عدت الطبيب لغصة شاكيا ... فما ان رآني استهلني باكيا
شكوت له غصصا لممني ... فقلت و أي ترياق يذهب ما بيا ؟
أما الفصد فمنه جري أنهر ... و أما الكي فسلخ لجلد شاويا
و الحقن نحلتني أوشما ظاهرة ... فاستحال الجسد كغربال لدميا
جسدي لقانون الرئيس* مجرب ... لكل مقدار من كل صنف حاويا
لم يبق في موضع أصبع ... إلا بلبخة أو دهان له مداويا
انبأت طبيبي بأن علتي ... دون موضع أو موطىء عاريا
فاستنكر برهة و لفيه فاغرا ... فقال أمس هو أم جنونا عاتيا ؟
فقلت يرحمك الله من طبيب ... لم تعرف السقم و لن تدر ما بيا
علتي من الأيام كلها معرفة ... ظاهرة لمن أعلته رائحا غاديا

*الرئيس = ابن سينا في سفره العظيم ( القانون في الطب ) .