كما يختلف البشر فى أشكالهم وصفاتهم يختلفون أيضا فى قدراتهم على الاستيعاب والفهم واكتساب المزيد من المهارات، فالإنسان فى النهاية لا يمكن التعامل معه كأنه آلة تضيف لها مدخلات محددة للحصول على نتائج ثابتة وبالتالى فإن المهارات التى يتعلمها بمرور الوقت تختلف وتتأثر بعدة عوامل من شخص إلى آخر وتحدثنا الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسى جامعة عين شمس عن إحدى أهم تلك المهارات وهى المهارات اللغوية وتقول:

هناك عدة عوامل يجب الانتباه لها قبل أن نبدأ بتعليم الطفل لغة أخرى
أولا: أن يكون الطفل غير متأخر فى الكلام عن أقرانه.
ثانيا: أن يكون قاموس الكلمات عند الطفل يحتوى على كم كبير من المفردات.

لذا لابد أولا أن نقوم بتعليم الطفل اللغة الأم قبل البدء فى إمداده بأى لغة أخرى، ولا يصح أن نبدأ بلغة أجنبية مع بداية تعلمه اللغة الأم لأن الخلايا المسئولة عن تعلم الكلام بالمخ يجب ألا ندخل لها مثيرين فى وقت واحد حتى لا يصاب بنوع من التشتت الذى يعوقه ويتسبب فى تأخر النطق لديه.

مع العلم أن تعلم لغة مثل الإنجليزية قبل اللغة العربية يعتبر من الأمور الأسهل للطفل، لأن اللغة العربية أصعب فى النطق والتعلم فى هذه السن وهو ما يعوقه فيما بعد عند تعلمه اللغة العربية.

أما بالنسبة للسن المناسبة للبدء بتعلم لغات أخرى فهو بعد سنة الثالثة وذلك بالنسبة للطفل غير المتأخر بالكلام فى أى من مراحل عمره بمعنى أنه تمكن من نطق ما لا يقل عن خمس عشرة كلمة عند إتمام عامه الأول وتمكن من نطق جمل من كلمتين عند العام الثاني، ويستطيع فى عامه الثالث أن يدخل على الجمل الضمائر الصحيحة وحروف الجر هنا يمكن أن نبدأ بتعليمه لغة أو لغتين أجنبيتين فى نفس الوقت مع العلم أن قدرته على تعلم اللغات فى هذه الفترة يكون سريعا وناجحا للغاية.

أما بالنسبة للطفل المتأخر فى الكلام فيجب الانتظار حتى يصل إلى مرحلة القدرة على النطق السليم والتركيب الصحيح للجمل من حيث إدخال الضمائر وحروف الجر عليها.