وصفت مالكة المنزل الذى تقيم به سيدة نجت بعد سبعة عشر يوما من الحصار تحت أنقاض مبنى يضم مصنع ملابس منهار فى بنغلاديش بعدما عاشت على طعام جاف وزجاجة مياه، كيف عاشت المرأة هذه المحنة المروعة.

كانت فرق الإنقاذ قد انتشلت يوم الجمعة السيدة ريشما بيغوم البالغة من العمر تسعة عشر عاما التى تعمل بالحياكة فى أحد المصانع بعد مرور نحو أسبوعين على انتشال آخر ناج من الأنقاض.

وقالت حضرة بيجوم مالكة العقار الذى تقيم فيه ريشما إنها كانت قد اتصلت بريشما قبل دقائق من انهيار المنزل، محذرة إياها من تصدعات فى المبنى، لكنها قالت إن ريشما ردت قائلة: "لن يدفعوا لى إذا غادرت الآن".

وقالت ريشما، وهى تحكى محنتها لمالكة العقار خلال زيارة فى مستشفى، إنها تغذت على بعض البسكويت الذى عثرت عليه بين الحطام، وإنها ظلت تصرخ طالبة إنقاذها.

وقالت حضرة بيغوم نقلا عن ريشما "ظللت أصرخ بصوت عال، ولكن لم يسمعنى أحد، وعندما اقترب عمال الإنقاذ سمعت خطواتهم، كنت آمل أن يقوموا بإنقاذى، فقد قاموا بإنقاذ آخرين قريبين منى، ولكن لم يأتوا لإنقاذى مطلقا".

وكانت ريشما تعيش فى شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة، بعد انفصالها عن زوجها.

واليوم الأحد استأنفت طواقم الإنقاذ عملها بعد توقفها لفترة بسبب الأمطار، بينما واصلت حصيلة الضحايا صعودها لتتجاوز 1100 شخص.

وقال البريجادير جنرال أجمل كابى، الذى يشرف على عمليات الإنقاذ "مساء أمس انتشلنا جثة واحدة. وبهذا يصل إجمالى الحصيلة 1118".

وأضاف كابى أنه يأمل فى انتهاء عمليات الإنقاذ عاجلا مع انخفاض عدد الجثث التى يتم انتشالها.

وكانت عواصف قد أدت إلى إيقاف جهود الإنقاذ، لكن الفرق عادت للعمل باستخدام الروافع الهيدروليكية والجرافات والمعاول والقواطع الحديدية بحثا عن المزيد من الجثث بعد أكثر من أسبوعين من انهيار المبنى المكون من ثمانية طوابق.

وأثار الحادث، وهو الأسوأ فى صناعة الملابس فى العالم، بواعث قلق حيال ظروف العمل فى صناعة الملابس التى تدر على بنغلاديش نحو عشرين مليار دولار، والتى تقوم بإنتاج ملابس لكبرى العلامات التجارية فى العالم.

وتقول السلطات فى بنجلاديش إن مالك عقار رانا بلازا المنهار أضاف ثلاثة طوابق وسمح لخمسة مصانع ملابس بتركيب مولدات ومعدات ثقيلة، رغم أن البناء ليس مؤهلا لتحمل هذه المعدات.

وتحتجز السلطات مالك العقار وثمانية أشخاص آخرين، من بينهم أصحاب مصانع الملابس.