النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: علم النفس التركيبي
- 13-03-2013, 10:22 PM #1
علم النفس التركيبي
المقدمة :
هو علم النفس بطريقة كارل جوستاف يونج أو ما يطلق عليه علم النفس التركيبي Analytical psychology.وتقوم نظرية يونج النفسية على نظرية فرويد النفسية إلا أنه أعطاها أبعاد ومفاهيم مختلفة فمثلا ً :
مفهوم اللاشعور : unconscious
الذي تقوم عليه نظريات التحليل النفسي لا يقصد به يونج ما قصده فرويد فقد قسمه إلي ::
1 - لا شعور شخصي Personal unconscious : يضم خبرات الفرد الذاتية
2 - لا شعور جمعي collective unconscious : يضم خبرات المجتمع عامة وكل ميراث السلف.
* الماضي الطفولي عند يونج يضع السلوك الحاضر كواقع ويوجه السلوك في المستقبل كإمكان فيونج يرى فى الخبرات الطفولية المكبوتة في اللاشعور محرك قوي للإبداع عند الفرد ولم يكتف بذلك وحسب بل دعى إلى ضرورة النظر إلى المستقبل، فمستقبل الفرد ومقاصده عند يونج لها أهمية كبيرة في توجيه سلوكه كأهمية الماضي تمامًا ، فالسمة البارزة في نظرية يونج هي جمعه بين الغائية والعليّة وقد عبر يونج بجملة " إن الإنسان تحركه الأهداف بقدر ماتحركه الأسباب " .
أهم المباديء التي تقوم عليها نظرية يونج ::
1- مبدأ القطبية :
* إقتنع يونج أن العالم بأسره قد وجد بسبب التعارض القائم بين الأشياء فهناك دائما تعارض وهذا التعارض يستدعى الصراع والحياة بدون صراع لا تساوي شيئًا فالصراع هو المادة الخام الأساسية للحياة وهو الذي يدفع للأمام ، فالحياة والحركة وتغيير الاوضاع ممكنة فقط تحت ظروف الضغط والرغبة في إزالته عن طريق القوة المضادة وهي التي تجعل الشيء الأصلي يتحرك في صورة عمل . فكل شيء له مقابل "حياة / لاحياة " " شعور / لاشعور " " ضحك / بكاء " .
يقترح يونج أن هذة التعارضات ينتج عنها نهاية سعيدة للقصة بحدوث حالة توازن بين هذه القوى حتى لو كان قصير الأمد ولكنه دليل على حدوث تقدم.
أساليب النفس لحل الصراعات في مبدأ القطبية :
1- التعويض
2- الإتحاد
3- التعارض
التعويض :
• عندما تشعر الشخصية بأنها في حالة صراع نتيجة عجزها عن تحقيق هدف مرغوب فيه فإنها تبحث لنفسها عن أهداف أخرى لها نفس الجاذبية ويترتب على تحقيقها إزالة هذا الصراع
• لا يكون للفعل الرمزي نفس قوة الفعل المادي واهميتة فى عملية التعويض فالحلم مثلا ً بتحقيق شيء ما والسيطرة عليه ورغم أهمية الحلم كظاهرة سلوكية في نظر يونج ليس فعلا ً تعويضيًا حقيقيًا
• يظهر التعويض بين الإتجاهات والوظائف المختلفة للشخصية فقد يظهر التعويض بين الإنطواء والإنبساط فإذا كان الإنطواء هو السائد في الأنا الشعوري فإن اللاشعور يقوم بعملية تعويضية ويقوى الإنبساط المكبوت ، وإذا كان الشخص على المستوى الواعي من النوع الفكري الوجداني فعلى مستوى اللاشعور يكون من النوع الحسي الحدسي
الإتحاد :
• فقد تتحد قوتين مثلاً للبحث عن حل مناسب لكليهما ويعبرعن ذلك بالمثل " أنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب " ، أي عندما يسود الإتحاد بين قوتين متعارضتين تستنفذ الطاقة المكبوتة في قوة ثالثة عي سبيل المثال ( اتحاد دولتين متصارعتين لمواجهة دولة أخرى تهدد كلتيهما ) .
التعارض :
• يمثل بمثال التلميذين اللذين يتنافسان مل أجل الحصول على أعلى تقدير في الإمتحان يؤدي الصراع بينهما إلى حفز كل منهما على العمل وأن يصل إلى ما وراء مجرد التنافس على الدرجة ألا وهو التعلم .
