"التغير" الشىء الوحيد الثابت فى هذا الكون، ومعنى هذا أن الإنسان يصعب عليه أن يضع خطة ويسير عليها طوال العام أو حتى بضعة أشهر دون تغيير، بل أكثر من ذلك، وقد يصعب على الإنسان فى كثير من الأحيان تنفيذ خطة اليوم الواحد دون تعديل أو تأجيل أو تغيير، هذا ما يؤكد عليه الدكتور إيهاب فكرى الخبير فى علم الإدارة، ويضيف موضحا أن جميع العوامل التى تحيط بالإنسان قابلة للتغيير، ففى اليوم قد تحدث مشكلة مرورية تجبرك على تغيير الخطة، ويوم آخر قد يشعر الإنسان بالإرهاق، أو يعتذر من كنت معه على موعد أو لا يظهر أصلا فى الأفق ودون اعتذار، أو قد يتغير الجو أو ينفجر أحد الإطارات فى السيارة، مما يتغير معه جدولا بالكامل فى هذا اليوم، وتتعدد الأسباب وتعدل الخطط وتسير الحياة ولا تتوقف آلة التخطيط، أبدا.

وطالما أن الإنسان عاقلا يدرك ويميز فلا يجب أبدا أن يوقف آلة التخطيط التى تدور فى عقله إلا مرغما، ومن يضع خطة ثابتة جامدة لحياته ولا يغيرها ولا يجعلها مرنة فى التنفيذ هو إنسان حالم يظن أنه يعيش فى بيئة معزولة بعيدة عن المتغيرات والمفاجآت، وحينما يصطدم بالتحديات التى تعيق قيامه بخططه قد يكره التعامل معها ويصر على تنفيذ خطته مهما كانت الظروف، ويتجاهل هذه المتغيرات والتحديات وكأنها غير موجودة، ومن ثم فإنه يدير حياته دون أن يصل إلى أهدافه المرجوة، بينما مدير الوقت الذكى هو الذى يجتهد فى وضع خطة العمر والسنة والشهر واليوم، ومع ذلك لا يجد غضاضة أبدا فى إجراء التعديلات والتغييرات عليها كلما دعت الحاجة إلى ذلك دون تفريط ولا إفراط.