أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الفسيخ بما يحتويه من بكتريا مقاومة للأملاح يعد سلاح المستقبل ومعملا للحرب البيولوجية.

وذلك لاحتوائه على أنواع من البكتريا تفرز سموما تعد من أقوى السموم المستخدمة فى الحرب البيولوجية مثل سم البويتولينام، وذلك فى حالة عدم توفر الشروط الصحية السليمة فى تمليح تلك الأسماك .

وأوضح - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط غداة الاحتفال بشم النسيم - أن هناك ثلاثى يسبب حساسية الفسيخ وهم البكتريا المكونة للهيستامينات "مسببات الحساسية، وإنزيم هيستيدين ديكاربوكسيليذ، والهيستامين، لافتا إلى أن هذا الثلاثى يقل تأثيره بالتجميد والغليان فيما عدا الهيستامين .
وقال أن الأبحاث العالمية الحديثة كشفت عن أن بعض أنواع من البكتريا المكونة للهيستامين لا تتأثر بالملح بل أنها تحبه أيضا وتنشط فى وجوده وبعضها لا يتأثر بغياب الأكسجين، ويفرز مسببات الحساسية بصورة كبيرة .

وأضاف أن الهيستامين يسبب انتفاخ الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم، وانقباض عضلات الممرات الهوائية فى الشعب واحمرار الجلد وحرقان الفم والصداع والميل للقىء بما يعطى إنذارا طبيعيا مبكرا ينبه الإنسان لتعرضه للخطر.

وأشار إلى أنه بالملاحظة وجد أن شم النسيم يتزامن مع زيادة معدلات الحساسية وأن تناول الأسماك المملحة تحمل فى طياتها خطرين داهمين على صحة الإنسان يتمثلان فى.. احتمالية فساد تلك الأسماك، والملوحة الزائدة التى تتميز بها، والتى قد تسبب حساسيات وقىء وإسهال وتضر بالقلب والكلى والكبد وترفع ضغط الدم وتضاعف الأزمات الربوية.

وينصح الكتور بدران المصريين بعدم الإسراف فى تناول الأسماك المملحة، مشيرا إلى أن أى فساد أو تلوث بها لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو بالشم، حيث تغطى رائحتها النفاذة على أى روائح فاسدة، فيلتبس الأمر على المشترى .

وأكد أن تناول السمك المشوى أفضل من تناول الفسيخ، وأن الرنجة أقل خطورة من الأسماك المملحة لتعرضها للحرارة قبل تناولها، وأنه يمكن إبطال مفعول السموم الموجودة فى الفسيخ بقليه فى الزيت مع تناول السلطة وشرب عصير الليمون معه .

وذكر أن هناك فئات معرضة لمخاطر الفسيخ أكثر من غيرها وهم الأطفال والحوامل ومرضى القلب وناقصى المناعة، محذرا من تناول الأطفال للأسماك المملحة بصفة عامة لاحتمال إصابتهم بنزلات معوية والإصابة بالتسمم.

وأوضح أن البكتريا تتكاثر فى الخياشيم والأمعاء وتنشط بعد موت الأسماك.