هل القرآن كتاب علم (رابطة بين العلم و الإيمان) ؟


قد يسأل سائل, هل القرآن كتاب علم (رابطة بين العلم و الإيمان) ؟
وأريد أن أنبه بادئ ذي بدء أن القول على سبيل القطع أن القرآن ليس كتاب علم هو كلام يناقض المنهج العلمي نفسه، و أن الكلام الذي لا دليل عليه سوى الظن لا يرقى إلى مستوى اليقين.
و أنا أسأل هؤلاء : هل كل ما لا تصل إليه الأفهام يعتبر ضائعا، و لا يمكن له أن يوجد ؟
فإن يكن ذلك حقا، فإنه لا يجوز لأهل أي علم أن يبحثوا عن شيء لم تصل إليه الأفهام, طالما ظننا أن الشيء الذي لم تصل إليه الأفهام لا يمكن أن يوجد.
فهل حقا كشفنا كل ما في القرآن، فلم نجد فيه علما، أو قل لم نجد فيه هذه التفاصيل الخاصة بالعلوم الحديثة ؟
يا من تقول أن القرآن ليس بكتاب علم, لماذا لا تتهم فهمك أنت بأنه لم يستطع الوصول إلي هذا العلم المخزون في القرآن؟
هل تستطيع أن تجزم بنسبة 100 % أنك فهمت كل مراد الله من القرآن فتحكم بكل رضي بأن القرآن ليس بكتاب علم؟
لقد علمنا ربنا في كتابه الكريم أنه ليس بالضرورة أن العالم إذا جهل مسألة, فبالضرورة أن كل من سواه من الناس سوف يجهل هذه المسألة, فلا يوجد إنسان يعلم كل شيء (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا), فهذا نبي الله موسي عليه و علي نبينا الصلاة و أزكي السلام, يجهل عدة مسائل في رحلته مع العبد الصالح, و لأنه ظن أن هذه المسائل لا تأويل لها طالما أنه لا يعلمها, اعترض علي فعل العبد الصالح, ثم تبين له أن العبد الصالح قد علم من الله ما لم يعلم هو {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76.
و هذا ملك مصر في زمن يوسف عليه السلام يري رؤية أفزعته فسارع في عرضها علي أهل مجلسه, فلما لم يعلموا لها تأويل سارعوا في الحكم بأن رؤيا الملك أضغاث أحلام, قبل أن يحكموا علي أنفسهم بأنهم ليسوا بأهل لتأويل الأحلام {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44, و لو أنهم أنصفوا لما حكموا علي الشيء و هم ليسوا أهلا للحكم فيه و لاكتفوا بقولهم {مَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44, و لكنه حب الفتوى و لو كان بغير علم, ثم خرج من بينهم من دلهم علي أهل العلم في المسألة (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ) 45 يوسف, فأفتاهم يوسف في رؤيا الملك عن علم.
إذا فالذي يدعي أن القرآن ليس بكتاب علم, يزعم بلسان الحال و إن لم يصرح بالمقال أنه قد حاز مجامع العلوم, و أن الله قد رزقه تأويل القرآن كاملا فعرف انه لا يحتوي أي إشارات لا من بعيد و لا من قريب إلي علوم عصرنا الحديثة, فإذا صدقه أحد في دعواه, سألناه (لماذا إذا أمرنا الله بتدبر القرآن؟).
و لست أعلم بأي منطق قامت دعوى إنكار العلمية عن القرآن الكريم في عصر العلم ؟
إن العلم إذا بحث عن شيء فلم يجده، لا ينفض يده من البحث عنه، و لا يقطع أبدا بالقول بعدم وجوده، و غاية ما يقوله العلم في هذا المقام : أنه بحث عن هذا الشيء فلم يجده، لأن وسائله قصرت عنه، و أنه يمكن بوسيلة أخرى أن يعاد البحث عنه.
فلم لا يجعل العلماء علمية القرآن فرضا محتملا، على الأقل، بين كثير من الأمور التي يحلم بها العلماء و لا يصلون إليها, و ذلك أضعف الإيمان في جانب كتاب الله الذي نزله الله بعلمه. و يكفي أننا نرى فيه قوة الحكمة و دقيق اليقين في كل مجال يعمل فيه العلم.
لقد فتح هذا القول بأن القرآن ليس كتاب علم بابا آخر، هو أن التحدي الذي نصت عليه آياته البينات هو مخصوص و محدود.. مخصوص بالبيان، محدود باللغة.
