صدر مؤخرا للشاعر العراقى حسين القاصد، كتاب بعنوان "النقد الثقافى: ريادة وتنظير وتطبيق - العراق رائدا"، عن دار تجليات المصرية.

وشكّل الكتاب الذى طرح إشكالية "نقد النقد" صدمة للوسط الثقافى، لمّا تميّز به من صراحة نقدية مباشرة جدا، وكان كاتبه قد أعلنها منذ أول سطوره بمقدمة جاء فيها: "أن تقول: إن أسماء وهمية - ما أنزل النقد بها من سلطان - تسيدت المشهد النقدى وهى تمارس نسق استغفال القارئ وتضمر نسق السلطة، وأن تشير إلى أحدهم باسمه وتحدد نسق السلطة عنده، (فثق أنك من أهل النار فى الدنيا وفى الآخرة)".

وقد تناول الكاتب فى 144 صفحة، ومن خلال أربعة فصول منفصلة عددا من القضايا النقدية المهمة، حيث ركزّ الفصل الأول على قضية إثبات ريادة العراق فى التنظير للنقد الثقافى، مستدلا بأسماء نقاد عراقيين تركوا بصمتهم فى هذا المجال أمثال الدكتور على الوردى، محمد حسين الأعرجى، الدكتور على جود طاهر وغيرهم.

كما حلل القاصد تجربة الغذامى ومنجزاته النقدية ونقض كثيرا من نظرياته – على حد وصفه - التى كانت تعدّ أحكاما مطلقة فى الساحة العربية، وذلك من خلال الإشارة إلى أخطاء الغذامى الفادحة أحيانا، حيث أدرج القاصد هذه التحليلات تحت عناوين صادمة منها: "المتـنبى شحاذ عظيم أم الغذامى منظـّر فقير؟، "وهم التأنيث عند الغذامى" و"الشعوبية: طائفية أم ماذا؟ والعروبية ماذا؟ عبد الله الغذامى أنموذجا"، وقد علل القاصد تركيزه على الغذامى كنموذج فى الكتاب، بقوله فى أحد حواراته: "وقفت عند الغذامى لأنه لم يستطع إخفاء ما نقله عن العراقيين دون الإشارة إليهم، كما أنه اتخذ البيئة العراقية طاولة للتشريح الثقافى متناسيا بيئته التى تصلح أكثر، والحديث فى الكتاب بتفصيل وأدلة حول ما أخذه الغذامى من حسين مردان وعلى جواد الطاهر، وما سبقه إليه محمد حسين الأعرجى".

وتناول الكتاب أيضا بعض الشعراء العراقيين إضافة إلى الناقد العراقى ياسين النصير فى مبحث فى الفصل الرابع المعنون "تطبيقات ثقافية"، إذ أشار القاصد إلى أخطاء النصيّر فى أطروحاته وذلك تحت مبحث فرعى: "الأنساق المضمرة فى كتابات ياسين النصير: نسق المناورة بين التديّن واليسارية، ونسق الاستغفال". مما جعل هذا الكتاب يثير لغطا كبيرا وجدلا واسعا فى أوساط المثقفين، بعد أن فاجأهم القاصد بنقده للنقد وبتحطيم أصنام بقيت لسنوات طويلة مرفوعة على رفوف الريادة.