إن الاستماع لحديث المتكلم لآخر كلامه، أو حتى لآخر جملة مفيدة، هى من آداب الحديث، هذا ما يؤكد عليه الدكتور إيهاب فكرى، الخبير فى علم الإدارة، حيث يشير إلى أن الإنصات يعطى للمستمع فرصة أكبر للتفكير فى كلام الطرف الآخر، وفهم كافة الجوانب المؤيدة لرأى هذا الطرف، بل أكثر من ذلك، فإنه من الممكن أن ينصح بسؤال الطرف الآخر فى أدب إذا كان أنهى حديثه أو أن هناك أى نقطة إضافية يريد أن يوضحها، وعندها من الممكن أن يبدأ المستمع فى شرح وجهة نظر على أساس سليم، لأنه من المفترض الآن أنه قد تعرف على رأى الطرف الآخر بشكل كامل، وهناك من الناس الذين يتسمون بالموضوعية عندما يستمعون للطرف الآخر للنهاية، وقد يغيرون وجهة نظرهم أصلا، لأنهم قد أعطوا لأنفسهم فرصة الاستماع والتعرف على رأى الآخر ومنطقه.

ويضيف فكرى إلى أن الاستماع يفيد الإنسان، حتى وإن كان الحديث المثار متعلقا بموضوع عقائدى أو حساس، فالصبر أفضل، وحسن الاستماع دائما فى صالح المستمع، ولا يجب أن يكون الإنسان المحب لدينه أو لوطنه عالى الصوت ومفتقدا للياقة، فهناك اعتقادا عند البعض أن الأمر إذا كان يتعلق بالدين، فلابد من روح الجهاد فى النقاش.