و لكن عند قراءة القرآن تسقط هذه الدعوي بسهولة شديدة, حيث يدرك كل ذي عقل سليم أن هناك مراتب تصاعدية في فهم القرآن و نمو المعرفة به : فأبسط المعرفة و أكثرها جوهرية و ظهورا هي اللغة و البيان، فإذا أضفنا إلى اللغة و البيان طريقة الاستدلال و نمط الجدال في القرآن دخلنا ميدان الفكر و النظر، فإذا أضفنا إلى ذلك ترتيب القرآن لذلك النظر و ذلك الفكر من حيث هو فردي و ثنائي و جماعي و من حيث أساليبه و مناهجه دخلنا باب البحث العلمي، فإذا أضفنا إلى ذلك كله حقائق الخلق في الكون و النبات و الحيوان، و خبر تاريخ المتقدمين و معرفة سنن الله في الأولين و الآخرين، دخلنا ميدان العلم. و يمكن أن نتدرج بالقرآن أكثر فندرس الإنسان و نواحي نشاطه، و هذا يؤدي بنا إلى الدراسات الإنسانية و العلوم الاجتماعية. و لعله يأتي اليوم الذي نسأل القرآن نفسه عن الأشياء.. و لعلنا نصل إلى تلك المرحلة قبل أن يرفع العلم.
و ربما ندرك أيضا من الوجهة العلمية أن التطبيقات كثيرا ما تسبق قواعدها، فالأقوام الأوائل اضطروا أن يقوموا بالتوليد و الجراحة زمنا قبل أن يوجهوا انتباههم لعلوم التشريح و الأجنة. وهذا النظام مع أنه تاريخي فإن وصفه منطقي. فالأطباء وجدوا قبل الطبيعيين و الكيميائيين، ولكن الطبيعيين و الكيميائيين هم الذين أمدوا الأطباء بأدوات البحث.
و من الطبيعي أن يوجد المتدبر للقرآن من اللغويين قبل المتدبر له من العلميين.. و لست أجرد اللغة من صفة العلمية هنا، غير أني لم أجد وصفا أكثر دقة. و لعل أهل اللغة و إن سبقوا بالنظر في القرآن فأهل العلم هم من سيمدهم بأدوات البحث التي يسهل عليهم استخلاصها من القرآن حين يصعب على أهل اللغة ذلك.
ففي كل كلمة من كلمات الله في كتابه الكريم كثير من الفضيلة، كثير من العلم، كثير من الحكمة، كثير من التحدي، كثير من الإعجاز..
بل إن العلم كله يتبلور في هذه الكلمات.. و هي تعرض الآيات البينة الواضحة كما تعرض ما لا حصر له من الدلالات الغامضة و الحقائق.
و هذا هو السر الذي يجعلنا نؤمن بأن في القرآن كل العلم، و هو ما يدفعنا أن نسأل القرآن عن معنى هذه الكلمة أو تلك ؟ و عن موضعها و صيغتها و زمنها، مما لا ينتبه إليه كثير من القراء العابرين.
و علمية القرآن تتبلور من خلال فهم الأمور الآتية:
أولا: البيان في القرآن الكريم, و جاء على ستة مستويات :
1. القرآن مبين لكل شيء، (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)89 النحل، فما من شيء إلا و له بيان في كتاب الله تعالى.
2. القرآن مبين لذاته، (حم .:. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ .:. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.:. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ .:. )، 4-1الزخرف, (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .:. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ .:. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ .:. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ .:.)، 195-192النحل. فالقرآن واضح الحرف، واضح اللفظ، واضح اللسان.
3. كون آياته بينات بنفسها، (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ)، الآية 16، سورة الحج.
4. كون آياته مبينات بغيرها، مبينات لغيرها، (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) 34، النور.
5. كونه مبين لما قبله، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ .:. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .:. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ .:. )، الآيات 1-3، سورة يوسف.
6. كونه مبين لما بعده، (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ .:. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ .:. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ .:. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ .:. )، 16-19القيامة.
يقول الفخر الرازي في تفسيره : إن اللفظ لا يقتضي وجوب تأخير البيان بل يقتضي تأخير وجوب البيان، ذلك لأن وجوب البيان لا يتحقق إلا عند الحاجة.
ثانيا: تفصيل القرآن و يأتي على أربعة مستويات :
1. مفصل بذاته، (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) 114 الأنعام.
2. مفصل على علم، و دليله قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)، الآية 52، سورة الأعراف.