يرتبط مبدأ القطبية بمبدأين آخرين هما :
1- مبدأ التعادل
2- مبدأ الإنتقال
أ- مبدأ التعادل :
• مستمد من الطبيعة ويسمى بمبدأ حفظ الطاقة فالطاقة التي تستخدم لتغيير حالة شيء ما لا تختفي ولكن سوف تعود الى الظهور بصورة أخرى في شيء آخر ومن هذا المبدأ يقول يونج أنه إذا ضعفت قيمة معينة أو إختفت فإن مجموع القوى الذي تمثله القيمة لن تفقدها النفس وإنما تعود إلى الظهور مرة أخرى في قيمة جديدة فإنخفاض قيمة ما يعني بالضرورة إرتفاع قيمة أخرى .
• وعندما نكبت الرغبة في التعبير عن القيمة الجديدة تصدر الحياة الرمزية للإنسان والتي من خلالها يحلم الفرد او يوجه أنشطته في الخيال نحو هدف مرغوب فيه ، فالطاقة المحفوظة يعاد توجيهها نحو الشيء المرغوب فيه من خلال عالم الحلم سواء كانت أحلام نوم أو أحلام يقظة لدرجة أنه قال ( أن الإنسان قد يرى بالحلم طريقه الذي يسلكه نحو حل صراعاته ) .
ب- مبدأ الإنتقال :
• هذا المبدأ الثاني المستمد من الطبيعة وهو يقرر أنه عندما يوصل جسمين مختلفين بدرجة حرارتهما ببعضهما البعض فإن الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى حرارة إلى الجسم الأقل حرارة ، المهم في ذلك أن يكون الجسمان من نفس النوع أو النمط كالإنسان والإنسان والمعدن والمعدن ، فعندما يتصل الجسمان فإن الجسم الأعلى شحنة يفقد بعض من شحنته إلى أن يتساوى الجسمان بالنسبة للخصائص المتبادلة والحالة التي تنتج من ذلك هي فقد الطاقة عندما يحدث التوازن بين الجسمين
ولكن هذا ينطبق على الأنظمة المغلقة لا على الشخصية لذا لن تصل الشخصية إلى حالة توازن بين شخصين لكن كلما إقترب الانسان لهذا التوازن بالتوافق بينه وبين الآخر في الصفات كلما إقترب للطمأنينة والأمن
• وفي ضوء مبدأ القطبية وبمدأي التعادل والإنتقال يفسر يونج كثير من النظم التي تظهر واضحة في الشخصية فعنده }الشعور ضد اللاشعور ؛ الأنيما ضد الأنيموس ؛ العليّة ضد الغائية ؛ الإعلاء ضد الكبت ؛ التقدم ضد النكوص ؛ الإنبساط ضد الإنطواء { وهكذا .
2- مبدأ تحقيق الذات :
• الهدف الأساسي من نمو شخصية الفرد هي تحقيق ذاته وقد كان يونج من النوع المتفائل ووجد أن مستقبل الإنسان أفضل من الماضي فالإنسان يعمل في مجموع لتحقيق السعادة ولكنة يعمل وينمو بشخصية فردية " مفهوم التفردن عند يونغ "
مكونات الشخصية عند يونج :
* ( الأنا – الذات – الشعورــ اللاشعور بشقيه " فردي وجمعي " ــ القناع ــ الإتجاهات " إنبساط وإنطواء " ــ الظل ــ الأنيما والأنيموس )
الأنــا Ego ::
• الأنا تشمل فقط العقلية الشعورية للإنسان " هي العقل الواعي في صلة الإنسان بالواقع وهو مسؤول عن العمليات الشعورية كالتفكير والإدراك والإحساس والفهم والتوحد
• من خلا الأنا يعرف الإنسان نفسه وهو خير ما يعرفه الإنسان من مكونات شخصيته فهو الذي يوقظه وينبهه ويذكره بالأشياء التي يجب عليه القيام بها وكذلك يتخذ له القرارات الهامة في حياته اليومية .
• الأنا يوجد في مركز العالم الشعوري ولكنه قد يدخل في صراع مع العالم اللاشعوري فمثلا ً الشخص الذي يعيش على مستوى الأنا الشعوري يغضب جدًا لفكرة أنه بداخله لا شعور ويشعر بأن هناك جزء من شخصيته خارج إكار تصرفه فهذا يشعر بالنقص والضعف حيال شخصيته إذ يوجد جزء لا يستطيع هو التصرف فيه.
• كلما إزداد الأنا بإنكار اللاشعور زادت حدة اللاشعور في إثبات وجوده عن طريق الأحلام مثلا ً أو عن طريق صراعات القلق والأعراض السيكوسوماتية ؛ ويظل الإنسان بحالة صراع بين الأنا واللاشعور إلى سن 40 والتي تظهر فيها " الذات " وهي ذروة البناء النفسي وتستخدم كل الحالات اللاشعورية والشعورية عند الفرد ، فالذات هي وريثة دور الأنا القديم ولكن بتصالح مع اللاشعور .
