النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    5,377

    افتراضي قوله تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب......)*

    *في ظلال قوله تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب......)*

    قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )(186)
    والجزاء المعجل على الاستجابة لله . . نجد ذلك العوض وهذا الجزاء في القرب من الله , وفي استجابته للدعاء . . تصوره الفاظ رفافة شفافة تكاد تنير:
    (وإذا سألك عبادي عني , فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان . فليستجيبوا لي ,وليؤمنوا بي , لعلهم يرشدون). .
    فإني قريب . . أجيب دعوة الداع إذا دعان . . أية رقة ؟ وأي انعطاف ؟ وأية شفافية ؟ وأي إيناس ? وأين تقع مشقة الصوم ومشقة أي تكليف في ظل هذا الود , وظل هذا القرب , وظل هذا الإيناس ?
    وفي كل لفظ في التعبير في الآية كلها تلك النداوة الحبيبة:
    (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب . أجيب دعوة الداع إذا دعان). .
    إضافة العباد إليه , والرد المباشر عليهم منه . . لم يقل: فقل لهم: إني قريب . .إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال . . قريب . . ولم يقل اسمع الدعاء . . إنما عجل بإجابة الدعاء: (أجيب دعوة الداع إذا دعان).
    إنها آية عجيبة . . آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة , والود المؤنس ,والرضى المطمئن , والثقة واليقين .
    ويعيش منها المؤمن في جناب رضي , وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين .
    وفي ظل هذا الأنس الحبيب , وهذا القرب الودود , وهذه الاستجابة الوحية . . يوجه الله عباده إلى الاستجابة له , والإيمان به , لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح .
    (فليستجيبوا لي , وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

    فالثمرة الأخيرة من الاستجابة والإيمان هي لهم كذلك . . وهي الرشد والهدى والصلاح . فالله غني عن العالمين .
    والرشد الذي ينشئه الإيمان وتنشئه الاستجابة لله هو الرشد . فالمنهج الإلهي الذي اختاره الله للبشر هو المنهج الوحيد الراشد القاصد ; وما عداه جاهلية وسفه لا يرضاه راشد , ولا ينتهي إلى رشاد . واستجابة الله للعباد مرجوة حين يستجيبون له هم ويرشدون .
    وعليهم أن يدعوه ولا يستعجلوه . فهو يقدر الاستجابة في وقتها بتقديره الحكيم .

    أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث ابن ميمون - بإسناده - عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنه قال:" إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبين " .

    وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - بإسناده - عن ابن ثوبان: ورواه عبد الله بن الإمام أحمد - بإسناده - عن عبادة بن الصامت:أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قال:" ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة إلا آتاه الله إياها , أو كف عنه من السوء مثلها , ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " .

    وفي الصحيحين: أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال:" يستجاب لأحدكم ما لم يعجل . يقول: دعوت فلم يستجب لي ! " .

    وفي صحيح مسلم:عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنه قال:" لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم.

    هذا التفسير لسيد قطب

  2. #2
    الصورة الرمزية مصطفى شوكت
    مصطفى شوكت غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    6,405

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

  3. #3
    الصورة الرمزية Forex Team
    Forex Team غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الإقامة
    مصر
    المشاركات
    72

    افتراضي

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17