تجرى شركة الطاقة الألمانية "آر.دبليو.إى" تجارب على استخدام كابلات ذات درجة حرارة عالية وموصلة فائقة للكهرباء. ويمكن تبريد هذه الكابلات حتى درجة حرارة سالب 200 درجة مئوية، كما يمكنها حمل تيارات كهربائية ضخمة دون حدوث أى فقد للكهرباء من الناحية الفعلية.

ويجرى هذا المشروع التجريبى فى مدينة ايسن، غربى ألمانيا، حيث دشنه رئيس الشركة التنفيذى أرندت نيوهاوس مؤخرا.

ويأمل مصنعون وموردو الطاقة أن تسمح التكنولوجيا، التى بسببها حصل الفيزيائى جورج بيدنورز على جائزة نوبل عام 1987، بوجود شبكات كهرباء لا تشغل مساحة كبيرة فى المناطق المكتظة بالسكان، هذا فضلا عن تحقيق توفيرات كبيرة ودائمة فى التكلفة.

وعلى الرغم من أن الكابلات باردة جدا، إلا أنها تعمل فى درجات حرارة عالية نسبيا مقارنة بغيرها من الموصلات الفائقة.

وتحمل تلك الكابلات كمية من الكهرباء تمثل خمسة أضعاف ما تحمله الكابلات العادية التى لها نفس القطر، وبالتالى فيمكن وضعها بسهولة داخل البنية التحتية الموجودة تحت الأرض.

وقال كبير المسئولين الفنيين فى شركة "آر.دبليو.إى" يواخيم شنايدر إنه يمكن توفير مساحة كبيرة فى المبانى المشيدة حديثا، فضلا عن أن عدد محطات المحولات الفرعية المطلوبة داخل المدن سيتم خفضه.

وتقدر الشركة أن التكنولوجيا يمكن أن تؤدى إلى تحقيق توفير يتراوح ما بين 10 و15 فى المائة على المدى الطويل.

فالمدن الكبيرة تحتاج إلى شبكات خطوط كهرباء يبلغ طولها عدة آلاف من الكيلومترات لنقل إمدادات الطاقة اللازمة للعمل. وكجزء من المشروع التجريبي، سيتم وضع كابل يبلغ طوله كيلومترا واحدا فى مدينة ايسن بحلول نهاية العام.

ويقدر حجم الاستثمار فى المشروع كله بـ5ر13 مليون يورو (7ر17 مليون دولار)، حيث تبلغ تكلفة الكابل وحده واحد مليون يورو- وهو ما يمثل ضعفى أو ثلاثة أضعاف تكلفة الكابل العادى، وفقا لفرانك شميت من شركة نكسانس المصنعة لهذه الكابلات.

وتتوقع شركات الطاقة أن ينخفض سعر هذا النوع من الكابلات بشكل كبير إذا تم تطبيق