اللاشعور الشخصي Personal unconscious
• يقول يونج أن الخبرات التي يمر بها الشخص لا تنسى ولا تختفي تمامًا إنما تصبح جزء من لاشعوره الشخصي وتلك الخبرات أما أن تكون قد كبتت لا إراديًا أو قمعت إراديًا بإعتبارها ذكرى مؤلمة للأنا أو أنها من الضعف بحيث لم تترك إنطباع شعوري في النفس ( واللاشعور الشخصي في حالة إتصال دائم مع الأنا لتساعده في حياته إلا أن الكبت قد يحول دون ذلك ورغم ذلك فإن تيار الإنتقال حر بين الشعور واللاشعور الشخصي )
اللاشعور الجمعي collective unconscious
• يعتبر هو السمة المميزة لنظرية يونج في الشخصية ففيه تختزن الخبرات المتراكمة عبر الأجيال والتي مرت بالأسلاف القدامى وهو الأساس العنصري الموروث للبناء الكلي للشخصية فعليه يبنى الأنا واللاشعور الشخصي وجميع المكتسبات الفردية الأخرى.
• قد قال يونج بوجود أنماط أولية في اللاشعور الجمعي مثل ( الله ؛ الأم ؛ الأب ؛ الطفل ؛ الشيطان ؛ الميلاد ؛ الموت ) والنمط " هو شكل فكري مشاع وعام يتضمن قدر كبير من الإنفعال به ، وكلما كان التوازن بين النمط الأولي وصورته الفعلية بالواقع كبير كلما كان هناك إستقرار في البناء النفسي ، كصورة الأم مثلا كلما كانت الأم الفعلية مطابقة في حقيقتها للموروث المصاحب لثقافة أو نمط الأم كلما كان الإستقرار في بناء الفرد الواقع تحت سلطة تلك الأم .
العقد COMPLEXES
• هي تجمع لخبرات وتجارب تتمحورحول نقطة معينة يظل الفرد يتحدث عنها مرارًا وتكرارًا في حياته وتكون هي محور كل تفسيراته ومن أمثلتها " عقدة الأم – عقدة الأب – عقدة القوة " ؛ وبرغم أنها تكون خبرات تركت أثرًا في الأنا نتيجة لتكرارها إلا أن لها ميزة تفسير الخبرات التي سبق أن تكونت حول العقدة
وهذا ما يسميه يونج ( قوم تجمع العقد ) .
• في معظم الأحيان توجد العقدة ونواتها في اللاشعور الشخصي والفرد لا يكون على معرفة تامة أنه يفسر أو يستخدم الكثير من الظواهر العرضية الغريبة في خدمة عقدته .
القـــــــــــناع persona
• هو مصطلح يوناني قديم إسمه " برسونا " ومعناه القناع ؛ إتخذه يونج ليصف به الوجه الذي يتقدم به الإنسان للمجتمع ؛ فنحن في حياتنا اليومية قد نجد ضرورة لأن نغلف الذات الحقيقية بغلاف خادع ونلبسها قناع لتبدو مع العالم في مظهر لائق يتفق والجماعة . وأسماه يونج أيضًا قناع العقل الجمعي أو القناع الذي يخفي وراءه الفردية الخاصه بالفرد ذاته .
* مشكلة القناع عند يونج تأتي من أن الإنسان أما المجتمع مستترًا وراء قناعه قد يبدو غريبًا تمامًا عن وجداناته ومقاصده الحقيقة ؛ فالإنسان يتحصل على القناع من الدور الذي يطالبه المجتمع بالقيام به ؛ وكلما كان الدور يناسب وجدان الإنسان أكثر كلما كانت حدة القناع في التأثير أقل وكلما كانت الغلبة لتحقيق الذات أكثر . فكلما إنتعد الإنسان عن تحقيق ذاته وراء قناع فقط يخدم صورته بزيف أمام المجتمع كلما أصبح أقرب إلى الحالة المرضية منه إلى السواء .
* والقناع هو جزء من الأنيَّة مُنْدارٌ نحو العالم الخارجي. وهو، باعتباره من مظاهر السلوك النفساني الذي هو عبارة عن الموقف العام للفرد بإزاء محيطه، إنما هو "تسوية بين الفرد والمجتمع من جهة ما يبدو عليه الفرد"؛ أو قل هو "مركَّب وظيفي مكون لأسباب تكيِّف أو راحة، لكنه يفترق عن الفردية. وهذا المركب الوظيفي لا يخص إلا العلاقات مع الأغراض".
