أكد خبراء ألمان، أن صحة الرجال الذين يعانون من مشاكل نفسية، مثل حالات الاكتئاب والإرهاق الذهنى وغيرها من الاضطرابات النفسية لا تحظى بالاهتمام الكافى.

وأشار تقرير صحى صدر اليوم، الأربعاء، عن المؤسسة الألمانية للتأمين الصحى "دى كى فى" إلى أن قضية صحة الرجال لا تلقى التركيز الواجب فى مجالات واسعة من الطب فى ألمانيا، ما أدى إلى تزايد حالات الانتحار بين الرجال فى السنوات الماضية بشكل كبير.

ويعتبر معدل الانتحار مؤشرا أساسيا على الصحة النفسية.

وأاشار التقرير إلى ارتفاع معدل الانتحار لدى الرجال فى ألمانيا بواقع ثلاثة أمثال مقارنة بالنساء.

وأرجع معدو التقرير أسباب ذلك إلى الإجهاد خلال العمل وتزايد المخاوف من تدنى الوضع الاجتماعى، وهى المشاكل التى يواجهها الرجال أكثر من النساء نظرا لارتفاع نسبة العاملين لوقت كامل عن العاملات.

وأوضح ماتياس شتيلر، الباحث فى أمراض الرجال، أن سبب هذه المشكلة أعمق من ذلك "فهى مشكلة اجتماعية حيث ينظر للرجال على أنهم يمسكون بزمام القرار، حتى إن كانوا فى حاجة للمساعدة، مشيرا إلى أن صورة الرجل القوى لا تزال هى السائدة فى الوقت الحالى ما يدفعه إلى كبت معاناته النفسية، وتحمل المتاعب الجسدية، فضلا عن ميل الرجال إلى الاستهانة بأعراض الأمراض التى يتعرضون لها وحل مشاكلهم بأنفسهم بدلا من التحدث عنها.

ويطالب الباحثون بتكييف العروض الصحية مع احتياجات الرجال، حيث إن الكثير من العروض الوقائية والعلاجية تركز أكثر على النساء وتتجاهل الواقع الصحى للرجال.

يقول فولفجانج رويتر خبير الشئون الصحية بالمؤسسة الألمانية للتأمين الصحى: "نحن نعتقد فى عالم الطب حتى الآن أن جميع البشر متساوون أو أننا نركز على صحة الرجال، نحن بحاجة لأطباء متخصصين فى صحة الرجال على غرار الأطباء المتخصصين فى الطب النسائى".