نجح طفلان مصريان فى أن ينشرا أول أبحاثهما العلمية عن الخلايا الشمسية فى واحدة من أعرق المجلات العلمية العالمية وهى "أى تربل إى".

وأعد الطفلان وهما بدران محمد بدران الطالب بالصف الثالث الإعدادى وأخوه الأصغر محمود الطالب بالصف الأول الإعدادى بحثاً علمياً مهماً عن المقارنة بين الخلايا الشمسية المصنوعة بالطريقة المعروفة ونتائج الخلية الشمسية المصنوعة من النبات تحت إشراف أستاذة النانوتكنولوجى دكتوراه منى بكر.

وكانت البداية أنهما تقدما بالبحث للاشتراك به فى واحد من أهم وأكبر المؤتمرات المعنية بالطاقة المتجددة على مستوى العام وعقد مؤخراً فى اليابان.

وافقت إدارة المؤتمر الدولى على اشتراك الباحثين المصريين الصغيرين متغاضية عن عمرهما، لأنها أعجبت بفكرة البحث ولأنه مستوفى شروط الاشتراك الدولى بعدها سافر الصغيران لليابان تحت رعاية أكاديمية البحث العلمى بعد أن رشحهما رئيس الأكاديمية دكتور ماجد الشربينى للسفر لحضور المؤتمر لعرض بحثهما فى اليابان.

وعرض الصغيران بحثهما فى اليابان حيث تمت مناقشتهما من خلال لجنة تضم كبار أساتذة وعلماء الطاقة الشمسية من مختلف جامعات العالم التى تضع معاير دقيقة وصعبة لقبول البحث ونشره دوليًا.

تم بعد ذلك قبول البحث الذى علقوا عليه بحيادية، قائلين إنه بحث مهم ومفيد ويحمل فكرة جديدة تستحق النشر ليتم نشره فى المجلة العالمية ليصبح وسام شرف وفخر لكل المصريين، لأن بدران ومحمود سيكونان بذلك أصغر الباحثين الناشرين فى تلك المجلة العلمية التى يمتد تاريخها لأكثر من مائة عام ويحلم كل الباحثين والأساتذة المتخصصين فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا الحديثة والابتكارات للنشر فيها لما لها من أهمية.

وعن سر نجاحهما على الرغم من صغر سنهما، قال بدران ومحمود "إنه الحلم".. يجب على كل إنسان أن يحلم ثم يصدق نفسه انه يقدر على تحقيق حلمه ثم يبذل كل ما يستطيع من قوة وصبر للوصول إلى حلمه بغض النظر عن الصعوبات، لأنه أولاً وأخيراً التوفيق بيد الله.

ويقول الباحثان الصغيران، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "أبى وأمى يعملان فى المجال الطبى بينما كل أبحاثنا واهتمامنا فى مجال الطاقة المتجددة لاسميا الطاقة الشمسية لهذا لا يمكن لوالدينا أن يساعدونا علميا لكنهم يدعموننا ماديا ومعنويا بلا حدود".

ويضيف الباحثان "لقد بدأنا منذ ثلاث سنوات بأن اشتركنا فى مسابقة لأبحاث للبيئة للأطفال وفاز كلانا فيها بالميدالية الفضية والبرونزية لهذا أحببنا أبحاث البيئة وخاصة أننا نحب مادة العلوم جدا".

ويقول الباحث محمود "ولأن بحث أخى (بدران) كان عن الطاقة الشمسية واستخداماتها حاولنا أن نصنع شاحن للموبايل يعمل بالخلايا الشمسية، نذكر أننا اشترينا ما نحتاجه لتنفيذ ابتكارنا من مصروفنا الشخصى واشتركنا بابتكارنا الصغير فى مسابقه انتل للعلوم والهندسة فى مكتبة الإسكندرية".

ويقول محمود "لهذا اهدونا جائزة خاصة من لجنة التحكيم شجعتنا أكثر لإكمال مشوارنا ولهذا بدأنا نفكر كيف نستخدم الخلية الشمسية لتشغيل الثلاجة وتشغيل التليفزيون وبقية الأجهزة الكهربائية".

وأردف قائلا "لكننا وجدنا أن الخلية الشمسية الموجودة حاليا والتى استخدمناها فى شحن الموبايل غير عملية إطلاقا فهى كبيرة وغالية الثمن وتنتج كهرباء قليلة ففكرنا كيف نطور الخلية الشمسية ومن هنا جاءتنا فكرة اختراعنا التى تقدمنا بها للحصول على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمى واشتركنا بها فى عديد من المسابقات المحلية والدولية وكان لنا الشرف أن كسبنا جوائز دولية".

