أكد الدكتور محمد عبد الباسط جميعى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب الزقازيق، أن البكتيريا النافعة فى الجهاز الهضمى تتحور إلى بكتيريا ضارة وتؤدى إلى الإصابة بتدهن الكبد والسمنة ومرض البول السكرى وتصلب الشرايين، وهذه البكتيريا موجودة فى الجلد وبنسبة 70% فى الجهاز الهضمى والقولون، وهى تقوم بعدة فوائد منها المساعدة فى هضم الطعام وإنتاج الدهون قصيرة الطول.


بالإضافة إلى سهولة امتصاص السكر والماء من الطعام وسهولة امتصاصه تساعد على نقل الصوديوم والجلوكوز والماء إلى الجسم وتقوم بصناعة فيتامين"ك"، الذى يمنع النزف ووجد أنه يوجد بعض أنواع هذه البكتيريا، التى تمنع زيادة امتصاص الدهون عند نقصها وسوء الهضم وبعض هذه البكتيريا تنتج مواد سامة تسبب بداية التهاب مزمن فى البنكرياس، مما يقلل حساسية الجسم للأنسولين ويحدث مرض السكر ونتيجة لتسرب الدهون تزيد شهية المريض للطعام، مما ينتج عن ذلك الإصابة بمرض السكر والسمنة.


وأكدت الأبحاث الجديدة أن تغيير نمط الغذاء بتناول الخضراوات خاصة التى تحتوى على مادة "انيولين" وهى موجودة فى الخرشوف والموز والبصل والثوم تغير من تركيبة البكتيريا الموجودة بالأمعاء والقولون، مما يؤدى إلى تقليل نسبة السموم البكتيرية، ويؤدى إلى تحسن الحالة الصحية لمرضى السكر والدهون الكبدية ويقلل من وزن المريض بنسبة 10%، كما يمكن استخدام بعض الكبسولات، التى تحتوى على الميكروب نفسه النافع ويمكن تناوله لتغيير النمط الميكروبى للبكتيريا فى الأمعاء، وبالتالى يتحسن التمثيل الغذائى لهذا الشخص والحل الثالث هو إعطاء المريض نوعية خاصة من المضادات الحيوية، التى تقلل من إفراز هذه السموم، وبالتالى نحصل على نتائج مماثلة بالتخلص من دهون الكبد والاستجابة للأنسولين.

ويقول إن البكتيريا الحميدة أو النافعة موجودة فى أجسامنا جميعا ولكن تناول الدهون بكثرة يؤدى إلى تحورها إلى بكتيريا ضارة، وهذا ما يؤدى إلى الإصابة بالكبد الدهنى.

ففى السنوات الأخيرة وبعد القدرة على البحث الوراثى الجينى لأنواع البكتيريا وتمييزها أصبح من السهولة معرفة أنواع هذه البكتيريا وعددها بسهولة خلال فترة زمنية قصيرة بدلا من الطرق التقليدية القديمة، التى تعتمد على المزرعة أو الصبغات المختلفة، وهذا النوع من البكتيريا يتم معرفتها من خلال التحاليل.


وهناك طرق حديثة لاستخدام هذه البكتيريا النافعة فى علاج تقرحات القولون المناعى ومرض التوحد وحمى البحر المتوسط والأمراض المناعية والدهون الكبدية، حيث ويعتبر الزبادى أحد أهم علاجات الدهون الكبدية لأنه يحتوى على بكتيريا "لاكتوبسلاس اسيدوفيلس" التى تقلل من المواد السامة لبعض أنواع البكتيريا الأخرى الضارة التى تؤدى إلى تجمع الدهون بالكبد.