تحتفظ العين بشكلها البيضاوى عن طريق احتوائها على سوائل بحجم معين ناتجة عن التوازن بين سوائل تحمل الغذاء والأكسجين للعين، وأخرى تخرج من العين بالشوائب وغاز ثانى أكسيد الكربون.

يقول الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى، إن هذا التوازن يعطى شكل العين وقوامها وفى بعض الحالات المرضية يحدث انسداد فى مجرى العين مما يؤدى إلى تراكم السوائل داخل العين متسببة فى ارتفاع ضغط العين بما يعرف باسم المياه الزرقاء أو "السوداء" وقد يحدث ذلك فى الأطفال والكبار ويتسبب فى ضغط على الطبقة العصبية للشبكية والعصب البصرى مما ينتج عنة ضعف فى مجال الرؤية ينتهى بضمور العصب البصرى وفقدان الإبصار تماما.

وترجع أسباب المياه الزرقاء إلى أسباب خلقية أولية يحدث فيها انسداد فى مجرى سوائل العين نتيجة عدم اكتمال تكون هذا المجرى أو أسباب ثانوية تؤدى إلى ارتفاع ضغط العين مثل بعض العيوب الخلقية وأورام العيون الداخلية والتهابات العين الداخلية عند الأطفال ويؤدى ذلك إلى ارتفاع ضغط العين مما يتسبب فى كبر حجم العين نفسها وقابليتها للتمدد لضعف الأنسجة المكونة لجدار العين الخارجى فى السنة الأولى من عمر الطفل ويصاحب ذلك أعراض تتمثل فى كبر حجم القرنية وفقدانها لشافيتها وإصابتها بعتمات قد تكون دائمة ويصاحب ذلك اكتساب بياض العين بلون ازرق نتيجة تمدد وضعف بياض العين "الصلبة" نتيجة ارتفاع ضغط العين ويصاحب ذلك حساسية شديدة للضوء ودموع وغلق العين فى الظروف العادية.

ويقوم الطبيب بعمل الفحوصات اللازمة وقياس ضغط العين وعمل موجات صوتية وقياس ضغط العين وتصوير زاويتها الداخلية، حيث يوجد مجرى سوائل العين والتشخيص الدقيق للحالة لمعرفة عما إذا كانت مياه زرقاء أولية أو ثانوية وفى حالة المياه الزرقاء الأولية يتم العلاج جراحيا عن طريق توسيع وإعادة فتح مجرى الدموع ويصاحب ذلك نسب نجاح تصل إلى أكثر من 90% وقد يضطر الطبيب المعالج إلى إعادة الجراحة بإجراء عملية أخرى لفتح مجرى سوائل العين مرة أخرى أو اللجوء إلى استخدام صمام لصرف السوائل من العين فى حالة ارتجاع المياه الزرقاء أو فى الحالات المتقدمة أما فى الحالة الثانوية فالعلاج يتحدد على حسب الحالة وأسباب الإصابة بالمرض.