- ما هو الإيمان برؤية الله في الآخرة ؟

ج- هو الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم عياناً بأبصارهم في عرصة القيامة وفي الجنة ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه.

- ما هو الدليل على ذلك من الكتاب والسنة ؟

ج- قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وقال تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فالحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجهه الكريم، فسرها بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، وفي الحديث الذي رواه مسلم فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة، وقال تعالى (ولدينا مزيد) وقال الطبري وقال علي بن أبي طالب وأنس ابن مالك هو النظر إلى وجهه الله عز وجل وقال تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) فلما حجب أولئك في حال السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حال الرضا؛ وإلا لم يكن بينهما فرق وأما الدليل من السنة فقوله صلى الله عليه وسلم "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته" حديث صحيح متفق عليه. وفي صحيح مسلم واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا.

وفي الصحيحين أيضاً قالوا هل نرى ربنا يوم القيامة قال نعم فهل تضارون في رؤية الشمس صحواً ليس دونها سحاب. وعن عمار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه "وأسألك لذة النظر إلى وجهك".


الرد على منكري رؤية الله في القيامة وفي الجنة


- من الذين ينكرون الرؤية وما دليليهم على نفيها وبم يرد عليهم ؟


ج- الجهمية والمعتـزلة ومن تبعهم من الخوارج والأمامية وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة واستدلالهم في قوله تعالى (لن تراني) وقوله (لا تدركه الأبصار) ويرد عليهم

أولاً: بما تقدم من أدلة أهل السنة والجماعة على ثبوتها.

ثانياً: الآيتان دليل عليهم، أما الآية الأولى فلاستدلال منها على ثبوت الرؤية من وجوه أحدها أنه لا يُظن بكليم الله موسى وأعلم الناس في وقته أن يسأل ما لا يجوز عليه بل هو عندهم من أعظم المحال .

الثاني : أنه لم ينكر عليه سؤاله ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله.

الثالث: أن الله قال (لن تراني) ولم يقل إني لا أرى أو لا يجوز رؤيتي أو لست بمرئي والفرق بين الجوابين ظاهر.

الوجه الرابع : وهو قوله : (ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يلبث للتجلي في هذه الدار فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف .

الخامس : أنه سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقراً وذلك ممكن وقد علق به الرؤية، ولو كان محالاً لكان نظير أن يقول : إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام، والكل عندهم سواء .

السادس : قوله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً) فإذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب فكيف يمتنع أن يتجلى لرسوله وأوليائه في دار كرامته.

السابع : أن الله كلم موسى وناداه وناجاه ومن جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطبه كلامه بغير واسطة فرؤيته أولى بالجواز، من شرح الطحاوية.