النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية عزيزغامد
    عزيزغامد غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    778

    افتراضي دعاء عظيم القدر ..... شرح ابن قيم الجوزية .

    عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قوله - صلى الله عليه وآله سلم - :
    " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك عَلَى الخلق ، أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ، وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر إِلَى وجهك الكريم ، والشوق إِلَى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين " .
    رواه أحمد والنسائي

    الشرح

    قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في كتابه ( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ) :

    " فجمع هذا الدعاء العظيم القدر بين أطيب شئ في الدنيا ، و هو الشوق إلى لقاءه سبحانه ، و أطيب شئ في الآخرة و هو النظر إلى وجهه سبحانه

    و لما كان كمال ذلك و تمامه موقوفا على عدم ما يضر في الدنيا ، و يفتن في الآخرة قال : " في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة

    ولما كان كمال العبد في أن يكون عالما بالحق ، متبعا له ، معلما لغيره ، مرشدا لغيره ، قال : " واجعلنا هداه مهتدين "

    و لما كان الرضى المحصل للمقصود هو الرضى بعد وقوع القضاء لا قبله ، فان ذلك من عزم الرضى ، فإذا و قع القضاء ، انفسخ ذلك العزم سأل الرضى بعده ، فان المقدور يكتنفه أمران : الاستخارة قبل وقوعه ، و الرضى بعد وقوعه ، فمن سعادة العبد أن يجمع بينهما ، كما جاء في المسند أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن من سعادة ابن ادم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ، وإن من شقاوة ابن آدم ترك الاستخارة ، وسخطه بما قضى الله تعالى )

    و لما كانت خشية الله - عز و جل - رأس كل خير في المشهد ، و المغيب ، سأله خشيته في الغيب و الشهادة ؛

    و لما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه ، فإذا غضب أخرجه غضبه إلى الباطل ، و قد يدخله أيضا رضاه في الباطل ، سأل الله - عز و جل - أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب و الرضى ، و لهذا قال بعض السلف : " لا تكن ممن إذا رضى ادخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق " ؛

    و لما كان الفقر و الغنى بليتين و محنتين ، يبتلي الله بهما عبده ، ففي الغنى يبسط يده و في الفقر يقبضهما ، سأل الله القصد في الحالتين ،

    و لما كان النعيم نوعين : نوعا للبدن ، ونوعا للقلب ، و هو قرة العين ، و كماله بدوامه و استمراره ، جمع بينهما في قوله ( أسالك نعيما لا ينفد ، وأسألك قرة عين لا تنقطع ) ؛

    و لما كانت الزينة زينتين : زينة البدن ، و زينة القلب أعظمهما قدرا و اجلهما خطرا ، و إذا حصلت زينة البدن على أكمل وجه في العقبى ، سأل ربه الزينة الباطنه فقال : ( زينا بزينة الإيمان ) ؛

    و لما كان العيش في الدار لا يبرد لأحد كائنا من كان ، بل هو محشو بالغصص و النكد و محفوف بالآلام الباطنة و الظاهرة سأل : ( برد العيش بعد الموت ) .

  2. #2
    الصورة الرمزية مصرى وافتخر
    مصرى وافتخر غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    6,262

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وجعله بميزان حسناتك


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17