3. كون الآيات مفصلات فيه، و هي على ثلاث مراتب :
أولها، آيات العلم، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، 97 الأنعام.
و الثانية، آيات الإيمان، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)، 98 الأنعام.
و الثالثة، آيات التذكرة، (قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)، 126 الأنعام.
4. كونه مفصل لكل شيء، (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)، 12 الإسراء.
ثالثا: التفسير (القرآن يفسر كل لسان و لا يفسره لسان... )
فكلام البشر لا يخلو من الظنيات، و لا يمكن الجزم به مهما كان المتكلم عالما، أما القرآن فما ينطق به هو عين الحق، الذي لا يخالطه ريب, و القرآن يفسر يفسر الأشياء تفسيرا، على الوجه الذي لا مزيد عليه، (وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا )، الآية 33، سورة الفرقان، فالغاية من القرآن ليست ضرب المثل و فقط، بل المثل الحق. و لم يقل هنا أحق أو أصدق كما قال بعد ذلك أحسن على صيغة التفضيل.. لأن ما في القرآن هو عين الحق، أما أحسن هنا فهي على صيغة التفضيل لأن المخاطب به رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن معه، فهو أحسن تفسير يفهمه المتدبر في القرآن.
رابعا: النظام الذي لا اختلاف فيه
قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، 82 النساء, و قد يذهب في ذهن الناظر في الآية، أنه إنما نفى عن القرآن الاختلاف، إلا القليل، فإنه يجوز أن يكون فيه، و هذا الظن غير صحيح، فإن ما يطرأ على ما كان من عند غير الله من كثير الاختلاف يقابله أن لا اختلاف البتة في القرآن بدليل قوله تعالىعن القرآن (قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، 28 الزمر، و(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)، 1 الكهف. فلا اختلاف في مضمون القرآن، و لا عوج في لفظه و لا حرفه.
خامسا: الدين و العلم توأمان
من المسائل التي أهمتني فترة من الزمن مسألة إذا تعارضت الآية القرآنية مع الحقيقة العلمية، أيهما يكون الأخذ به أوفق القرآن أو العلم.
و لعل علماء المسلمين اختلفوا في الأمر و تباينت آراؤهم مع أن أغلبهم قد مال إلى القول بأن الأخذ بالقرآن أوفق و أصوب و أدق و أقرب إلى الحق.
و لا أرى في حكمهم إلا حكما في مسألة مستحيلة, لأن القرآن و العلم لا يختلفان في الأصل، لأن الحقيقة واحدة. و الأجدر من هؤلاء أن يصححوا المسألة لأن في طرحها بهذا النهج خطأ، و الأصح أن نسأل أولا هل يمكن للآيات القرآنية أن تختلف مع حقائق العلم ؟ و نعني هنا حقائق العلم اليقينية لا الظنية.
و الجواب أنه لا إمكان لذلك لأن الحقيقة القرآنية التي مصدرها في الآيات المنزلة و الحقيقة العلمية التي مصدرها العقل، لا يجوز أن يختلفا لأن القرآن و العقل مرسلهما واحد و هو الله ولا يجوز أن تختلف رسالتان من نفس المرسل.
و عليه، فإنه إذا اختلف تفسيرنا للآية القرآنية مع ما نتصور أنه حقيقة علمية، فسنكون أمام أحد ثلاثة أمور : إما أن يكون فهمنا للآية خاطئ، أو حكمنا على الحقيقة العلمية ظني أو كلاهما معا، و هو الدافع لنا أن نصحح مسارنا في كل ذلك و الله تعالى أعلم.
ويستحيل وقوع تفاوت بين الإسلام والعلم... ويستحيل أن توجد حقيقة علمية يقال إن في الإسلام ما يناقضها. وإذا بدا شيء من ذلك للنظر السطحي فلابد أن يكون هناك تزوير فيما نسب للدين أو فيما نسب للعلم...إن الدين الحق والعلم الحق يتصادقان ولا يختلفان.
و إنه من الأمور الخطيرة في هذا الجانب أن يحملنا الشغف بالغرب، و هو كثير و كبير عند من يدعي العلم بيننا، إلى مجازفة العقل و انتهاك المقدس و تمييع مفاهيم القرآن و توظيفها على غير نهجها و حقيقتها.
