صحبت الألم دهورا ، فأصبح مؤاكلي مشاربي ، ملازما لي كظلي الذي لا يفارقني حتى مع مغيب أشعة الشمس معلنة نعيها لي و لمصابي الجلل ، و مع رجاء كل نفس منفوسة بفجر جديد و عمر مديد ، أجدني و قد تراءى لي أن فوضى معاقل الأمل عندي تبدلت أحرفها إلى ألم مما ألم من الألم ، و مع كل تكة مخفوتة لا تسمعها البعوضة التي قد خرجت للتو من بيضتها تتجلجل في صدى كيان تهيؤاتي ضحكات شريرة قضت وطرها مني و ما ارتوت ، و بالغت في وصف إذلالها لي بمرئيات منحوسة نقشت في عقلي بسخاء لا مثيل له ، و أمعنت الكيد و التدبير و العربدة الماجنة السرمدية ، فيا لسخرية حكمها الذي عمي باختيارها لي دون غيري ، و غدوت ضحيتها المغدورة بلا جرم اقترفته ، و مع كل شقشقة عصفور أحسده على كونه عصفورا تشق ساعة يوم ألعنه كل يوم ، يتشدق الألم مزبدا كتعبير عن فرحته لإيلاجه مزيدا من قيود العتمة المهلكة في مسام كل رقعة جلد على لحمي الهزيل ، توسلت إليه أن يتلطف في إيلاجه العنيف الذي لا يرحم ، فرد علي بمزيد قسوة كشفت لي عن مدى استعار شهوته التي لا تطفئها البحار السبعة ، فمن بين قطيع البشر في وادي الحياة المتردي لا يوجد منفذ سالك لنطف غرائزه البهيمية إلا بي ، و يدعي زورا و بهتانا أن تيار كهرباء اللذة لا يسري في أوصاله حتى تسري بويضات شنائع منكراته الآثمة خلالي ، و أما عن فنون مهارات شقلبة المواجع الدفينة فحدث ولا حرج ، فهو ماهر لأقصى الحدود في فراش مسرح عملياته الداعرة منذ نعومة أظفاره حتى دب في أحشائي التعيسة مسخ إخصابه اللعين ، و لعقت منه مرغما بلا إرادة أو مقاومة تذكر ، و عندما يكشف لي عن عوراته البغيضة الغليظة المرعبة ، أنهار أمامه ولا أكاد أقوى على حمل نفسي ، و هو يعلم علما يقينا مسبقا برضوخي له و لنزواته الدؤوبة المشمئزة ، فيقوم بتلقيحي منتشيا شامتا ، و لسان حاله كلسان فمه يداعب خاصرة فكري المدنس بلعابه القذر ، فتبا له من ألم !!!