنها لا يمكن الدفاع عنها.

وبالإضافة إلى ذلك طالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وهو شرط يخشون من أنه يرقى إلى حد إلغاء أى حق لعودة اللاجئين الفلسطينيين وهى قضية رئيسية فى الصراع العربى الإسرائيلى.

ومن المقرر أن يصل كيرى إلى إسرائيل يوم الخميس فى رابع زيارة له منذ تولى وزارة الخارجية لإجراء مزيد من المحادثات مع زعماء إسرائيليين وفلسطينيين بشأن استئناف المفاوضات.