صدر عن المركز القومى للترجمة النسخة العربية لكتاب "مفترق طرق الثقافات" من تأليف توماس هيلاند اريكسن، أستاذ ورئيس قسم الأنثربولوجى فى معهد العلوم الاجتماعية والأنثربولوجى فى جامعة أوسلو النرويجية ومن ترجمة محيى الدين عبد الغنى، وبحسب المؤلف، يأتى عنوان الكتاب من توتر العلاقة بين الغرب والمسلمين، فان كلا الطرفين ينظر للآخر بريبة وتحفظ، ولذا فإن الرسالة التى يحاول أن يوصلها الكتاب هو أن على أى مجتمع أن يتفهم أنه من الممكن أن تكون له هوية ثقافية أمنة ومطمئنة سليمة، دون الحاجة إلى فرضها على الآخرين، ويستطرد أنه لقد أصبح من الضرورى فى عالمنا أن نقبل وجود آخرين لهم أسلوب معيشة مختلف، ويسير تبعًا لمبادئ وقيم مختلفة، وإلا سيكون البديل هو العزلة أو العنف.

وفى هذا الكتاب المكون من ثلاثة أجزاء وسبع مقالات، وعلى مدار 398 صفحة، يستعرض الكاتب أمثلة كثيرة للمجتمعات التى يمكن أن توضح أسلوبهم فى التعايش مع الآخر، فمثلا المجتمع الأمريكى أو سكان الولايات المتحدة والعالم الجديد على وجه العموم يصفهم الأوربيون بأنهم غير متحضرين وأنهم بلا تاريخ، فمن الممكن لأى فرد من أفراد المجتمع أن يقيم لنفسه وزنًا، فليس من الضرورى أن تكون من عائلة عريقة حتى يعترف بك المجتمع، حيث إن الأغلبية العظمى من أبناء هذه المجتمعات جاءوا من ركن آخر من أركان العالم، أو أن آباءهم جاءوا من مكان آخر فى توقيت ما من التاريخ وبالتالى فان أهم وظيفة اجتماعية لهم ليس التمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة ولكن خلق فهم وتواصل بين مجموعات أخرى من البشر جاءت من أماكن أخري، وبالتالى فن سمات هويتهم لعامة لا تعتمد على التاريخ المشترك ولكن على المستقبل المشترك، ذلك لأنه بالنسبة لمثل هذه المجتمعات يكون من المستحيل تكوين المجتمع بناء على خبرة وتجربة وجذور مشتركة، وعليهم أن يتوافقوا على هوية تسمح بالاختلاف.