- إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) البقرة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم :
الوظيفة الحكومية لها أسسها و ضوابطها في الشرع الحنيف , فلا يجوز سرقة المال العام و كذلك سرقة و ابتزاز المراجعين للدوائر الحكومية و لا يجوز للموظفين خيانة الأمانة التي وضعت في أعناقهم عندما رضوا بأن يكونوا في خدمة المواطنين لقاء مبالغ معينة , و اللعين وجد في ضعاف النفوس الذين لم يجاهدوا نفوسهم الأمارة بالسوء مرتعاً لخبائثه فجال و صال , و أما من كان يرى أن يوم الحساب آت لا محالة كانت حيل اللعين تقف عاجزة عن إقناعه بالخطأ مهما كان تجميله متقناً .
يحاول اللعين أن تُطعم مالاً حراماً لغيرك من دون ضرورة أو تكسب مالاً حراماً أو فيه شبهة بأساليب شتى لعلمه لما في ذلك من ظلم للآخرين , و كذلك ينشط اللعين ما يستطيع من الظلم فيقول لك :
- أنت موظف و لا تطلب المال لقاء إنجاز مهامك من المراجعين فإن اعطاك أحد شيئاً فخذه , إنها إكرامية .
- هذا الشخص لديه معاملة لديك و أحب أن يهديك هدية فلا حُرمة في ذلك لأن النبي قبل الهدية .
- كم أنت تعب و لا تستطيع الاستيقاظ باكراً كي تلحق بوظيفتك , نم قليلاً و من ثم يمكنك تدبر الأمر مع موظف الدوام بهدية مناسبة .
- إن قدمت لرئيسك في العمل الهدايا المتواصلة فهو سيغض النظر عنك إن تأخرت أو غبت عن دوامك .
- لاشيء عليك إن خرجت من وظيفتك قبل انتهاء الدوام فالدولة لا تعطيك حقك كاملاً .
- يمكنك التأخر في النوم صباحاً لأن موظف الدوام صديقك و يمكن أن يتغاضى عنك .
- ضايق موظفيك و لا ترض عنهم حتى يقدموا لك الهدية تلو الأخرى .
- ليس أمامك فرصة للغنى إلا إذا أخذت من مراجعيك في الدائرة الحكومية مبلغاً من المال مقابل كل معاملة و لا تنس أن تخصص لكل معاملة تسعيرة .
- انظر إلى هذا الثري المترف , يأتي كي ينجز معاملة بآلاف مؤلفة من المال و لايضع في جيبك مبلغاً و لو بسيطاً , إياك أن تدع هذه المعاملة تسير بشكل طبيعي , ليعطك أولاً مبلغاً كبيراً و إلا فليتعذب ذهاباً و إياباً .
- أنت مضطر لأخذ الرشوة فأولادك يحتاجون لدورات تدريبية .
- أسرتك تكبر و الغلاء يزداد يوماً بعد يوم و راتبك لا يكفيك و ما عليك إلا بالأخذ من المراجعين في دائرتك الحكومية ما تستطيع من مال .
- هذه فرصتك كي تحصل على مبلغ كبير من هذه المهمة الخارجية و ما عليك إلا أن تجد واسطة كي يرسلوك بدل فلان .
- أنتِ مضطرة للعمل في هذه القناة التلفزيونية التي تفرض عليك عدم الإلتزام بالحجاب .
- انت مدير أوقاف هذه المنطقة و إياك أن توافق على بناء أي جامع قبل حصولك على المعلوم (كلمة شامية عامية تعني الرشوة) .
- هؤلاء الموظفون موالون لك , سجل لهم دواماً إضافياً وهمياً كي يحصلوا على مبالغ مالية إكراماً لهم .
- أنت مدير عام هذه المؤسسة و لا يليق بك و بعائلتك أن تكونوا مثل البشر الآخرين , افرز لزوجتك و أولادك سيارات من سيارات المؤسسة ليستعملوها كيفما يريدون .
- يجب أن تستفيد من مركزك هذا قبل أن يزيحوك عنه , خذ من هذا الرجل المبلغ الذي يعطيك إياه لتستقر المناقصة عليه .
- أنت المدير العام في هذه المؤسسة الحكومية و بالتالي فما عليك إلا أن تخصص مبلغاً لسيارة و أثاث فاخرين لك حتى لو كان وضع المؤسسة المالي لا يسمح بذلك .
- المؤسسة تحتاج لموظفين , إياك أن توظف إلا من تريد و بالمقابل الذي تريد .
- أنت مدير هذه البلدية فإن بدأت مشاريع حقيقية تفيد منطقتك فلن يتبقى لك ما تضع في جيبك من الميزانية المخصصة .
- خذ هذه الرشوة الكبيرة حتى تتابع طموحاتك و ليذهب صاحبها و يبني طابقاً إضافياً و لا تهتم بذلك إن كان البناء على أسس صحيحة أم لا .
- انقل أخبار زملائك لمديرك حتى يرضى عنك و تكون من ذوي الحظوة لديه و حتى يفيدك كلما سنحت فرصة لذلك .
- افرض ضريبة على أهل بلدتك كي تؤمن رصيداً لمشروع كبير يلفت نظر رئيسك كي يرضى عنك و يثبتك في مركزك .
- يمكنك الإستفادة من منصبك كي تبدأ مشروعاً خاصاً بك يدر عليك مدخولاً إضافياً غير راتبك .
