أثارت المهارات المتقدمة التى أظهرتها شبكة عالمية من اللصوص سرقت من آلات صرف 45 مليون دولار فى ساعات قليلة القلق فى عالم الأمن الإلكترونى حول العالم ليس فقط بسبب ضخامة المبلغ والسهولة التى تمت بها السرقة لكن بسبب احتمالات وقوع مزيد من مثل عمليات السرقة هذه فى المستقبل.

فقد اعتقل سبعة لأشخاص فى الولايات المتحدة واتهموا بإدارة خلية فى نيويورك وصفها مدعون بأنها شبكة نفذت سرقات من آلات صرف فى 27 دولة تمتد من كندا إلى روسيا.

وقال مدعون أمريكيون فى نيويورك أمس الخميس إن وكالات تنفيذ قانون من أكثر من عشر دول شاركت فى التحقيق.

فقد اخترق متجسسون إلكترونيون (هاكرز) قواعد بيانات بنكية وأزالوا الحدود على بطاقات الائتمان وأنشأوا شفرة دخول.

وحمل آخرون البيانات على أى بطاقة بلاستيكية مزودة بشريط ممغنط - مثل بطاقة قديمة تستخدم فى فتح غرفة فندق مثلا أو بطاقة ائتمان منتهية الصلاحية - طالما أنها تحمل بيانات الحساب المصرفى وشفرة الدخول الصحيحة.

وقالت السلطات إن أفراد الشبكة انتشروا سريعا ليسحبوا الأموال بسرعة فى عدة مدن.

وتأخذ الخلايا حصة من المال ثم تغسل الأموال بشراء بضائع غالية الثمن أو إرسالها بالجملة إلى زعماء العصابات عبر العالم.

ووقع هجومان منفصلان فى هذه القضية أحدهما فى ديسمبر كانون أول وتمخض عن سرقة خمسة ملايين دولار حول العالم والآخر فى فبراير شباط الذى حصد فيه اللصوص 40 مليون دولار فى عشر ساعات من خلال 36 ألف عملية.

وقال مدعون إن الخطة تضمنت هجمات على بنكين هما راك بنك فى الإمارات العربية المتحدة وبنك مسقط فى سلطنة عمان.

ويقع بعض الوزر فى سهولة الاختراق على انتشار الأشرطة الممغنطة فى ظهر البطاقات.

وتخلت بعض الدول الى حد كبير عن البطاقات ذات الأشرطة الممغنطة لتعمل بالبطاقات التى يوجد بها شريحة التى يكاد يكون من المستحيل استنساخها.

لكن لأن البنوك الأمريكية والتجار متمسكون بالأشرطة الممغنطة فإنها مازالت مقبولة حول العالم.

وقال يارنو ليمنيل رئيس الأمن الإلكترونى فى شركة ستونسوفت فى فنلندا "هذا مثال واحد فحسب، لكن فى هذه الحالة، المثال كبير للغاية، فكيف استطاعوا أن يختصروا الوقت بمهارات رائعة ليسرقوا ملايين الدولارات بسهولة كبيرة حتى من أكبر المؤسسات المالية".

والمشتبه بهم فى نيويورك هم مواطنون أمريكيون تعود أصولهم الى جمهورية الدومينكان ويعيشون فى ضاحية يونكرز فى مدينة نيويورك.

واتهم المشتبه بهم بالتآمر وغسل الأموال، وإذا أدينوا فقد يحكم على كل واحد منهم بالسجن عشر سنوات.

قال مدعون إن تقارير ذكرت أن زعيم الخلية الأمريكية المتهم فى القضية وهو البرتو يوسى لاخود - بينا قتل فى جمهورية الدومنيكان الشهر الماضى.

ومازال يجرى المزيد من التحقيقات واعتقل أخرون فى دول أخرى لكن المدعون لم يقدموا معلومات مفصلة بهذا الشأن.

واتهمت صحيفة اتهام كشف النقاب عنها أمس الخميس لاخود - بينا ومشتبه بهم سبعة آخرون من نيويورك بسحب 2.8 مليون دولار نقدا من حسابات تم السطو عليها فى أقل من يوم، وبدأت عمليات الاعتقال فى مارس آذار.

وعثر على لاخود - بينا ميتا مع حقيبة مليئة بنحو 100 ألف دولار نقدا ومازال التحقيق فى وفاته مستمرا.

وقال مسؤولون من الدومينكان إنهم اعتقلوا رجلا فيما يتعلق بعملية القتل، قال إنها كانت عملية سرقة فاشلة وأن اثنين آخرين من المشتبه بهم طليقين.