قـصـة عـيــون الـمـهــا

كان الشاعر المعروف علي بن الجهم يعيش في الصحراء . فدخل على الخليفة المتوكل يريد مدحه ، فقال :

انـت كـالـكــلـب فــي حـفـاظـك لـلـودَ

وكـالـتـيـــس فــي قـــراع الـخــطــوب

انــت كــالـدلـــو لا عــدمــنــاك دلــــوا

مــن كـبـــار الــدٍلا كـثــيـــر الــذنــوب

فقام الحاضرون يريدون ضربه ، فمنعهم المتوكل ، وقال : خذوه الى حديقة الجسر .. وهناك عاش سنة كاملة بين الغزلان والبلابل ، والجنائن والانهار .

فلما انقضت السنة بعث المتوكل في طلبه . فلما دخل عليه ، قال : انشدني شعرا ، فقال :

عـيـــون الـمــــهـا بيــن الـرصــافـة و اـجـسر

جـلـبـن الـهــوى مـن حـيــث أدري ولا أدري

اعــدن لـي الشـــوق الـقــديـــــم ولـم اكـــــــن

سـلــوت ولـكــن زدن جـــمـــرا عـلـى جـــمـــر

فأعجب المتوكل من شعره . وقال للحاضرين : لا تعجبوا من حاله بالامس واليوم ، فالشاعر يستقي خياله من البيئة التي يعيش فيها