- اختر رجالاً من رجالك للجنة المشتريات في هذه المؤسسة و بذلك تضمن لنفسك مبلغاً جيداً كلما قامت الشركة بشراء شيء ما , يشترونه نخباً ثالثاً أو رابعاً و يسجلونه نخباً أولاً و الفارق لك و لهم .
- من أنت حتى تضع خطة جريئة للنهوض ببلدتك و رفع رايتها عالياً , امش مع التيار مهما كان فاسداً فأنت يكفيك أنك صادق النية و أنك لا ترضى عن هذا .
- أنت موظف و عمال تصليح سيارات الدائرة التي تعمل بها أصدقاؤك , دعهم يصلحوا لك سيارتك الخاصة أثناء الدوام الرسمي حتى لا تضطر لدفع المال خارج دائرتك
- أنت مصاب بالملل في هذه الساعة من دوامك في الدائرة الحكومية و لا شيء تفعله , اتصل بأصدقائك من هاتف الدائرة حتى تطمئن عليهم عل الوقت يمضي سريعاً .
- عليك بمسايرة رئيسك في كذبه أمام أهل البلدة حتى يرضى عنك و تدوم لك الإمتيازات التي تحت تصرفك .
و يجعلك اللعين تأكل مال الشبهة أو الحرام عندما يقوم الآخرون بتيسير مشاريعك خوفاً منك أو طمعاً بك فيقول لك :
- أنت سيد هذه البلدة و لا تريد أن تأكل حراماً , إذاً عليك أن تبدأ مشروعاً خاصاً بك إضافة إلى وظيفتك كي تستطيع تأمين حاجياتك .
- شارك فلاناً في متجره .



- أنت الآمر الناهي في هذه البلدة و عليك بالإسراع بوضع قوانين تفيدك لتستمر في منصبك إلى الأبد و من ثم يكون ابنك هو وريثك و لا تنس أن تقرب كل من يناصرك و تبعد كل من يناوئك حتى لو كان أعقل البشر و أذكاهم و أصدقهم و أعلمهم .
- أنت يجب أن ترتقي للأعلى و أن تصبح أعظم و أن لا تهبط لمستوى البشر العاديين و تترك منصبك هذا حتى لو اضطررت أن تزور الإنتخابات أو ترشي رؤساءك أو تقتل من تقتل أو تَشي بمن تشي .
- أنت سيد هذه البلدة و أموال كثيرة تحت تصرفك و لا حسيب عليك , افعل بها ما تشاء , خذ منها ما تشاء لمن تشاء و احرم من تشاء متى تشاء و اجعل لنفسك ثروة لا تأكلها النيران و كذلك لعائلتك و دع المقربين منك يستفيدون و يغبون حتى يسكتوا عنك و يساعدوك في الثبات في موقعك و حتى تتلطخ أيديهم بالسرقات فلا يستطيعون هروباً و لا كلاماً و متى شئت عاقبت أو أقصيت أياً منهم .
- يجب أن تكون خزينة بلدتك مليئة بالمال كي تستطيع أن تأخذ منها ما تشاء , افرض ضرائب على أهل بلدتك بحجج مختلفة , ضريبة صغيرة هنا و هناك و في مكان ثالث و رابع و خامس و عاشر و عشرين و خمسين و ... و كذلك ضريبة كبيرة هنا و هناك و ... و ضرائب كبرى في حال اشترى أحدهم أرضاً أو بيتاً أو باع أحدهم أرضاً أو بيتاً ... و لا تنس أن تختار رجالاً يفهمون عليك ما تريد من دون أن تتكلم , يقومون بهذه المهام بدلاً عنك , تكون أيديهم هي الملطخة و يديك نظيفة و لا تنس أن يرفعوا أسعار المواد المختلفة , التموينية و غيرها فذلك يؤمن دخلاً كبيراً للخزينة و أما خيرات الأرض و كنوزها فهي لك و لعائلتك بالدرجة الأولى , القانون أنت من تضعه , احذف منه ما يضرك و ثبت ما ينفعك و اقفز متى شئت عنه و حاكم به من تشاء متى تشاء و لا تنس أن تحصن نفسك برجال أمن كثيرين , تعطيهم صلاحيات كبيرة ليذودوا عنك و ليضبطوا لك الأمن الذي تريد أنت و ليس أهل بلدتك , أكثِر من عددهم و ليأخذوا رواتبهم من خزينة البلدة و لا تنس أن تؤدب من يعارضك تأديباً شديداً و من دون رحمة كي يكون عبرة لغيره .
- اقمع هؤلاء الذين اعترضوا على حكمك للبلدة و طريقة تدبير أمورها , اقمعهم بشدة و اقتلهم حتى لا يجرؤ أحد غيرهم أن ينتقدك , ألست أنت من صنع حضارة هذه البلدة و من قبلك كانت لاشيء , الفضل كله يعود إليك .
- لا ترض بأن يقام أي مشروع في بلدتك قبل أن يعطوك ما تريد , أهل بلدتك بألف خير , انظر إلى عدد السيارات و المحلات و كم من مشاريع تُقام هنا و هناك , أما أولئك الذين لا يجدون ما يقتاتون به فبسبب كسلهم و قلة حيلتهم و هل أنت من يجب أن يضع اللقمة في أفواههم أو أن عليك أن تعمل لتعطيهم .