* الشخص السويّ من الوجهة النفسية يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عوامل في آنٍ واحد:
أ. الأنيَّة المثالية (الصورة التي يراها الفرد مرغوبة)
ب. الصورة العامة التي يشكلها المحيط عن أذواق الفرد ومُثُله
ج. الطوارىء النفسية والنفسانية التي يمكن أن تحدّ من تحقيق المثل المفترضة أو تعرقل هذا التحقيق
* مصطلح القناع يشير إذن إلى المشخِّص الاجتماعي الذي، وإن كان يتصف بفوائد وخواص الثوب التي لا يُستغنى عنها، فإنه غالباً ما يعرِّضنا لستر طبيعتنا الفردية. فالقناع قد يكون عامل حماية (وتكيُّف) للفرد مثلما قد يكون خطراً عليه: حجب طبيعته الحقيقية، خطر تواحده مع قناعه (بأن يظن أنه قناعه وأن قناعه هو)، الخطر الذي ينطوي عليه في الوقت نفسه الافتتان بالقناع (كأهمية المهنة المبالغ فيها لدى بعضهم) أو خطر تحجُّر القناع إلى حد وخيم.
الأنيما والأنيموس Anima And Animus
• قال يونج بأن الإنسان ثنائي الجنسية فالأنثى تمتلك بداخلها حسًا ذكوريًا يسمى الأنيموس وهو ميل للرجال بصورة تتوافق مع تلك الأنيموس الداخلية بذاتها وكذلك فالرجل يمتلك أنيما ويميل للأنثى التي تحقق له التوازن بين صورتها في نفسه والواقع الملموس له .
• من هنا تنشأ قدرة الرجل والمرأة على فهم كل منهما الآخر بما يملكه في نفسه من جزء منه ؛ والدليل على إمتلاك كل منهما جزء من الآخر على سبيل المثال لا الحصر مثلا ً أنه في الشيخوخة يتخذ الجانب المهمل حيزًا من الظهور على النواحى الجسمية للفرد كإخشوشان الصوت عند المرأه ورقة الملامح عند الرجل
الظل Shadow
• الظل يمثل الغرائز الحيوانية او الأفكار المستهجنة والدوافع الشهوية بشخصية الفرد ؛ فهو يقوم بمقام الهو عند فرويد حيث يمثل السلوك السيء خلقيًا والذي يستحق التأنيب وهو بالأصل موروث من اللاشعور الجمعي عند الإنسان
• الظل مشكلة خلقية تتحدى شخصية الأنا كلها
• تعبِّر الخافية الفردية عن نفسها من بعدُ بمشخِّص الظل الذي يرمز إلى "وجهنا الآخر"، "صِنْونا"، "شقيقنا المظلم" الذي من جنسنا نفسه والذي، على كونه غير مرئي، لا يفارقنا أبداً ويشكِّل جزءاً لا يتجزأ من كلِّيتنا. وهو صورة أحلامية غالباً ما تتميز بخاصيَّة سوداء؛ ففي الأحلام غالباً ما يترافق اللقاء مع الظل.
أو خلعه على بعض معارفنا، مع استيعاء نمط الوظيفة النفسية السائدة ونمط موقف الفاعل. إنه "الطرف المقابل" لأنيَّتنا الواعية: "كلنا متبوع بظل، وكلما قلّ اندماج هذا الظل في الحياة الواعية للفرد كان أشدّ سواداً وقتامة."
• والظل بعامة شأن بدائي، غير متكيِّف، شقيّ، لكنه ليس بالضرورة "شريراً": إنه يمثِّل كل ما نُحِّي عن الوعي باعتباره متنافراً مع الأنا، وقوامه عيوبنا، ونقائصنا، وبعض خصالنا المنبوذة بمقتضى الأحكام المسبقة الاعتباطية، المشدودة بدورها إلى مشكلة القناع (الذي يمكن حينئذٍ أن يحول دون البسيكي والتفتح السوي)، بالإضافة إلى منتجات الوظيفة النفسانية الأقل تمايزاً. واللقاء مع الظل على هيئة حوار بينه وبين الأنا، إبان حلم على سبيل المثال، لحظة مُكرِبة جداً: فالأنا تتعرض لخطر الغرق في النوازع المكبوتة التي تقرّ بنسبتها إليها والتي تتضادد ونوازعَها الواعية.
