النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية lord186
    lord186 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    69

    افتراضي عظماء الاسلام - ابراهيم بن الاغلب التميمى

    ابراهيم بن الاغلب التميمى


    بطلنا الذي سنسرد سيرته هو إبراهيم بن الأغلب التميمي، مؤسس دولة الأغالبة، والتي قادت حركة الفتوحات الإسلامية في جزر البحر المتوسط، وبلغت سطوتهم مبلغًا كانت فيه كل الدول على ساحل إيطاليا تدفع لهم الجزية، عاشت دولة الأغالبة قرنًا وتسعة أعوام من سنة 184هـ/ 800م: 296هـ/ 909م، ازدهرت في ظلهم الحياة الاقتصادية والعمرانية في تونس، ولعبت مساجدهم في تونس دورًا كبيرًا في دعم الحضارة الإسلامية، وكان جامع الزيتونة جامعة إسلامية عظيمة، وانتهى حكمهم على يد الفاطميين سنة 296هـ/ 909م .

    نشأته وصفاته

    هو إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي، تنتمي أسرته إلى قبيلة تميم العربية التي نزلت في خراسان منذ الفتح، كان والده الأغلب بن سالم من البارزين بين رجال الدعوة العباسية في مدينة مرو، انتقلت أسرة إبراهيم بن الأغلب إلى مصر، إذ يرد ذكر إبراهيم بن الأغلب بين الدارسين في حلقة العلامة الفقيه الليث بن سعد، فأخذ العلم عنه، اتصف بصفات شخصية جعلت منه زعيمًا مثاليًّا من زعماء الأمة الإسلامية، فيذكر المؤرخون أنه كان شابًّا ذكيًّا فصيحًا خطيبًا شاعرًا، ذا دين وفقه وحزم وشجاعة.

    سيرته وإقامة دولته وضبط أمورها

    أبلى إبراهيم بن الأغلب بلاءً حسنًا في عودة الأمن والأمان في شمال إفريقية بالقضاء على ثورة تمام بن تميم التميمي بتونس على واليها بعد هرثمة بن أعين، وانتزع منه العاصمة القيروان في رمضان 183هـ : 799م، فسار إبراهيم بن الأغلب من الزاب الذي كان واليًا عليها قاصدًا القيروان، وأخرج تمام بن تميم التميمي، وأعاد واليها هرثمة بن أعين.

    فكتب يحيى بن زياد صاحب البريد إلى الخليفة الرشيد بما فعله إبراهيم فعينه أميرًا على إفريقية بمشورة هرثمة بن أعين، لكفايته وإخلاصه في الطاعة وقبول الناس له، وتم ذلك في جمادى الثانية 184هـ/ 800م، واستمرت فترة حكمه إلى سنة 196هـ/ 812م فدخل إلى القيروان فبايعه أهلها، وانضم إليه خلق، فعظم أمره وأحبه أهل المغرب.

    وقد حكم إفريقية في ظروف عسيرة ، فاعتمد إبراهيم بن الأغلب في توطيد حكمه واستقراره على قاعدة التدرج في الأعمال التي تحقق الهدف، فكان أول ما فعله التخلص من القادة الذين رفضوا الخضوع له، فنقلهم إلى حاضرة الخلافة حيث أودعوا السجن، وأعد العدة بالطريقة نفسها لمجابهة القوى الأخرى، وسارع إبراهيم بن الأغلب في تكوين جيش قوي يستطع الاعتماد عليه من البربر والصقالبة الذين كان يأتي بهم من أوروبا صغارًا ويتم تربيتهم تربيةً عربيةً إسلاميةً، وفي عام 185هـ/801م شيد إبراهيم بن الأغلب مدينة سماها العباسية أو القصر القديم، لتكون عاصمة لدولته الناشئة، وهي تقع جنوب مدينة القيروان بثلاثة أميال، وبنى فيها مسجدًا وقصرًا وانتقل إليها مع أهله وجنده، وأقطع أتباعه أرباضها، فغدت مدينة ملكية.



