"البيئة والثقافة تشكل أسلوب تفكير الذكور والإناث"، حيث يرى أصحاب هذه النظرية أن الاختلافات بين الذكور والإناث ترجع إلى أننا نتعرض فور ولادتنا وعلى مدار سنوات العمر إلى عوامل تربوية بيئية وثقافية كثيرة، وهذا ما يوضحه الدكتور نبيل كامل الخبير فى التنمية البشرية، حيث يشير إلى أن تلك العوامل تقوم بتشكيل أسلوب تفكير وسلوك كل من الذكور والإناث على هيئته.

ويستند هذا الأمر على ما نراه من واقع ملموس فى بعض التوائم المتطابقة، فعلى الرغم من أن لهؤلاء الأشخاص تركيبا جينيا وراثيا متطابقا، قد نجد أحدهما يعمل أستاذا جامعيا أو ضابطا كبيرا بالشرطة مثلا، بينما الشخص الآخر يتزعم توأمه الآخر عصابة للسطو على المنازل لسرقتها.

إن التنشئة لها دور هام فى تجنيس المخ عن طريق المشاركة فى تشكيل الدوائر العصبية المسئولة عن التفكير والسلوك، ويمكن تشبيه ذلك بالتدريب على العزف على اله البيانو، إذ يؤدى ذلك إلى تحسن الأداء من خلال تكوين دوائر عصبية جديدة، ويحدث نفس الشىء عند التدريب على قيادة السيارات وغيرها من المهن.
ويؤكد كامل إلى أن العلم الحديث أثبت أن المخ يتمتع بالمرونة "اللدونة"، أى أن ذلك يعنى أن المخ يتمتع بتكوين ديناميكى يمكن تعديله بالتدريب والممارسة، أى بالتنشئة.