يقول الدكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى إن مرض الكبد الدهنى الكحولى هو مرض كبدى شائع جدا فى العالم تصل نسبة انتشاره إلى 20% من سكان العالم، بينما تصل نسبته إلى 60%، وأكثر بين الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض ذوى الوزن الزائد سواء كان أوليا أو ثانويا.

يتم تشخيص المرض حسب الاضطرابات التى تحدث فى إنزيمات الكبد فى الدم ويتم ذلك عن طريق فحص التصوير بالموجات، فوق الصوتية (أولتراساوند- Ultrasound) للبطن وبفحص عينة (Biopsy) من الكبد وتتركز معالجة مرض كبد دهنى لا كحولى على إنقاص الوزن، ممارسة النشاط الجسمانى، مع تناول مضادات الأكسدة ومحسنات الحساسية للأنسولين.

ويضيف الدكتور أيمن أبو العلا أن هناك بعض الناس الذين يعانون من فائض الدهن فى الكبد يعانون من مرض يسمى "الكبد الدهني" (Fatty liver).

صحيح أن هذه الحالة ليست حالة طبيعية، لكن طالما لم تسبب التهابا، أو ضررا، فى الكبد، فإنها تبقى حالة غير خطيرة، وبفضل الله هو المنتشر فى مصر وهذا هو النوع الأولى الحميد.

وهناك نوع آخر للمرض يسمى تدهن الكبد غير الناجم عن استهلاك الكحول (التهاب وتندب الكبد- Steatohepatitis).

ورغم أن هذا المرض مماثل، تماما، لمرض الكبد الناتج عن تدهن الكبد الكحولى.

لكن هذا المرض قد يسبب للكبد ضررا غير قابل للعكس أو الإصلاح (Irreversible). قد يصبح الكبد صلبا ومع مرور الوقت تحل الندوب مكان الخلايا. وهذه الحالة تسمى "تليف الكبد" (أو: تشمع الكبد- Liver cirrhosis).

وبذلك يصبح الكبد عاجزا عن أداء وظائفه كما ينبغى، ونتيجة لذلك قد يحدث فشل كبدى (Hepatic failure)، أو سرطان فى الكبد أو موت يسببه الكبد. لا قدر الله التهاب وتندب الكبد (Steatohepatitis) غير الناجم عن استهلاك الكحول هو أحد المسببات الأكثر انتشارا لمرض تليف الكبد.

كما صرح سيادته بأن هناك مرض الكبد الدهنى غير الناجم عن تناول الكحول قد ينتقل بالوراثة، وهو يظهر، بشكل عام، لدى أشخاص فى سن الشباب ولدى أشخاص يعانون من السمنة المفرطة، أو من الوزن الزائد.

هؤلاء الأشخاص يعانون، فى أحيان متقاربة، من ارتفاع مستويات الكوليسترول أو فرط الدهنيات ثلاثية الغليسيريد (Hypertriglyceridemia)، وكذلك من مرض السكرى (Diabetes) أو من مقدمات السكرى (مقاومة الأنسولين- Insulin resistance).

ويضيف أنه مع الأسف لا يتوفر، حتى اليوم، علاج محدد لمرض الكبد الدهني. لكن من المهم معالجة أى مرض آخر يمكن أن تكون له علاقة بهذه الحالة، مثل السكرى.


كذلك، هنالك تدابير وخطوات أخرى يمكن اتخاذها بغية تحسين الوضع.
وتكون هذا التدابير كالتالى.

فى حالات مرض الكبد الناجم عن تناول الكحول، وفى حال كون المريض يتناول المشروبات الكحولية بإفراط، فإن التوقف التام عن شرب الكحول هو الخطوة الأكثر أهمية وحيوية.

وإذا لزم الأمر يمكن الاستعانة بأية وسيلة دعم أو مساعدة من أجل تحقيق النجاح فى التوقف عن شرب الكحول.

عند المرضى المصابين بمرض كبدى ناجم عن تناول الكحول، قد يؤدى الاستمرار فى تناول الكحول إلى تقدم المرض وتفاقمه، بما فى ذلك نشوء اليرقان الناتج عن تناول الكحول، أو مرض تليف الكبد.

كذلك بالنسبة للمرضى المصابين بمرض الكبد الدهنى غير الناجم عن تناول الكحول أيضا، يمكن أن يكون التوقف عن شرب الكحول مفيدا ويشكل عاملا مساعدا.


وفى النهاية أكد دكتور أيمن أبو العلا استشارى الأمراض الباطنية أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة، أو من الوزن الزائد، ببذل كل ما فى استطاعتهم من أجل إنقاص وزنهم تدريجيا، بين نصف كيلوجرام وكيلوجرام أسبوعيا.

وقد بينت دراسة أجريت حديثا أن إنقاص 9%، على الأقل، من الوزن، خلال بضعة أشهر، من الممكن أن تساعد فى قلب/عكس مسار مرض التهاب وتندب الكبد غير الناجم عن تناول الكحول. كذلك، فإن إنقاص الوزن بنسبة أقل من المذكورة يمكن أن يساعد فى التقليل من تراكم الدهون فى الكبد.