مشروع قطار هوائي فوق الأقصى





الجزيرة - مشروع قطار هوائي فوق الأقصى


محمد محسن وتد-القدس المحتلة

صادقت لجان التنظيم التابعة للمؤسسة الإسرائيلية على مشروع القطار الهوائي (البراق) الذي سيحلق بمساره بطول 1500 متر فوق المسجد الأقصى وذلك ضمن مخطط التهويد الشامل للبلدة القديمة بالقدس المحتلة والمعروف باسم 'مخطط زاموش'.

وسيتم بغضون الأسابيع القادمة الشروع بتنفيذ مخطط القطار الهوائي من أعالي جبل الزيتون ليحلق فوق الأقصى وأسواره من الجهة الجنوبية الشرقية حتى يصل إلى ساحة البراق وتل باب المغاربة وحارة الشرف (الحي اليهودي) بالبلدة القديمة.

وستقام القطارات الهوائية على جبلي الزيتون والمكبر قبالة الأقصى، وسيدشن أولها والمعروف بـ'القطار الهوائي البراق' عام 2016، حيث يتزامن طرح هذا المخطط مع إقرار اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال لمخطط الكلية العسكرية لجيش الاحتلال والتي ستقام بنفس المكان.

وتهدف هذه المخططات إلى إحكام سيطرة سلطات الاحتلال على المسجد وتخومه وتثبيت المشاريع الاستيطانية والتهويدية من حوله لتقسيمه بين المسلمين واليهود كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم.

استيطان وتهويد
واستعرض مدير 'مؤسسة الأقصى للوقف والتراث' المهندس أمير خطيب تفاصيل المخطط التهويدي الشامل للبلدة القديمة والمعروف بـ 'مخطط زاموش' الذي يهدف لفرض السيادة على البلدة القديمة ومحاصرة المسجد الأقصى من الجو أيضا بشبكة قطارات هوائية ستقل يوميا الآلاف من اليهود والسياح، إلى جانب خلق وقائع على الأرض من خلال مشاريع استيطانية.

وشدد على أن شبكة الأنفاق والحدائق التوراتية على أسوار المسجد ومنطقة القصور الأموية ستقام فوقها 'مطاهر الهيكل' مع استحداث ساحة البراق وتوسيعها على حساب تل باب المغاربة لإقامة مركز 'آينشتاين' العسكري والأمني ومشروع 'بيت شيطراوس' للتراث اليهودي بقلب ساحات الأقصى، وتصب كلها في اتجاه بناء الهيكل المزعوم.

تطويق وعزل
وقال خطيب للجزيرة نت بأن هذه المشاريع تندرج ضمن مساعي الاحتلال لمحاصرة القدس المحتلة وتطويق البلدة القديمة وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وعزله عن بيئته الفلسطينية.

وحذر من المخاطر المحدقة بالأقصى حيال القطارات الاستيطانية بالجو، والتي ستكشف ساحات المسجد وتضيق عليه وتضعه تحت دائرة عيون ورقابة المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

ويجتهد الاحتلال لخلق مناخ تهويدي وتوسيع السيطرة والإحكام على القدس والأقصى، وطمس المعالم التاريخية وتزييف الآثار بالتوازي مع تدمير وطمس المقدسات الإسلامية والمسيحية.

من جانبه يرى رئيس قسم المخطوطات بالأقصى د. ناجح بكيرات أن القدس المحتلة محاصرة وتضيق عليها الدائرة، حيث توجد بهذه المرحلة الحاسمة بعين الحاضنة الصهيونية التي تتفرد بالمدينة بتكثيف الاستيطان في ظل صمت عربي وإسلامي، لتواصل تهويدها وبناء الكنس والمدارس التلمودية والبؤر الاستيطانية والعسكرية بالبلدة القديمة وتخوم الأقصى، مستغلة التخاذل الدولي.

إحكام السيطرة
وبين بكيرات للجزيرة نت بأن الاحتلال أحكم سيطرته وسيادته على تخوم الأقصى من ساحة البراق ومنطقة القصور الأموية وتل باب المغاربة ومنطقة باب الأسباط، وتم تدشين شبكة الأنفاق المؤلفة من 25 نفقا كان آخرها تدشين نفق يربط سلوان بساحة البراق، وبذلك يتملكون كل ما بباطن الأرض ويتطلعون بهذه المرحلة للسيطرة على سماء وفضاء البلدة القديمة.

وأكد أن إسرائيل أضحت تتحكم وتسيطر على ظاهر الأرض وباطنها بالبلدة القديمة، إلا من الناحية الجنوبية الشرقية، حيث مقبرة الرحمة التي حالت دون سيطرة الاحتلال على المكان، وعليه أتت شبكة القطارات الهوائية ومشروع الكلية العسكرية على جبلي الزيتون والمكبر لتتحكم إسرائيل بالمكان من السماء وتسيطر على الأقصى لتسير نحو تحقيق الحلم الصهيوني بناء الهيكل المزعوم.

وأشار إلى أن شبكة القطارات الهوائية تعتبر من أخطر المشاريع ليس على الأقصى فحسب بل على القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، إذ ستتحول المدينة لمجرد منتجع سياحي ترفيهي وستفقدها قداستها وعروبتها ومكانتها الروحية والدينية وستشغل الناس عن جوهر العبادة، وستحل الكارثة بالعرب والمسلمين في حال حلقت القطارات الهوائية فوق الأقصى ليتم النظر إليه على أنه متحف، وهذا ما تريده إسرائيل التي تخوض معركة سياسية دينية بامتياز لكسر وطمس قداسة المدينة.