السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكدت الدراسات النفسية الحديثة ..ان صدمة فقدان الحبيب سواء بالموت او الانفصال لا تقل في خطورتها على حياة الانسان عن اشد الامراض فتكا , حيث يسيطر علية شعور اشبه بالتلاشي اوفقدان التوازن الذي يسبب نوبات البكاء والخوف والقلق , والاحساس بفقدان الاهتمام بكل شيء , مع اعراض مرضية مثل الدوار والاجهاد , وفقدان الشهية للطعام , ونقصان الوزن , والارق .

ويقول الخبير النفسي (دو ستون هيل ) بمستشفى ( ميدل سكس ) ان شدة الصدمة تختلف من شخص لآخر , ولكن الصدمة تكون اشد عندما يحدث الانفصال بين الاشخاص الذين تكون علاقتهم غير سوية لأنهم طوال فترة العلاقة لا يستطيعون ان يطلقوا شحنة الغضب المكبوت في صدورهم .
ويرى علماء النفس ان الانسان يحتاج الى عام كامل على الاقل للتغلب على صدمة فقدان الحبيب او اية علاقة حيوية في حياته .. ويطلقون على هذه الفترة رحلة المراحل .
- المرحلة الاولى : وهي تمثل الاحساس بالصدمة والشعور بالألم الممرض .
- المرحلة الثانية حيث ينتاب الانسان احساس بالحزن على فقدان الحبيب . والاحلام المجهضة والوقت الذي ضاع في علاقة لم تثمر .
وفي هذي المرحة يستولي على الانسان احساس باليأس والاحباط , ويعاني من الارق والنوم المضطرب وفقدان الحبيب وفقدان الشهية والاهتمام بمن حوله ... وفي العادة تستمر هذه المرحلة حوالي ستة اشهر .
- المرحلة الثالثة : يبدا في تحديد اسباب الفشل ويلقي باللوم على نفسة او الآخرين .. وفي هذي المرحلة ينتاب الانسان شعور بالغضب يدفعه للثأر من المتسببين في فشل تلك العلاقه .

المرحلة الرابعة : وهي تبدا عندما يشعر الانسان ان الطرف الآخر لم يعد له وجود في حياته ولم يعد يثير في نفسه احساسا بالحب او الألم ويحاول الانغماس في انشطة جديدة ليعيش حياته من جديد .
وفي هذه المرحلة قد يشعر الانسان انه افضل من الآخرين , ولكن شعور مرحلي سرعان ما يزول .

- المرحلة الخامسة : يشعر الانسان انه قادر على ان يبدا علاقه جديدة دون ظلال قائمة من آثار علاقة سابقه .
- ويؤكد علماء النفس ان هذه المراحل تختلف مدتها وحدتها من شخص لآخر ,
بل ان الشفاء احيانا يكون متعذرا اذا كانت فكرة استمرار العلاقة مع الطرف الآخر تتملك الانسان وتسيطر عليه , حيث ان الشفاء مرتبط تماما برغبة الانسان الذي عليه ان يتقبل مراحل الرحلة التي يمر بها . ولا يحاول الاسراع بالأمور , بل يدعها تأخذ وقتها الطبيعي .
كما يؤكدون ايضا على ان العمل والاصدقاء والمحيط الاجتماعي هي عوامل مهمة جدا لحماية الانسان من التهور والسقوط في هوة الياس .
وان وجود اشخاص متفهمين متعاطفين ضرورة للخروج من الازمة والوصول الى مرحلة الشفاء .. وذلك بعد ان ثبت ان الكلام مع الاخرين بكل مايجول في النفس يخفف من الضغط العصبي الذي يعانيه .
وان استعادة الثقة في النفس امر حيوي ..وانه على الانسان الذي يعاني من صدمة عاطفية ان يهتم بمظهره .. وان يهدي نفسة هدية صغيرة كشراء أي شي جديد . او رحلة الى مكان جميل , او ماشابه ذلك , فهذه اشياء تساعد المرء على الاحساس بالتجدد , وان الحياة ممكن ان تكون افضل .
وتنصح الدراسات النفسية بالحذر من اتباع القول السائد (( وداوني بالتي كانت هي الداء )) وذلك بعدم اندفاع الانسان في علاقة عاطفية جديدة قبل ان يبرأ تماما من آثار حبه القديم ...