الشيخوخة هى مرحلة هامة ضمن سلسلة مراحل النمو الإنسانى، تتسم فى طبيعتها بالحساسية الشديدة شأنها شأن مرحلتى النمو فى الطفولة والمراهقة، ولعله أى إهمال أو تقصير فى نواحى الرعاية والاهتمام فى الجو المحيط بالمسنين، يكون له الأثر العميق على نفسية هؤلاء المسنين، وقد يزداد الأمر تعقيداً، إذا ما أضيف إلى العوامل النفسية أيضا تجاهل المجتمع لمتطلباتهم، وعدم الاستماع لهم أو الإنصات لهم بكل حب ورضا، وعدم معارضتهم وعدم الالتفات إلى أفكارهم وآرائهم وتصوراتهم الخاصة بهم فى هذه المرحلة العمرية، هذا ما يؤكد عليه الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس.

ولعل من أهم العوامل التى ينبغى الحرص على تحقيقها فى الجو النفسى والاجتماعى المحيط بالمسنين هو توفير الظروف المناسبة لإحداث تفاعلات جيدة فى نفسية المسن، والتى تبعث على السعادة وتشيع لديه الرضا، وينبغى تجنب كل ما من شأنه أن يجرح مشاعر المسنين، ويجعلهم يدخلون فى دائرة المشاكل والاضطرابات النفسية مثل الشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب والتوتر النفسى والعصبى.