وحول ما هى أهم الجوائز العلمية التى حصل عليها المخترعان الصغيران، يقول محمود "فى الواقع إننا اشتركنا أولا فى مسابقات محلية وكان حافزا كبيرا لنا حين فزنا بالجائزة الأولى للمخترع الصغير على مستوى مصر كلها عام 2010 وربحنا حينها 2000 جنيه قررنا أنا وأخى من أول لحظة أن لا ننفق منها شيئا حتى إكمال بحثنا".

ويضيف "كما يقولون فأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فلقد قررنا، أنا وأخى، أن نشترك باختراعاتنا فى مسابقات دولية وساعدنا فى ذلك كثيراً إتقاننا للغة الإنجليزية والكمبيوتر وعديد من أصدقائنا المخترعين الذين تعرفنا عليهم من خلال المسابقات والمؤتمرات".

وببراءة، يقول بدران "والله العظيم كانت مفاجأة تامة لنا حين رأينا اهتماماً دولياً كبيراً بفكرتنا على الرغم من أننا اشتركنا فى معظم المسابقات عن طريق النت".

ويضيف "حصدنا العديد من الجوائز الدولية وأهمها الميدالية الذهبية فى الاختراعات لصغار السن على مستوى العالم فى أوكرانيا عام 2010 وأرسلوها لنا مع شهادة تقدير بالبريد السريع وحصلنا على دبلومة فخرية فى الاختراعات من بلجراد عام 2010 بل وعرضوا علينا تمويل مشروعنا بالكامل.

وردا على سؤال هل توقفت أبحاثكما عند هذا الحد بعد التقدم للحصول على براءة اختراع والاشتراك فى المسابقات والمؤتمرات؟، يقول الباحث الصغير محمود "لا طبعا، كنا فى هذا الوقت نكمل تجاربنا فى معمل خاص بالنانو تكنولوجى فى مدينة 6 أكتوبر تحت إشراف أستاذتنا العظيمة التى يعود إليها كل الفضل بعد الله تعالى فى تحويل أحلامنا الصغيرة من مجرد أفكار إلى واقع ملموس".

وحول الجائزة الدولية فى البيئة من انجلترا وتكريمهما فى مجلس العموم البريطانى العام الماضى، قال بدران "بعد أن صنعنا أول خلية شمسيه بأيدينا وبدأنا تجاربنا لتطويرها فكرنا أن نشترك فى مسابقات علمية للكبار وليس للأطفال فقط.. هنا اشتركنا فى مسابقة أفضل الأعمال البيئية على مستوى العالم ولم يكن يحدونا أى أمل فى المكسب".

وأضاف "لقد اشتركنا فيها فقط كى نضع اسم مصر من ضمن الأعمال المتقدمة لأنه لم يسبق لمصر أو أى بلد عربى أن فاز بتلك الجائزة".

ويقول قال محمود ضاحكا "ولأن المسابقة لها أهمية كبيرة واحترام دولى لم نذكر عمرنا إطلاقا، خاصة أن أسماء الأعمال المنافسة كانت مقدمة من جهات كبيرة صناعية ودولية مشهورة"، ويضيف "وحين أبلغونا بأننا فزنا فى التصفيات النهائية أرسلنا إليهم عمرنا الحقيقى لكننا وجدنا منهم ترحيبا شديدا ودعونا للحضور إلى انجلترا لاستلام الجائزة بأنفسنا وإلقاء كلمة باسم مصر.

وأردف قائلاً "وبالفعل سافرنا تحت رعاية جمعية عصر العلم واستلمنا جائزتنا فى حفل توزيع الجوائز الذى يقام سنويا فى مجلس العموم البريطانى وهى أفضل الأعمال البيئية لعام 2011 المقدمة من منظمه جرين ابل الدولية".

وحول مضمون الفكرة التى قدمها الباحثان الشقيقان الصغيران، قال محمود "فكرتنا ببساطة شديدة هى عبارة عن صنع خلية شمسية تمتص ضوء الشمس وتحوله إلى كهرباء وهذة الخلية الشمسية مصنوعة من صبغات النبات بطريقه مبتكرة تجعلها اصغر وأرخص وأوفر".ويضيف " وقد كانت فكرتنا مجرد حبر على ورق إلى أن تعرفنا من خلال اليونسكو على دكتورة منى بكر أستاذة النانو تكنولوجى بمعهد الليزر التى سمحت لنا باستخدام معمل خاص لبداية تجاربنا".

وحول الجهات التى تدعم الصغيرين ماديا لإكمال مشروعهما، يقول بدران "بصراحة كان الحصول على تمويل أمر فى غاية الصعوبة لأن سننا صغير ولكن مكتبه الإسكندرية مشكورة صرفت لنا دعما صغيرا لكنه كان مفيد جدا لنا لعمل النموذج الأولى"، ويضيف "وبعد أن تم نشر بحثنا الأخير الذى اشتركنا به فى مؤتمر اليابان فوجئنا برسالة من الوزيرة (البحث العلمى) التى عرضت علينا أن تتبنى أكاديمية البحث العلمى مشروعنا".