• على أن للظل معنى أوسع بكثير، ويمكن الإشارة به إلى الخافية في جملتها، من حيث إن كل ما لم يلج بعد عالم نور الوعي يظهر للعيان مفعماً بالظلمة ومنذراً بالشر والخطر
من مميزات الظل التي قال بها يونج ::
1- ينحو بالإنسان نحو الأفضل من خلال إختبار الخبرة السيئة فيتعلم كيف يتلاشاها
2- الإنسان يحقق كمالية على الظل بحل خلقي ملحوظ ينتج عن إعادة التوجيه لبعض أفكاره ودوافعه بما يرضي أناه
الذاتself
• هي أهم الأنماط عند يونج حيث قال أن الذات التي تقع في موضع وسط بين اللاشعور والشعور تكون قادرة على إعطاء التوازن للنفس ككل فهي تحفظها في حالة إستقرار وثبات نسبي
• قال ان الانسان يحقق هذا الثبات النسبي في سن متقدمة بعد أن يكون قد تغلب على تهور المراهقة والإتجاه نحو العالم الخارجي في بداية الرشد فحيت يتقدم الفرد نحو متوسط العمر تحل إتجاهات الإنطواء محل إتجاهات الإنبساط وهكذا .
ميكانيزمات تحقيق الذات :
1- عوامل القطبية ومبدأي التعادل والإنتقال .
2- النظام البيولوجي المجهز بالغرائز التي تحفظ النوع وتعمل على إستمرار الحياة .
3- تطلع الفرد للمستقبل فهو لا يعيش في خبرات الماضي فقط
4- بلوغ التحقيق الكامل للذات عبر مراحل نمو الشخصية فقد استثمر الليبيدو في ألوان من النشاط تكون ضرورية لبقاء الحياة فقبل سن الخامسة تبدأ القيم الجنسية وتبلغ قمتها في المراهقة وفي مرحلة الشباب ويستكين الفرد في الأربعينات حيث يحدث تغيير حاسم في قيمه وأهدافه .
5- خبرات الفرد تتيح تحقيق الذات فلو أهمل جزء من نظام الشخصية في مرحلة ما سوف ينشط كمركز للمقاومة وإذا كثرت مراكز المقاومة وأصبح الفرد عصابيًا . فلكي نسمح بنمو تحقيق الذات يجب السماح لكل نظام من أنظمة الشخصية ببلوغ أقصى درجات النمو ويسمى ذلك بعملية التفرد .
6- الرموز قادرة على تحقيق الذات فكثير مما يقوم به الإنسان ممكن أن يوجه إلى مستوى رمزي من خلال الصور والكلمات والأحلام والموسيقى والفن فالرمزية التي يتمتع بها الإنسان تساعده على بلوغ أعلى مستوى تمايز للذات .
لتحقيق الرموز عند يونج وظيفتين أساسيتين :
1- تمثل مستودع خبرات الأسلاف
2- تمثل المستويات الطموحية للإنسان
يقول يونج :: أن الناس دائما ما تسعى إلى إيجاد الشركاء الذين يجدون معهم ما يفتقدونه بأنفسهم " مبدأ القطبية والتعويض "
الموت الإرادي عند يونج :
هو تعبير أطلقه يونج عندما يغوص الإنسان في عالم الظل ويصبح عبد للأفكار المستهجنة وتحقيق الشهوات لا أكثر
فكرة تحليل المحلل النفسي :
يونج أول من نادى بها وأخذها عنه الفرويديون وهي ضرورة أن يخضع المحلل النفسي ذاته للتحليل أولا ً .
نشأة الوعي عند يونج :
كيف ينشأ الوعي ؟؟؟ " قال يونج أن لا مشكلة بلا وعي أي كلما إزداد وعي الإنسان كلما كانت المشاكل قادرة على الظهور فبدون وجود الوعى لما تمكن الإنسان من التعرف على الأشياء ولا على إدراك أن تلك الأحداث تمثل مشاكل وتلك الأحداث لا تمثل مشكلة ويمكن معرفة ذلك بمراقبة الأطفال وملاحظة كيفية تصرفهم عند التعرف على شيء لأول مرة ولكن المعرفة هنا أيضًا لا تعنى الوعي وإنما ينشأ الوعي من القدرة على الربط بين تلك المعارف بعضها البعض .
كما قال بأن الراصد في علم النفس يتعذرعليه أن يكون موضوعيًا من حيث أن رصده سيكون فيه بعض من البناء على موضوعات ذاتية وشخصية سابقة وقال بأن كل ما هو نفسي حقيقي جدًا وواقعي كما العالم المادي .
