التمارين الرياضية قد تكون آخر ما تفكر (او تفكرين) بها عندما تكون مفاصلك متيبسة ومؤلمة.

الا انها، أي التمارين، حاسمة لتخفيف الألم وللبقاء نشطا (او نشطة). الالتهاب المفصلي العظمي مرض "الالتهاب المفصلي العظمي" Osteoarthritis مرض مزمن ومتواصل، يتسم بفقدان الغضاريف التي تغطي وتحمي نهايات العظام التي تتلاقى مع بعضها البعض عند المفاصل.

ومن دون هذا الغطاء الواقي، فان العظم يحتّك بالعظم، ما يسبب الانزعاج والالتهاب. وتكون النتيجة الألم والتيبس في المفصل، وغالبا ما يظهر الألم في العضلات والأربطة المجاورة له.

الالتهاب المفصلي العظمي هو السبب الرئيسي للاعاقة في الولايات المتحدة، اذ يؤثر على اكثر من 22 مليون من البالغين.

ويصاب به نفس العدد تقريبا من النساء والرجال، الا ان اعراضه تظهر لدى النساء بعد عمر 55 سنة، أي بعد فترة نحو 10 اعوام بعد ظهوره لدى الرجال. وهو مرض يؤثر في الغالب على الوركين، والركبتين، والعمود الفقري، واليدين.

ولأن غالبية الاشخاص المصابين بالالتهاب المفصلي يشخصون به وهم في سن متقدمة- نحو نصف الذين هم في اعمار تقارب 65 عاما يظهر لديهم المرض بشكل ما- فانه يعتبر جزءا اعتياديا من الشيخوخة، يعكس عملية استهلاك الغضاريف.

الا ان الاخصائيين يعرفون اليوم ان الكثير من العوامل، فيما عدا العمر، تساهم في حدوثه. اذ ان الالتهاب المفصلي العظمي يمكن ان يكون متوارثا.

كما ان تلفا او أذية او مرضا قد يبدأ في اطلاق عملية التدهور. وتعتمد وتيرة تنامي المرض على الجينات، وعلى القوى الكيميائية البيولوجية، وعلى العمليات الكيميائية، وهي كلها تختلف بين شخص وآخر.

الوزن الزائد يرتبط بقوة بمرض التهاب المفصل العظمي، لأنه يضيف اجهادا للركبتين وللوركين وللعمود الفقري. وقد وجدت دراسة جارية حاليا على سكان في مدينة فارمنغهام في ماساشوسيتس، ان النساء اللواتي كنّ زائدات الوزن في شبابهن، ازدادت لديهن وتيرة التهاب مفاصل الركبتين في الثلاثينات والاربعينات من اعمارهن.

ومقارنة بالنساء النحيفات، ظهر ان النساء الثقيلات بدنيا، يصبن بمرض التهاب المفصل العظمي مرتين اكثر، ويصبحن مهددات بالتهاب مفاصل الركبتين الحاد ثلاث مرات اكثر.

وفي دراسة الممرضات الصحية، كانت النساء البدينات في سن 18 سنة من اعمارهن، في خطر الاصابة بمرض التهاب مفاصل الوركين سبع مرات اكثر من النساء القليلات الوزن.

http://www.haifanet.co.il/uploads/12(78).jpg

العلاج والتمارين
لا يوجد علاج شاف من مرض الالتهاب المفصلي العظمي، الا ان هناك الكثير الذي يمكن عمله لإبطاء تقدمه، وتقليل الألم، والحفاظ على الوظائف او تحسينها.

وفقدان الوزن مساعد بشكل خاص، ان كنت بدينا او سمينا. وغالبا ما يكون بامكانك تخفيف الألم بمسكنات الاوجاع التي تباع من دون وصفة طبية، مثل الأستامينوفين acetaminophen (Tylenol) وكذلك العقاقير المضادة للالتهاب غير السترودية ، ومنها الإيبوبروفين I buprofen والأسبرين aspirin.

كما يمكن لاستخدام العصا، او خشبة التجبير، او ركيزة الشد، المساعدة في حماية المفصل من أي اضرار لاحقة.

ولكن، إن كانت هناك وصفة لأي شخص يعاني من مرض التهاب المفاصل كي ينفذها كل يوم، فانها التمارين.

فالتمارين الرياضية تقوي العضلات وتحسن المرونة والتوازن. وهي لا تساعد في تقليل الالم والتيبس فحسب، بل انها تحسن الصحة عموما. وهي جيدة ايضا لمزاجك ولدرء حدوث حالات اخرى تقع اثناء الاعمار المتقدمة.

في الضوابط والارشادات التي نشرت في يونيو 2001 في مجلة جمعية الشيخوخة الاميركية، اوصت الجمعية باجراء التمارين بوصفها جزءا مكملا لعلاج مرض التهاب المفاصل في الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 65 سنة فأكثر.

وبعد مراجعتها للأدلة استنتجت الجمعية ايضا ان التمارين التي تجرى بقوة متوسطة، لا تزيد- كما كان يتخوف الكثيرون- من اخطار مرض الالتهاب المفصلي العظمي ، الا ان النشاط البدني المجهد او المشاركة في الرياضات التنافسية على مدى الحياة يمكنه ذلك.

العناصر الاساسية لوصفة التمارين تتمثل في النشاطات التي تحسن المرونة، وقوة العضلات، والاحتمال.

وينبغي تصميم التمارين لكل شخص، لمنع وقوع أذيات، او احتدام مرض الالتهاب المفصلي العظمي . وهذا يعني في العادة البدء باجراء تقييم من قبل طبيب، او اخصائي في العلاج الفيزيائي، او أي من المهنيين الصحيين الآخرين المتخصصين في ادارة مرض الالتهاب المفصلي العظمي .

والنشاطات التي يوصي طبيبك بها- ونصائحه حول كمية التمارين وزمن تكرارها- سوف تعتمد على عوامل مختلفة، ومن ضمنها نوع المفاصل المصابة، وشدة او حدة الألم، والحالة البدنية العامة لك، ومدى اصابتك بأمراض اخرى.