كمن أقر بحقيقة نظرية التطور، و استدل على ذلك بقوله تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، 14 المؤمنون، و فصل الجملة ثم أنشأناه خلقا آخر، ليقول أنها الدليل على أن الإنسان كان خلقا آخر ثم تحول إلى ما هو عليه, مع أن سياق الآية واضح في أن الكلام عن كيفية تحول النطفة التي لا شكل لها إلي إنسان ذو شكل و هيئة لا تمت بصلة إلي شكل النطفة التي خرج منها. و كمن سوى الديمقراطية بالشورى و نسي أن الديمقراطية القائمة على الانتخابات تسوي بين العالم و الجاهل و بين التقي النقي و الخبيث الفاجر و الله يقول ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) 9 الزمر، و قال تعالي (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 122 الأنعام. و هو باب كبير نؤثره الآن لغيره.
سادسا: علم القرآن و علم الأسباب:
مصطلح العلم عند الناس اليوم يطلق علي علم الأسباب القائم على التجربة و المشاهدة، والفكر و النظر، و رؤية العقل، فلا يثبت العلم إلا بالحس و الخبر و النظر و الحجة والدليل.. قال تعالى (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ) 10 ص., و قال تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ .:.(36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا)، الآيات 36، 37، سورة غافر. و مع ذلك فالأخذ بالأسباب المادية ليس هو وحده سبيل الوصول إلي العلم, فالإنسان مهما بلغ من العلم عاجز عن أن يعلم كل شيء في كون الله الشاسع الاتساع, بل عاجز عن أن يعرف كل شيء علي أرضه التي يمشي عليها, فكيف به إذا أراد أن يعرف أصل خلقته أو خلق السموات و الأرض, أو لماذا خلقه الله, و إلي أين المصير.
كل هذه الأسئلة و غيرها لا سبيل للعلم المادي و الأخذ بالأسباب في الإجابة عليها إجابة شافية, و لابد لمعرفتها من رب العالمين الذي وضع علمه المبين لها في كتابه الكريم, فعلم القرآن يتجاوز ما يمكن أن يعلم عن طريق الأسباب, قال تعالي مبينا أن علم الكتاب أوسع من علم الأسباب ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) 40 النمل، ومقتضى هذه الآية، أن العلم الذي يمكن للإنسان استخدامه في أغراضه، ليس فقط ذلك المتعلق بالأسباب.
سابعا: القرآن يستثير الفكر و يطلب العلم لفهم النقل (ما فرطنا في الكتاب من شيء)
قال تعالي (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ...)، الآية 38، سورة الأنعام.
فكما أحصى الله تعالى في كتابه كل ما يتعلق بأحوال البشر، من العمر و الرزق و صفات الخلق و نظام الحياة، فكذلك أحصى الكتاب جميع ما يتعلق بأحوال ما دب على الأرض أو طار في جو السماء. فإن قيل أن المقصود من الدابة و الطير الحيوان، قلنا إن المثلية تجعلنا نعلم نظام خلق الإنسان وحياته بالنظر في الحيوان. و إن قيل بل المقصود كل ما تحرك على الأرض أو ارتفع في السماء، دل ذلك على إمكان إحداث ذلك بالنظر في ما يدب و يطير.
فإن قيل لماذا ذكر الجناحين، و ما من طائر إلا طار بجناحين، قلنا إن ذكر الجناحين لا يفيد الطيران خذ من ذلك مثلا الدجاجة، فإنها لا تطير مع أنها تملك جناحين. وربما دل هذا على إمكان النظر في ما يطير بالجناحين و ما لا يطير، وصولا لإحداث ما يطير مما نبتغي به فضل الله. أما ذكر الجناحين بالتحديد فلكي لا يدخل الملائكة في باب النظر، لأن نظر الإنسان محدود بالمخلوقات التي يمكن مشاهدتها.
و من تدبر صدر هذه الآية، عرف الغرض من خاتمتها (...مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ...)، فصدر الآية يستثير في العقل عدة أسئلة:
لماذا خص الدابة بالأرض ؟ هل الطائر يطير في الأرض أم خارجها ؟ أي فضاء يمكن الطيران فيه بجناحين ؟ هل يمكن الطيران بأقل أو أكثر من جناحين ؟ فيم تتجلى المثلية بين الدابة و الطائر و الإنسان ؟ هل يمكن للإنسان أن يطير ؟ لماذا قال في الأرض و لم يقل على الأرض ؟ هل تدخل حيتان البحر في دواب الأرض ؟
ولعلنا إذا رمنا الإجابة عن أسئلة مثل هذه، استوجب أن نحدد معنى الجاذبية و السرعة والفضاء، و المعرفة بقوانينها، و أنظمتها. و المثلية هل هي مع الحيوان فتكون المثلية بيولوجية وحركية... فإن سألنا كل آية على النحو الذي قدمنا، تأكد لنا معنى : (...مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ...)، الآية 38، سورة الأنعام. كونه يحمل كل أسرار العلم.. فسبحان الذي أنزل الكتاب بالحق و أحسن تفسيرا.