إختلافات يونج مع فرويد ::
• ساورت يونج الشكوك بخصوص تركيز فرويد على الجانب الجنسي في تفسير تعقيد شخصية الفرد وهذا لم يستطيع يونج تقبله وقال أن هناك مرضى ترجع إضطراباتهم إلى خارج النفس
• ومن هنا بدأ تمييز النمطين " الإنطوائي والإنبساطي " وقد إستنتج ذلك من مرضى الفصام الذين يستغرقون بدواخل أنفسهم فلا يمكن أن ننسب حالات
الفصام مثلا ً إلى مشاكل جنسية . وفرويد الذي لم يعمل يومًا مع مرضى الفصام لم يوافق على ذلك وقذف بتلميحاته السوداء تجاه عمل يونج بأنه خائن وبعد ذلك بدأت علاقتهما تنحل بسرعة .
• من خلال الأحلام قرر فهم ما أسماه أزمة منتصف العمر وبدأ بحثه فيما أسماه نيكيا Nekyia أو الرحلة الليلية للروح فقد كانت أحلامه تتضمن صور وحوش وأساطير وهي تتطابق مع أحلام مرضى الفصام فأرجع ذلك إلى ما يسمى النموذج الأصلي الموروث ومن هنا نشأت فكرة اللاشعور الجمعي .
• قال أن الاخصائي أوالمحلل النفسي لينجح في عمله عليه الإندماج في الأماكن التي تتيح له التعامل الفعلي مع الحالات لا أن يغوص بالدراسة فقط .
• قال بأن العلاج ما هو إلا عملية توليد للحقيقة ومنهجه في العلاج منهج المصارحة بلا تحايل أو مواربة بين شخصين " المعالج والمريض " وذلك بقصد تحقيق الوعي فهو لا يخشى التحويل كفرويد إذا يرى أنه وسيلة لإظهار المضامين الخافية وقال بأنه لا يجب وضع خطة للعلاج فأحيانًا تصدر أشياء غير متوقعة قد تربك المعالج .
• يقول يونج بأن الرؤية الصحيحة للفرد تتحقق عندما بتمعن في ذاته فمن ينظر خارج حدود ذاته يحلم ؛ أما من ينظرون داخلها يستيقظون لتحقيق الحلم .
• أخذ يونج على فروبد أنه لا يأخذ في الحسبان قدرة المنظومة النفسية على إبداع عدد ومواد جديدة ويأخذ أيضًا عليه إفتراضه أن الرمزية لا تمت بصلة إلا إلى الماضي برغم أن الواقع التجريبي يقول ان الحلم مسرح لعمليات لم تكن يومًا واعية وهو ما أرجعه يونج لموروث اللاشعور الجمعي وقدرة الإنسان على إبداع رموز متنوعة إبداعًا فطريًا .
• يأخذ يونج على فرويد ( التداعي الحر ) إذ يتصف بالتقليص الذي لا يتيح إلا تفسيرًا إرجاعيًا يختزل الحلم إلى ثوابت موضوعه سلفًا تفتقر إلى المرونة والشمول ففرويد يربط أحلامنا بخواطرنا ومشكلاتنا الواعية بسببية حتمية جاعلاً من
الحلم الطريقة الايسر لبلوغ المركبات أما يونج فيقر من جانبه كل الإقرار بأن أحلامنا يمكن أن تكون منطلقًا لفن التداعي الحر في التنقيب عن الثيمات الوجدانية المكبوتة .
• يقابل يونغ منهاج فرويد الممعن في السببية الحتمية بمفهوم الظرفية ( الظروف المعينة تتمخض عن أحلام من نوعها ) بوصفه الإطار العام الذي يسمح بفهم الأحلام؛ إذ أن المغزى من ثيمة محددة في حلم ما لا يصح استنباطه بالاشتراط السببي وحده ؛ إنما كذلك بقيمة موقعه في سياق الحلم إجمالا ً وخطورة هذا الموقع " فالحلم يترجم حال اللاشعور في لحظة معينة " ؛ ويؤدي في الحالة السوية وظيفة تكاملية بالنسبة للشعور بما يستهدف حل النزاعات النفسية إن وجدت . الأمر الذي يضفي عليه قيمته الإستباقية المنذرة .
• قال يونج أن تحليل الأحلام هو فعل متبادل بين شخصين " المحلل والمريض " ويجب أن يكونا متقاربين لكي يتم التفاهم بينهما ومن هنا فنمطي شخصيتيهما يلعب دورًا هاما ويتدخل تدخلا ً حاسمًا في تحليل الحلم . فكلما كانا من نفس النمط كلما كان التحليل أدق في وصفه لما يحتويه الحلم .
