مرت ستة أيام على انطلاق منافسات النسخة الـ"29" من بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً فى جنوب أفريقيا، وبدأت بوادر الفشل فى تنظيمها تلوح بالأفق، نظراً لكثرة السلبيات والتى أبرزها عدم حصول البطولة على الاهتمام الكافٍ من حكومة جنوب أفريقيا، وعدم توفير الإمكانيات المطلوبة لرجال الإعلام من أجل أداء رسالتهم، عكس ما حدث خلال استضافة الدولة لفعاليات مونديال 2010.

صحيفة "الشروق" الجزائرية، أعدت تقريراً مفصلاً عن الأسباب التى قد تؤدى إلى فشل جنوب أفريقيا فى تنظيم البطولة، حيث جاء العزوف الجماهيرى عن حضور مباريات على رأس الأسباب التى تهدد نجاح البطولة، وظهرت الكثير من مدرجات ملعب "سوكر سيتى" الذى يتسع لـ95 ألف متفرج، خلال مباراة الافتتاح التى جمعت بين منتخبى جنوب أفريقيا وكاب فيردى وانتهت بالتعادل السلبى، خالية من الجماهير، على الرغم من التصريح الذى أدلى به فيكايل مبالولا، وزير الرياضة فى جنوب أفريقيا، الذى أكد خلاله على نفاذ تذاكر اللقاء.

وظهرت المدرجات شبه خالية من الجماهير خلال مباريات المجموعتين الثانية والثالثة، على الرغم من العناصر المميزة التى تمتلكها منتخبات المجموعتين على رأسهم أسامواه جيان، مهاجم غانا، وسيدو كيتا لاعب مالى وغيرهم من النجوم، بالإضافة إلى أن خروج منتخب جنوب أفريقيا مبكرًا من البطولة قد يؤدى إلى عزف الجماهير نهائيًا عن متابعتها.

أضافت الصحيفة، أن البطولة لا تحظى بأهمية كبيرة لدى شعب جنوب أفريقيا، فى ظل سعى المواطنون هناك للبحث عن "لقمة العيش"، وفشل اللجنة المنظمة فى الترويج لها بشكل مثالى، الأمر الذى أدى إلى ضعف الإقبال على شراء تذاكر المباريات، ليس هذا فحسب، بل أن اللجنة المنظمة اختارت مدناً لا تناسب الظروف الاقتصادية للجماهير، حيث الغلاء الفاحش فى الخدمات وأسعار الفنادق، وهو الأمر الذى يعانى منه رجال الإعلام أيضاً.

فى ذات السياق، بدأت ملامح العنصرية فى الظهور خلال مباريات البطولة، بعدما قررت اللجنة المنظمة عدم السماح للعنصر النسائى من الجلوس بأماكن معينة بمدرجات الملاعب التى تستضيف المباريات، بناء على رغبة منتخبات المجموعة الثانية التى تقام مبارياتها بمدينة "بورت إليزابيث"، بداعى جلبهم لـ"سوء الحظ"، الأمر الذى أثار غضب الجمعيات الحقوقية فى جنوب أفريقيا.