ثامنا: مساءلة القرآن عن العلم (هل يجوز لنا أن نسأل القرآن، مادام يحتوي كل العلم ؟ ):
هل يستطيع العقل البشري أن يعلم كل دلالات القرآن ؟
و لعلنا لا نكذب إذا قلنا أن العقل الذي لا يعرف الحق، الموجه بالهوى، مستعد للبرهنة على كل ما نريد البرهنة عليه، و هو يستطيع أن يجد لكل حجة حجة تدحضها. و هو بهذا يمكن له أن يشكك في كل شيء، و أن يزعزع كل معارفنا.
فإن ركبنا بهذا العقل المجرد بحر القرآن فلن نظفر من القرآن إلا بالظاهر، فإن وجهنا العقل بهذا الحق، الذي هو القرآن، كان كالشعلة المضيئة، تكشف له ما احتجب من عجائب الدلالات في آي القرآن، و ارتقينا وقتها من مستوى النظر اللغوي و الدلالي الظاهر إلى مستوى النظر الحركي الكامن، فيضمها إلى ما حصل من معرفة، و لا يتسنى له أن يصف القرآن إلا بما وصف القرآن نفسه به، و جاز لهذا العقل أن يسأل القرآن، و أن يظفر بقدره من دقيق الجواب.
ولابد، في هذا كله، من استحضار واستصحاب المشاكل التي نريد عرضها على القرآن لنسأله عنها و نتحاور معه بشأنها. و من مستلزمات ذلك أن تكون نصوص القرآن ومشاهده قادرة على توليد نماذج معرفية تبين للإنسان الحقيقة اليقينية و تهديه للتي هي أقوم، و هي كذلك، فهو المنزل بعلم الله, و قد نهتدي إلى هذه النماذج بعمليتي التدبر و التعرف إلي حقل الدلالات والمعاني لكل كلمة في القرآن.
و تأتي أهمية ما أوردنا في هذا الباب، إلى ضرورة إعادة النظر في مناهج تدبر القرآن الكريم حتى تكون في مستوى الإجابة على تحديات الإنسان المعاصر، والذي بدأ يبحث في الدين عن معنى لحياته ووجهة لوجوده الذي أصبح مهددا بفعل النماذج التي تريد أن تفصله عن الله.
تاسعا: مثال لمساءلة القرآن عن تاريخ العلم
قال تعالى ( أوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، 9 الروم.
تذكر بعض الآيات القرآنية أن بعض المجتمعات التي عاشت في الماضي، كانت تمتلك حضارة تفوق حضارة المجتمع الذي نعيش فيه و عاش فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم. فالمجتمعات السابقة قد تركت أثارا أعظم.
و لذا فالتعبير عن التاريخ، جدير بالتقييم. فشرح التاريخ بشكل خطي، وبفهم تقدمي مستمر، يتبع وتيرة تطورية، ويحتوي هذا التطور تقدما مستمرا، هو كلام فيه نظر، و إن كنا نظنه كذلك.

إن القرآن الذي لم يخطأ و لن يخطأ في أي موضوع على الإطلاق، لم يخطأ و لن يخطأ في هذا الموضوع أيضا. فالقرآن لا يتفق والفهم التقدمي الخطي للتاريخ حيث يخبر أن بعض المجتمعات السابقة كانت أكثر آثارا، وأشد قوة. من الممكن أن يوجد التقدم الخطي في إحدى مراحل التاريخ. فقد سجل التقدم العلمي الذي بدأ في القرن 16، تطورا خطيا حتى القرن 20 في واقع الأمر. لكن تعميم هذا التقدم على التاريخ وعلى كل موضوع خطأ كبير. و لم يقل بهذا إلا بعض المذهولين بالثورة العلمية التي بدأت في القرن 16، و لم تكن لهم دراية كافية بالتاريخ.