• قال يونج بأن إستعمال الأحلام سبلا إلى المركبات أو منطلقات للتداعى الحر ليس إلا إستعمالا ً مبتورًا ومبتسرًا لغنى الحلم وتغييبًا في الوقت نفسه لواقع تجريبي أصيل هو أن الرموز التي تظهر في الأحلام أكثر تنوعًا وأغزر دلالة من الأعراض الجسمانية للعصاب .
• إذن يجب عدم التفتيش عن معنى الحلم بما يشكل كلاً تاما عن طريق التداعى الحر لان من شأنه ـ أى التداعى ـ أن يصرف الانتباه عنه
• الحلم كما يرى يونج محصول طبيعي ينبغي إعمال النظر فيه بما هو كذلك ؛ أي على نحو ما يتم التأمل في زهرة بديعة أو لؤلؤة نادرة فمن الثابت على سبيل المثال لا الحصر ان العديد من الصور الاحلامية ترمز بوضوح الى الوصال الجنسي لكن المهم في الأمر ليس كام رأى فرويد الإمساك بالتلميح الى الوصال بل الأحرى فهم الموقف النفساني الإجمالي الذي نجم عنه إختيار هذة الصورة أو تلك الرمز إلى الوصال دون سواها .
فالرموز التي "يستعيرها" الحلم لرسم وضع ما ليست مجرد إشارات أو كنايات تختلقها وظيفة "رقيب" censorship تفيد ستر هيئات عن حالة الصحو، على حد ظن فرويد، بل هي صور تنطوي على علَّة وجودها وتمتلك ديناميَّة خاصة بها. والمغزى منها لابدّ أن يتجاوز كافة التفسيرات التي نضعها لها لأن من شأن الرمز على وجه الدقة أن يجعل الواعية على صلة بما هو "مجهول ولا يرقى إليه علم قط".
تأسيساً على ما تقدَّم، ذهب يونغ مذهباً مغايراً في تحليل الأحلام ورموزها يشتمل على: وصف دقيق للموقف الواعي الراهن (يمكن للرموز أيضاً أن تظهر في حالة الصحو على هيئة أطياف وانطباعات بصرية أو سمعية)، وصف للأحداث الماضية، تحديد للسياق الأحلامي والحيوي الإجمالي للمعاود، إضافة معلومات تُلتمَس لدى جهات أخرى غير المعاود عند الاقتضاء، وأخيراً، شَمْل للمتوازيات الميثولوجية المتعلقة بالثيمات البائدة التي تبرز في الحلم. هذه العملية الأخيرة، في مقابل التفسير الإرجاعي الفرويدي، تدعى التوسيع amplification. فالطبيعة الموضوعية ذات الاستقلالية autonomy للرمز ووجود خافية جماعية ييسِّران للحالم تخطِّي تداعياته الشخصية وفحص كل المدى الممكن للصورة المقترَحة على وعيه مستفيداً من المواد التاريخية المرتبطة بها. إن من شأن التوسيع إطلاق المضمون الأحلامي وإغنائه بكل الصور المشابهة الممكنة في سبيل فهم أفضل للحلم الفردي. ولامندوحة للمحلِّل عندئذٍ أن يأخذ بالحسبان كافة جوانب الحلم، على تنوِّعها الشديد، وأن يحصِّل معارف ميثولوجية ودينية وفلسفية واسعة.
وبالفعل، فإن فهم الحلم بحد ذاته (بدلاً من الانصراف انطلاقاً منه إلى مركَّبات المريض والابتعاد بذلك عن الحلم مبنى ومعنى) يتطلب بذل مجهود جبار للتركيز على التداعيات أو الترابطات التي تعود إلى الحلم مباشرة معبِّرة عن أمر محدَّد ونوعي تماماً يحاول الحلم أن يبلَّغنا إياه. هنا لابد لنا من الإلماع إلى الخيال الفعّال active imagination الذي يتمثل في تثبيت الانتباه على صورة غالباً ما تُستقى من حلم، وإعمال النظر في جوَلانها الحرّ. إن المخيلة الفعالة التي تنهض فيها الأنا بدور الشاهد الساهر هي على النقيض من الاحتلام أو الهاجس، من حيث إنها قد تأتي بأداة مثالية من أجل إيناع المواقف الأحلامية. فأجمل الصور قد تبقى غير ذات جدوى ما دامت الأنا لم تستوعِها بفعلٍ قد يكون، بحسب الحالة، داخلياً أو خارجياً؛ وعندئذٍ فقط يمكن الحديث عن تكامل أو تحقق نفسي.
