تؤدى الكُلى وظائف حيوية للغاية بالجسم البشرى، لذا ينبغى على الإنسان الحفاظ على صحتها وكفاءتها واكتشاف أى أمراض تصيبها مبكراً، لأن حدوث أى قصور فى وظيفتها سيعرضه لمخاطر جسيمة قد تهدد حياته.

ويقول عضو الجمعية الألمانية لطب الكُلى بمدينة هايدلبرغ البروفيسور يان غاله، إن الكلى تنظف الدم من المواد السامة، لذا فإن وظيفتها فى غاية الأهمية لحياة الإنسان، مشيراً إلى أن الكُلى تضطلع بوظائف أخرى، موضحاً أنها مركز لإنتاج هرمونات هامة لضبط ضغط الدم وتكوين كرات الدم الحمراء وعملية أيض العظام، فضلاً عن تنظيم نسبة الأملاح فى الجسم.

بينما أكد استشارى أمراض الكُلى بمستشفى مانهايم الجامعى الألمانى البروفيسور بيرنهارد كريمر أن اكتشاف أمراض الكُلى صعب للغاية، لقلة الأعراض الدالة عليها. وأوضح أنه غالباً ما تظهر الأعراض بشكل متأخر، وتتمثل فى ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم والبول الرغوى، أى زيادة إفراز البروتينات. كما يمكن أن يكون احتواء البول على دم أو الشعور بالإرهاق والتعب أو التقيؤ مؤشرات على إصابة الكُلى.

وقال مدير قسم طب الباطنة بمستشفى مونستر الجامعى البروفيسور هيرمان بافينشتيت، إن من الأعراض الأخرى الدالة على أمراض الكُلى وجود تجمعات للماء تحت جلد الساقين أو ما يُعرف بالوذمة.

وأشار البروفيسور غاله إلى أن الفشل الكلوى المزمن يُعد أكثر أمراض الكلى شيوعاً، وأن وظيفة الكلى تتدهور بشكل غير ملحوظ إلى أن تتوقف عن أداء وظيفتها بشكل كامل أو تصبح غير قابلة للعلاج.

وأوضح أن هذا الفشل ينتج غالباً عن الارتفاع المستمر لضغط الدم أو بسبب الإصابة بمرض السكرى، وأضاف: تعود 60% من حالات الفشل الكلوى المزمن إلى هذين السببين، بالإضافة إلى الالتهابات أو الأمراض الوراثية للكلى التى يمكن أن تصيب بالفشل الكلوى الدائم.

وينصح استشارى أمراض الكُلى الألمانى بافينشتيت بأن "عدم التدخين أمر بديهى للمصابين بخلل مزمن أو طويل فى وظيفة الكُلى، كما يجب على المريض التأكد من أن ضغط الدم لديه على ما يرام، وعلى المصابين بالسكرى التأكد من ضبط نسبة السكر، لأن المصاب بخلل فى الكُلى أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".


وأضاف غاله، أن الفشل الكلوى المفاجئ يمثل أيضاً مشكلة إلى جانب الفشل المزمن، حيث "تفقد الكلية السليمة وظيفتها خلال وقت قصير" موضحاً أن هذه الحالة ترجع لأسباب عدة، مثل فقدان نسبة كبيرة من الدم أو التعرض لصدمات عقب الحوادث أو التعرض لحالات عدوى خطيرة بتسمم الدم. كما أن هناك عقاقير يمكن أن يؤدى تعاطيها للفشل الكلوى وكذلك نقص السوائل.


وأشار البروفيسور الألمانى إلى أن الفشل الكلوى المفاجئ عادة ما يمكن علاجه؛ حيث يسترد المريض صحته دون الحاجة إلى العلاج الدائم بالغسل الكلوى، غير أنه قال "يُعد هذا النوع من الفشل الكلوى حالة مرضية خطيرة تهدد الحياة، لذا فهى غالبا ما تتطلب دخول العناية المركزة".

وأشار بافينشتيت إلى أن الوقاية من الفشل الكلوى المفاجئ ممكنة، وإن كانت محدودة، موضحاً أمثلة لإجراءات الوقاية وذلك بالابتعاد عن تناول عقاقير بدون ضرورة وتعاطيها بعد استشارة الطبيب وبالجرعة الصحيحة إذا كانت ضرورية. كما يوصى الأطباء بتناول كميات كافية من السوائل خاصة عند الإصابة بعدوى مصحوبة بحمى أو إسهال.

كما أكد البورفيسور كريمر ضرورة معالجة ضعف القلب بشكل صحيح؛ لأن هذا الضعف يمكن أن يساعد على الإصابة المفاجئة بالفشل الكلوى، تماماً مثل الالتهابات الخطيرة.

ونظرا لقلة الأعراض الصحية الضرورية للكشف عن الفشل الكلوى، شدد البروفيسور غاله على أهمية التعرف المبكر على أعراض هذا الفشل، موضحاً أن الاكتشاف المبكر يساعد فى إيقاف التدهور فى وظائف الكُلى وتأجيل حدوثه على الأقل.

وأوضح استشارى أمراض الكُلى أن تحليل البول يعطى مبكراً معلومات عن مدى كفاءة الكُلى فى الترشيح، لذا يوصى بإجراء فحص وقائى كل عامين على الأقل بدءاً من سن 35 عاماً بالإضافة لقياس نسبة السكر بالدم وضغط الدم، وإذا كانت النتيجة سيئة، فلابد من تحويل المريض لأخصائى كلى.