    واستطاع إبراهيم بن الأغلب القضاء على كل الثورات الرافضة للخلافة العباسية، فقد كان إبراهيم من أهل الولاء للخلافة العباسية، وكذلك وقف سدًّا منيعًا أمام ثورات الخوارج، وتوسعات دولة الأدارسة العلوية في المغرب الأقصى والأوسط ، وظل يكيد لإدريس الثاني محاولاً استمالة كبار زعماء البربر وكسبهم إلى جانب الدعوة للعباسيين، ونصرة مذهب أهل السنة والجماعة، إلا أنه خضع في أواخر أيامه لمشورة أتباعه بالكف عن إدريس الثاني، بعد أن توطدت إمارته ونال من الخليفة كل ما كان يريده. وراح يعمل على أن يكون الحكم في أولاده من بعده، بمباركة الخلافة العباسية التي وافقت على أن تجعل الولاية وقفًا على أهل بيت إبراهيم بن الأغلب في مقابل البقاء على الطاعة بكل معانيها والولاء للدولة العباسية، وأن تكون دولة الأغالبة التي شملت طرابلس (ليبيا) وإفريقية (تونس) وجزءًا من المغرب الأوسط (الجزائر).



    وساد البلاد بصورة عامة في أيام إبراهيم بن الأغلب الأمن والرخاء، وعمرت المدن، وأمنت السابلة، وبدأت شخصية إفريقية في الظهور، وكثر أهل العلم وتحولت إفريقية في أيام الأغالبة إلى قاعدة قوية من قواعد حضارة الإسلام.

    جهاد الأغالبة ضد الصليبيين

    كون إبراهيم بن الأغلب أسطولاً ضخمًا، في سنوات معدودات، وقاد الأغالبة حركة جهادهم المبارك ضد الصليبيين بقيادة "أسد بن الفرات" في البحر الأبيض المتوسط، فهاجموا جزيرة "صقلية" مرارًا على مدى ثمانين عامًا حتى استطاعوا القضاء على مقاومة الرومان من أهل الجزيرة وحكامها، وضموها لأراضي المسلمين، ثم استولوا على جزيرتي "مالطة" و"سردينيا" ونزلوا بعد ذلك في كثير من السواحل الأوربية، وبخاصةٍ سواحل إيطاليا الجنوبية والغربية، والسواحل الجنوبية لفرنسا.

    لقد عاشت دولة الأغالبة أكثر من قرن من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها، ويحكمون صقلية، ويفرضون هيبتهم على الدول الأوربية، واستطاعوا في بعض هذه السواحل إقامة حاميات وحصون دائمة، وإن لم يستطيعوا التوغل في بعض هذه البلاد والاستيلاء عليها من أيدي أهلها.

    وكان فتح المسلمين بقيادة الأغالبة لجزر البحر المتوسط جسرًا عبرت عليه الحضارة الإسلامية إلى أوروبا في زمن كانت فيه أوروبا في ظلام حالك، وكانت الثقافة الإسلامية الضوء الوحيد في العالم الذي أنار وجه الأرض حينذاك، كما أن سيطرة المسلمين على هذه الجزر مكن من تأمين التجارة الإسلامية في غرب البحر المتوسط،

    وفاته

    عاش إبراهيم بن الأغلب ستًّا وخمسين سنة ومات في شوال سنة 196هـ.

    خاتمة المطاف

    تعتبر دولة الأغالبة صاحبة الفضل في إرساء أسس إفريقية الإسلامية وجهادها في سبيل الحفاظ على مذهب أهل السنة والجماعة والبقاء في نطاق الأمة الإسلامية العامة، في ظل الاضطرابات في شمال إفريقية من قِبل الخوارج والشيعة.

  2. #2
    الصورة الرمزية حياتى لله
    حياتى لله غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    6,757

    افتراضي

    بارك الله فيك اخى وجعله بميزان حسناتك

  3. #3
    الصورة الرمزية lord186
    lord186 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    69

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياتى لله مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخى وجعله بميزان حسناتك
    امين يارب ........ جزاك الله خيرا


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17