بعض مفاسد المظاهرات


المظاهرات مفاسدها كثيرة، ولها آثار مذمومة على الفرد والمجتمع، وأجملها فيما يلي:



1- ترك السنة وإحياء البدعة، فإن الناس إذا انشغلوا بالمظاهرات ظنوا أنهم أنكروا المنكر، فيكتفون بذلك، ولا يتخذون الوسائل الشرعية النافعة المجدية.
قال الإمام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (لكن الأسباب الشرعية، المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بطرق سليمة، الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا والله المستعان)

2- أن المظاهرات سبب في رد الحق وعدم قبوله.
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (الأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة).

3- أن المظاهرات تولّد أسباب الفتن والشر والتعدي على الآخرين، إذ أن المظاهرات فرصة سانحة لاندساس مثيري الشغب والفتنة بين الصفوف، وقد يقوم البعض باستعمال الأسلحة لإثارة الفتنة والشر أو تصعيد الأمور بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين يردون على ذلك بالمثل.
قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله (لا أرى المظاهرات... من العلاج، ولكني أرى أنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق)

4- تعطيل مصالح الناس بما تحدثها المظاهرات بجموعها الغفيرة من إغلاق المحلات، وتعطيل حركة السير، فقد يموت إنسان مصاب أو تتضاعف إصابته بسبب عدم وصول سيارة الإسعاف إليه، والسبب في ذلك جموع المتظاهرين.

5- زعزعة أمن البلاد نتيجة لهذا التصارع والفوضى، واستغلال المجرمين لهذه الفرصة، مما يزيد عدد الجرائم المختلفة، التي تحدث في وقت الأزمات.
قال العلامة صالح الفوزان (والمظاهرات تحدث سفك الدماء، وتحدث تخريب الأموال)

6- إيقاع العداوة بين رجال الأمن والمتظاهرين، حيث يحاول رجال الأمن فض المظاهرات مما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى، وتصبح المسألة عداوة وثأراً بين الجانبين.

7- تعطيل الإنتاج ومصالح البلاد بسبب الإضراب عن العمل وتوقف المصانع ونحو ذلك، مما يكون سبباً في الإضرار باقتصاد البلاد، وهي أحوج ما تكون إلى التكاتف والتعاون بين أفرادها.

8- التعجيل بالصدام بين الجماعات والحكومات، حيث إن هذه الممارسات تظهر الجماعات القائمة عليها بحجم أكبر من حجمها الحقيقي، مما يثير خوف حكوماتها، فترى فيها تهديداً لأمنها، ومن ثم تبادر بمبادأتها بالهجوم، وتتعامل معها على ما ظهر منها، مما يثير مشاكلاً وأحقاداً لا تنتهي.

9- إثارة الفوضى في الشوارع والعبث بالممتلكات، وإثارة الغوغاء والعابثين.
قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (الإسلام ليس فوضوياً، بل دين عدل ورحمة)
وقال العلامة صالح الفوزان (ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط وهدوء وسكينة... لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن)

10- ما يحدث في هذه المظاهرات من محاذير شرعية كالاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المحاذير. بل إن المظاهرات تحصل في بعض البلاد وتتسبب في تضييع المظاهرين للصلاة التي هي أعظم فريضة على المسلمين.

11- تضييع الأوقات والأموال. فيقوم المتظاهرون بتضييع أوقاتهم وأموالهم حول ترتيب المظاهرات والدعاية للمظاهرة. وتصرف الأموال في غير موضعها الشرعي.

12- إن القول بجوازها ذريعة لأهل البدع والأهواء واصحاب الأفكار المنحرفة، للقيام بها، والوصول إلى ما يريدون من مقاصد سيئة.



من رسالة (المظاهرات والاعتصامات والإضرابات "رؤية شرعية" - 2006) للأستاذ الدكتور/ محمد بن عبدالرحمن الخميّس-