يري الفهم التاريخي الخطي التقدمي أن كل مرحلة من مراحل تاريخ البشرية أفضل من سابقتها. ولقد استقرت تلك الرؤية الخاطئة بدرجة قوية في أذهان قسم مهم من البشرية حتى إنه عندما تم اكتشاف الخصائص العالية في البناء المعماري للأهرام تعذر على من يؤمنون بهذه الرؤية فهم كيفية حدوث هذا.
إن هرم خوفو الأكبر، مثلا، والذي يصل حجمه إلى 2.515.000 م3، وارتفاعه 147 مترا، وطول قاعدته 230 متر يمتاز بتصميم خاص جدا. وإن رفع ست ملايين حجر، ونقلها، وتكويمها وضفرها مع بعضها البعض بشكل يتحدى عصورا من الزمان من أجل إكمال هذا البناء أمر يتطلب قوة ومهارة لا تصدق. وهذا يعني أن الأذهان التي تشكلت وفقا للفهم التاريخي الخاطئ تخفق حتى في القيام باستنتاج بسيط على نحو : إن المصريين تقدموا جدا في الهندسة المعمارية. في حين أنه من اليسير جدا أن يستنتج ذلك من يقرءون الآيات القرآنية التي تخبر بأنه تم بناء الكثير جدا من الأبنية المعمارية، وتكوين الآثار في العصور السابقة على نزول القرآن تفوق ما أنجز في العديد من العصور التي أعقبت ذلك.
ويبرز نظام العلاج بالإبر الصينية الذي تم تطويره في الصين، أنهم على دراية بالعلوم التشريحية بشكل أكثر تفصيلا مما حسبناه نحن لدى البشر في أي مرحلة من مراحل التاريخ، وأي مكان في العالم. إذ يمكن اختراع نظام العلاج بالإبر الصينية فقط عن طريق معرفة الجهاز العصبي الموجود في الجسم، وتوزيع الكهرباء في الجسم. ولابد من أجل هذا أيضا من توفر معلومات تفصيلية بشأن النظام العصبي الموجود في الجسم إلى جانب الوضع المعروف للأعضاء. ولا يستطيع أي إنسان يؤمن بالبنية التطورية، الخطية في كل مجالات التاريخ، أن يستنتج أن الصينيين كانوا أكثر تقدما ومعرفة منا في علم التشريح...
وكما أسلفنا القول، فإن السعي إلى فهم التاريخ، والتعبير عنه مسلك جدير بالتقدير. غير أن محاولة تفسير كل المراحل التاريخية وجميع المناطق بالفهم التقدمي الخطي، خطأ كبير وشائع.
في حين يذكر القرآن أن ما قام به البشر من أفعال لعب دوره في فناء المجتمعات، كما فني العديد من المجتمعات بسبب الأفعال السيئة لأعضائه، قد اندثرت الأعمال الفائقة. هذا الوجهة، هي وجهة رأي تنقذ الإنسان من كونه مجرد ورقة في مهب العاصفة التاريخية.
ومن الصواب أن البشرية سارت قدما في مراحل معينة من التاريخ، وأنها تتبعت خطا تقدميا، خطيا. غير أنه من الخطأ تعميم هذه الفكرة على التاريخ كله. وكما أسلفنا القول ربما يكون هذا الحكم صحيحا بالنسبة للفترة ما بين القرنين 16- 20، غير أننا إذا ما طبقنا هذا المنطق على شريحة من التاريخ تبلغ2- 3 آلاف سنة نكون قد ارتكبنا خطأ جسيما جدا. إن تعميم قول ما على البشرية كلها مثل، إن العصر الفلاني كذا قبل الميلاد كان العصر الحجري كذا.. وهم من الأوهام. و في هذه الفقرة سنحاول دراسة هذا الأمر من خلال ما نجده في القرآن، عن تطور العلوم عبر مراحل التاريخ.
1- أسس علم صناعة السفن و الديناميكا
قال تعالي ( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ .:. فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.:. )، الآيات 27 و28، سورة المؤمنون.
2- علم الفلك
قال تعالي (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)، الآية 86، سورة الكهف, و قال ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا) 90، الكهف.
3- علم تحريك الأشياء
يقول الله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )، الآية 40، سورة النمل.
4- علم الكيمياء
يقول الله تعالى : ( آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا)، 96 الكهف.
5- علم صناعة الحديد
يقول الله تعالى : ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ)، 10 سبأ.
ختاما أقول القرآن.. هو كمال الدين (تصديق الذي بين يديه) و شمول العلم ( تفصيل كل شيء) و تمام النعمة ( هدى و رحمة).