بابتسامة غامضة تلاحقك نظرات عينيها أينما ذهبت، ابتسامتها الهادئة التى تحمل خلفها لغزاً لم يتمكن العلماء حتى الآن من فك شفراته، طالما زادت من سهره ليلاً محاولاً فك الشفرات الهندسية وراء سر "الموناليزا"، حول نموذج من اللوحة الأسطورية دار عدة دورات، مركزاً على اتجاه عينيها التى تجبرك على محاولة النظر إليها من كل الاتجاهات لتجد نفسك عاجزاً مثل غيرك عن فك شفرات نظرات عيون معجزة "دافينشى" التى وضعها الفنان المصرى "محمود عوض" أمامه كتحدى استغرق منه ما يقرب من عامين لاكتشاف سر نظرة الموناليزا.

"محمود عوض" الفنان الإسكندرانى، الشهير بالقبطان، ليس كغيره من هواه الفن التشكيلى الذين اكتفوا بموهبتهم الفطرية للخروج بمعارض متميزة، بل تعدى مرحلة الموهبة الفطرية التى ظهرت واضحة على لمسات يديه ذات الخصوصية الواضحة من خلال معارض لوحات ألغاز "التاروت" التى انفرد بإدخالها إلى الفن التشكيلى المصرى، كمن يود أن يستخدم الفن فى كشف الشفرات التى لم يتوصل لحلها أحد، وهو ما ظهر واضحاً فى لوحة "القبطان" التى اقترب بها "محمود" من نظرة "الموناليزا" التى حاول دراسة أبعادها لتطبيقها على لوحة تنظر للمشاهد من كل زاوية وكل اتجاه.

"لوحة القبطان" الذى تعبر عينيه عن حزن عميق وترحال دائم، هى اللوحة التى حاول من خلالها "محمود" الاقتراب من أسطورة الموناليزا ذات اللغز الغامض لنظرة العين السحرية، ويقول عنها "محمود" لـ"اليوم السابع"، بعد عامين من دراسة معجزة "دافينِشى" التى يتحدث عنها العالم، استطعت التوصل إلى أن سرها لا يتلخص فى نظرتها، ولكن عظمتها الحقيقية فى غموض اللوحة وما انتشر عنها من شائعات، أن وجه الموناليزا هو فى النهاية وجه دافينشى نفسه، عبر فيها عن ابتسامته التى فسرها المحللون أنها تعبر عن عقدة نفسية ما فى تركيبة شخصيته الخاصة.

يضيف "محمود"، النظرة التى تتابع المشاهد أينما ذهب هى نوع من أنواع الخداع البصرى الذى استخدمه "دافينشى" بحنكة عن طريق رسم هندسى معقد لم يتمكن أحد من التوصل إليه بالكامل حتى الآن، ولكن أساسه ليس بهذا التعقيد فى النهاية، فهو يعتمد على رسم هرمى، ومجموعة من القياسات والأبعاد التى يجب أن تخرج دقيقة لتثبيت نظرة العين على الواقف أمام اللوحة من جميع الاتجاهات، وهو السر الذى بدأ عدد كبير من رسامين ال"3D" أو الرسم بالأبعاد الثلاثية فى تفسيره باستخدام القياسات والمنظور، وهو ما يدفعنا لاعتبار "دافينشى" هو رائد الرسم الثلاثى الأبعاد قبل اكتشافه بقرون.

"الفكرة سهلة.. إذا صحت القياسات" يكمل "محمود" حديثه عن "الموناليزا المصرية" التى رسمها فى شكل "قبطان" التى انتهى منها ووضعها فى ملعب كبير، وعلق عليها لافتة الفكرة مش مستحيلة، داعياً الفنانين المصريين للإيمان بقدراتهم على حل أى لغز "حتى لو كان سر الموناليزا!".

مئات الأوراق والحسابات الهندسية التى استغرقت منه ما قارب العامين ليكتشف سر نظرة عينيها التى حاول التوصل إليها بحسابات "المنظور" التى يقوم عليها فن "الرسم ثلاثى الأبعاد" المعروف حديثاً، التى تجاوزت مجرد كونها لوحة رائعة لسيدة جميلة، وتروادت حولها الشائعات بأن اللوحة ما هى إلا وجه "دافينشى" نفسه فى صورة سيدة ظلت ملامحها علامة من علامات الفن العالمى.