صدر مؤخرًا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب "ولادات متعثرة" للمؤلف والمترجم الدكتور عصام الخفاجى.

فى كتاب "ولادات متعثرة" العبور إلى الحداثة فى أوروبا والمشرق، يوضح الكاتب، أنه ثمة عمليات تاريخية متشابهة وليست متطابقة سياسية واقتصادية واجتماعية تتشارك فيها كل المجتمعات السائرة نحو الحداثة، وهذه العمليات التاريخية المتشابهة لا تقود بالضرورة إلى نتائج متشابهة، ومن هنا جاء طرحة لسؤال: إذا كانت عمليات العبور إلى الحداثة متشابهة، وإن كان المشرق عرف التحولات التى عرفتها أوروبا فى فترات انتقالها إلى الحداثة، فلماذا انتهت كل من المنطقتين إلى ما آلت شديدة الاختلاف، وهذا ما حاول المؤلف الإجابة عليه من خلال الفصل النهائى فى الكتاب.

ويستطرد المؤلف، أزعم أنى أضفت جديداً إلى نظريات التحول الإجتماعى وتركيب النظم الاقتصادية- الاجتماعية، فقد أفردت حيّزا كبيرا فى الكتاب لا لدراسة طبيعة السلطة السياسية أو الثورات أو التحولات المجتمعية فقط، بل لدراسة الكيفية التى يرى فيها الناس تلك العمليات أثناء حدوثها ومحاولة تفسير أشكال الوعى المتوافقة معها، وحاولت أن أجيب على العديد من الأسئلة مثل، هل يعتبر الناس السلطة - وهى هنا أوسع من معنى الدولة فهى تشمل شيخ القبيلة والزعيم المحلى والحاكم - جسما مستغِلا مفروضا عليهم عبر وسائل القسر، أم هيئة تؤدى لهم خدمات ضرورية؟ هل ينخرط الناس فى الثورات من موقع المؤيد أو المعادى لها وهم يعون طابعها الاجتماعى، وكيف ينشأ نظام اجتماعى جديد من خلال صراعات بشر لا يرون فيها غير دفاع عن دينهم أو طائفتهم أو مدنهم؟ وكيف ينظر الناس إلى تراتباتهم الدينية أو القومية فى فترات ما قبل الحداثة وكيف يفسرّونها، وأخيرا، حاولت بناء صياغتى النظرية مستندا إلى كم هائل من الدراسات الوضعية.

عصام الخفاجى، أكاديمى وباحث فى العلوم الاجتماعية، يحمل شهادتى دكتوراه فى الاقتصاد السياسى والعلوم الاجتماعية، حاضر فى جامعات ومؤسسات من بينها جورج تاون وطوكيو وتشاتهام هاوس فى لندن، كما استضيف بوصفه باحثاً متميزاً فى جامعة بروان فى الولايات المتحدة الأمريكية، عمل أستاذا زائرا لعلم الاجتماع فى مدرسة العلوم الاجتماعية التابعة لجامعة أمستردام الهولندية للفترة من عام 2000- 2003، عمل أيضا إلى جانب التدريس والبحث فى مجالات عده منها مستشارًا للبنك الدولى فى واشنطن، وكبير خبراء برنامج الأمم المتحدة الانمائى فى سوريا، ومستشار ممثل أمين عام الأمم المتحدة فى العراق، وهو عضو مشارك فى هيئة تحرير مجلة ميدل ايست ريبورت الأمريكية (ميرب)، وزميل مشارك فى معهد الشرق الأوسط فى واشنطن، كما يشارك بكثافة فى المؤتمرات العلمية الخاصة بالشرق الأوسط، ويدير الآن إحدى المؤسسات الداعمة للعملية الديمقراطية فى العراق.

صدرت له أربعة مؤلفات بالعربية وعشرات الأبحاث والمقالات بالعربية والإنجليزية والفرنسية، كما ترجم الكثير من أعماله إلى الفرنسية والألمانية والروسية والأسبانية، وقلم بترجمة أكثر من ثمانية كتب عن الانجليزية والفرنسية إلى اللغة العربية.