"النقاش، الجدل" كلمتان قد يبدو للبعض أنهما متشابهتان إلا أن حقيقة الأمر غير ذلك، فإن هناك اختلافا كبيرا بينهما، هذا ما يوضحه الدكتور إيهاب فكرى، خبير فى علم الإدارة، حيث يقول إن كثيرا من المجتمعات العربية قد لا تعرف الفرق بين الأسلوبين، وهذا قد يكون سبب كثير من مشكلاتنا أثناء الحوار.

فالنقاش هو عبارة عن حوار صحى بين أكثر من طرف حول موضوع أو أكثر، بغض النظر عن الاتفاق فى وجهات النظر أو الاختلاف فيها، ولكن ما يجمع المتحاورون هو محاولة الوصول إلى الحقيقة أو حتى مجرد الحوار فى حد ذاته.

فى حين أن الجدل يكون عادة بين طرفين أو أكثر بشكل فيه حدة وهجوم من طرف على آخر، فالغرض من الجدل فى مجتمعنا لا يكون عادة لإظهار شخص على آخر، أو لإظهار رأى على آخر.

إن النقاش هو كلام الناس مع بعضهم حول موضوع معين، فتفكر معا فى هذا الموضوع للوصول إلى الحقيقة، بينما الجدل هو مهاجمة الناس وأراء الناس لانتصار المجادل بغض النظر عن الوصول إلى الحقيقة.

فالنقاش بمعناه الحقيقى يعطى الإحساس لأطرافه بأنهم شركاء فى الوصول إلى الحقيقة أو لحل المشكلة التى يدور حولها النقاش، وبغض النظر عن نتيجة النقاش، فإن أطرافه عادة ما يخرجون منه وهم لا يكرهون بعضهم على عكس الحال مع الجدل.

لذا فإن النقاش دائما يكون محبوبا ويلقى استحسان من جميع الأطراف المشاركة، بعكس الجدل الذى يترك أثارا سلبية فى نفوس المتواجدين.