• لا يطمئن يونغ إلى منهاج التداعي الحرّ في تفسير الأحلام لسبب بسيط هو تعذُّر تطبيقه على حالات الأحلام النموذجية البدئية التي تعود بما لا يدع مجالاً للشك إلى الخافية الجامعة. لقد ميَّز يونغ بين التخلُّقات fantasies والأحلام المعبِّرة عن التفتح الشخصي للمرء من جهة، وتلك التي لمس فيها خاصية شمولية أو قواسم مشتركة بين الأحقاب التاريخية والحضارات كافة. فإذا كان التداعي الحرّ يصلح منهاجاً للولوج إلى الخافية الفردية النسبية، وحدها الأحلام "العظيمة" تفتح الباب على مصراعيه للولوج إلى الخافية الجامعة. هذا المنظور ييسِّر من جانب آخر استنطاق الأحلام عن المزيد مما يختبئ بين ثناياها: كأنْ نهتدي بها، لا إلى المركَّبات، بل إلى البنيان النفسي للشخصية الكلِّية للفرد، أي أن تمهِّد لنا الطريق للقيام بالخطوة الأولى الحاسمة على درب التَفَرْدُن Individuation
• للحلم إذن، بحسب يونغ، قيمة عرفانية، إذا جاز التعبير، وليس على الإطلاق مجرَّد تعبير عن رغبة غير مشبَعة: إنه رسالة تعلِّمنا عن نفسنا الكلِّية أموراً أعمق بكثير من هذه الرغبات المكبوتة.
• وأخيراً يأخذ يونغ على فرويد اعتبارَه الصور والتداعيات التي تشبه في أحلامنا أساطير الأولين مجرد مخلَّفات بائدة – وهي وجهة نظر تميِّز كل من يعتبر الخافية ملحقة بالواعية أو تابعة لها، أو "حاوية قمامة" يرمى فيها كل ما ترغب الواعية عنه أو تستهجنه أو تستحي منه. إن فرويد، إذ يتصور هذه التداعيات على هذه الشاكلة، تغيب عنه الوظيفة الفعلية لهذه الصور، بما هي الجسور الواصلة بين فلك الواعية العقلاني من جهة، وبين عالم الغريزة والفطرة من جهة ثانية.
• من الممكن فهم الدور المجازي للحلم انطلاقاً من أن لكل كلمة معنى يختلف من شخص لآخر اختلافاً طفيفاً نسبياً (حتى عندما يتعلق الأمر بأشخاص ينتمون إلى بيئة ثقافية واحدة)؛ وهذه الاختلافات تنويعات فكرية أو وجدانية تحت وصيدية subliminal غير مستوعاة عموماً، لكنها تتخذ في الأحلام أهمية عظيمة. إن من شأن جذور خواطرنا الواعية هذه أن تعلِّل لماذا يمكن لأغراض عادية محددة (حُجرة موصدة بالمفتاح، قطار فائت، سيارة خارج عن سيطرة سائقها، لغم بحري، إلخ.) أن تكتسب لدينا مغزى هو من القوة بحيث يجعلنا نستيقظ أحياناً من نومنا مذعورين.
• إن الإنسان الحديث يعيش في عالم موضوعي أمْعَنَ في تجريده من كل ما يطلق عليه علم النفس اليونغي، أخذاً عن ليفي–برول، تسمية المشاركة الصوفية participation mystique أو حتى التواحد النفسي identification psychique. بيد أن هذه الهالة من التداعيات غير الواعية التي تضفي على الحياة النفسية للإنسان "البدائي" ذلك المظهر "الطيفي"، السرَّاني، الخارق، لابد لها من معاودة الظهور في أحلامنا، من حيث إن هذه الأحلام رسل لاغنى لنا عنها لتبليغ المعلومات الحيوية من القسم الغريزي، الفطري، من الذهن البشري إلى قسمه العقلاني، الواعي.
• الأحلام إذن، بما هي حضور الخافية في الوعي (بمعنى غير بعيد عن التصوُّر الإغريقي عن وسيطة الوحي pythia في هيكل ذلفس)، هي الوسيلة التي تُكامِل بها الخافيةُ الواعيةَ أو تعوِّضها وتُوازنُها. ومما يؤسف له أن المدرسة الفرويدية أهملت هذه الوظيفة المعاوضة والعرفانية للأحلام (الأحلام التي يظهر فيها الظل على سبيل المثال)
الأشياء التي إلتزم بها الفرويديون الجدد من نظرية فرويد ::
1. التداعي اللاشعوري .
2. الكبت والمقاومة وأهمية ذلك في التحليل أثناء العلاج .
3. الإهتام بالنزاعات الداخلية وأثرها على التكوين النفسي .
4. التأثير المستمر للخبرات الطفولية المبكرة .
5. طريقة التداعى الحر وتحليل الأحلام وإستعمال حقيقة النقل