أوميغا3 .. غذاء مهم للأطفال والكبار

تساعد على التركيز وتحد من النشاط الزائد وتحسن المزاج


مع حلول الموسم الدراسي، وتزايد حمى التسوق هناك امور أكثر أهمية من مجرد التفكير في بنطلون جينز بلون غامق أو كنزة صوفية أو حقيبة تحمل على الكتف أو الظهر، وتكمن اهميتها انها تتعلق بصحة الأطفال وسلامة أجسامهم وأذهانهم، والمقصود هنا مأكولات تحتوي على مادة «أوميغا 3» تحفز قدراتهم وتساعدهم على التركيز وتحسن مزاجهم. خبراء التغذية ينصحون بها وبضرورة أن تكون جزءا من غذائهم اليومي. في الآونة الأخيرة ظهر الكثير من الأغذية، بدءا من البيض إلى حبوب الإفطار (الكورن فلكس) والزبدة وغيرها، تدخل أوميغا 3 في مكوناتها، وتقدم آمالا ووعودا بأنها قد تغير من مجرى حياة الأطفال إلى الأفضل، على الأقل فهي تؤمن نسبة مهمة من غذائهم اليومي، خصوصا بالنسبة للذين لا يميلون إلى تناول الأسماك الغنية بها. وذهب بعض الدراسات إلى حد القول ان أوميغا 3 قد تساعد الأطفال الذين يعانون من زيادة النشاط والحركة وتحسن من مزاجهم كما تساعدهم على التركيز. وسواء كان هدف الشركات المصنعة لهذه الأغذية تجاريا بحتا أم لا، فإن المهم هو أنها ضرورية بكل الاشكال. لكن ما هي «اوميغا 3»؟
هي مجموعة من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة توجد أكبر مصادرها الطبيعية في الأسماك الزيتية مثل «السالمون» و«التونة» والمكملات الغذائية مثل زيت السمك وبعض عصائر الفواكه وأنواع معينة من الخبز. وتحتل الأحماض الدهنية في أوميغا 3 مكانا مهما في تركيبة الألياف العصبية وشبكية العين. وقد اكتسبت الأحماض الدهنية الأساسية أهميتها عندما اكتشف العلماء انها حيوية لنمو الأجسام عند الأطفال والحيوانات وأن نسبة 1 في المائة فقط من اوميغا 3 في الأطعمة تكفي لهذا الغرض، ولا تعني زيادة هذه النسبة زيادة الفائدة المرجوة.

ووجد العلماء أيضا أن الأحماض الدهنية في «أوميغا 6» تؤدي دورا مماثلا في نمو الأجسام. لكن فائدتها الحقيقية تتمثل في دعم الجلد وحمايته وتحسين وظائف الكلى وتسهيل الولادة. وهذا هو ما حدا بالباحثين قديما للتركيز على اوميغا 6، لكن اوميغا 3 بدأت تكتسب اهتماما خاصا في العقود الأخيرة.وما يميز اوميغا 3 عن اوميغا 6 هو ان زيادة نسبة هذه الأخيرة في الجسم قد تأتي بأعراض جانبية غير مرغوب فيها بسبب سرعة تأيض (امتصاص) الجسم لدهونه على عكس اوميغا 3 التي تستغرق وقتا أطول بكثير قبل تأيضها. أضف الى ذلك ان وجود الاثنتين في الجسم في الوقت نفسه يؤدي الى «تنافس» بينهما بحيث تزيد كمية إحداهما على حساب نقصان كمية الأخرى.

المنافع الصحية:

وجد العلماء ان تناول الأسماك الزيتية مرتين في الأسبوع على الأقل يحد من الإصابة بالأزمات القلبية وقد يمنعها تماما، ذلك ان مادة اوميغا 3 الموجودة في هذه الأسماك يمكن ان تحسن انتظام نبض القلب مما يحسن بدوره فرصه في تفادي الأزمات القلبية إذ انها تحول دون الزيادات الضارة في مستويات الصوديوم والكالسيوم في القلب. ومع ان هذه الدراسة هي الأحدث، فقد أظهر عدد آخر من الدراسات العلمية ان نوع الدهون التي تتناولها، سواء كانت مشبعة أو غير مشبعة، يغير من إنتاج مجموعة مهمة من المواد في الجسم تعرف باسم إيكوسانويدز. وتؤثر هذه المواد في ضغط الدم ووظائف الجهاز المناعي والشريان التاجي. وتنتج زيوت الأسماك سلسلة من هذه المواد (إيكوسانويدز) ثبت انها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والتهاب الأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، وتوفر هذه الزيوت فوائد إضافية للقلب من خلال ما يلي: ـ تخفيض مستوى الدهون في الدم (الكوليسترول، الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية). ـ تخفيض العوامل التي تؤدي الى تخثر الدم. ـ زيادة ارتخاء الأوعية الدموية والشرايين الكبيرة بطريقة مفيدة. ـ تخفيف الالتهابات في الأوعية الدموية. ولا تحتوي معظم الأغذية في الوقت الحاضر على كمية كافية من زيوت السمك اوميغا 3 لتحقيق أقصى المنافع الصحية، لكن تناول المأكولات البحرية مرتين إلى أربع مرات أسبوعيا يؤدي إلى تحسن في الصحة العامة لدى معظم الناس. كذلك وجد ان دهون أوميغا 3 ذات فائدة في منع حدوث بعض حالات السرطان والتهاب القولون والصدفية (تقشر الجلد) والتهاب المفاصل والربو وبعض الأمراض النفسية. ومن فوائد زيوت الأسماك التي تحتوي عليه أنها تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال زيادة مستويات الأحماض الدهنية في غشاء خلايا الدم، التي تقلل بدورها من تجمع صفائح الدم وكذلك تشنجات الشريان التاجي. كذلك فإن كمية معتدلة من الأحماض الدهنية يمكن ان تقلل من القابلية للإصابة بالارتعاش البطني وبذلك تقلل من خطر الموت بسبب أمراض الشرايين التاجية. كذلك وجد الباحثون ان المرضى الذين يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم يمكن ان يقللوا أو يتخلصوا نهائيا من الحاجة إلى هذه الأدوية من خلال تغير أنماط حياتهم ونظامهم الغذائي. منافع نفسية:

يقول الأطباء النفسيون إن الأدوية المضادة للكآبة والمحسّنة للمزاج ليست فعالة كعلاج إلا عند القليل من المرضى فقط، أما مكملات زيت السمك اليومية فتخفف الأعراض المرضية بشكل ملحوظ من دون التسبب في حدوث الآثار الجانبية المصاحبة للعلاجات الأخرى. وأوضح أخصائيو الطب النفسي في جامعة هارفارد الأميركية، ان اضطراب الشخصية المتوسط هو حالة عصبية أو عقلية تنحرف فيها شخصية الإنسان، وتتميز بحدوث نوبات مزاجية وعدائية اندفاعية، وعلاجها بالعقاقير المتوافرة حاليا يعطي نتائج متوسطة فقط وليس شفاء تاما. الا ان معدلات الإصابة بالاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب المَرَضي وانفصام الشخصية، تكون أقل بكثير عند الشعوب التي تأكل كميات كبيرة من الأسماك والأطعمة البحرية.