عندما يكون التاريخ صفر ...

الغيمة امطرت

هي لك ، لي ، لهم ، امطرت

امطرتني أو امطرتك أو امطرتهم ،،

تبللنا بها

لم يعد يجدي من امطرت

تبللت وتبللت ، وتبللو ، فلم يعد

هناك فرق ان اسقطتك أو اسقطتنا

او اسقطتهم ،،

اتسخنا جميعا بها

عكر هذا الماء

محتارة غيمتك وغيمتنا وغيمتهم ،،،

اي الاسقاطات استهوتك

ماءنا العكر أم اتساخ غيمتنا

أم تبللي وتبللك وتبللهم ،،،

لنضع النقاط فوق الحروف

سمها ما شئت ، نقاط فوق الحروف

أو حروف تحت النقاط

لا يهم من أين نبدأ فقد بدأنا

وكتبنا ما لك وما عليك وما لهم ،،

ودونا كل شيء

الواننا رماديه كلون العظم المحترق

واللحم ما عاد لحما

واختلط دمك بدمي ودمهم ،،

عندما رفعنا التدوين

وسجلناه تأبينا ابديا للأجيال

وضعنا معاني الكلمات علهم يفهمو

أن التأبين غريقا في التاريخ

وفي الكلمات المنمقة واحترام اسياد

الدنيا نخافهم والخوف خوفهم ،،

برتقالتك ما عادت تطرح برتقالا

وزيتونتك تطرح رمانا

والتين برتقالا ، والشوك عنبا

حتى هذا الحمار كان يوما حصانهم ،،

أي الدلالات اقرب للفهم

تلخبطت الدنيا على بعضها

ساحت الألوان ، اختلطت وتاه قوس قزح

يظهر على استحياء أي اللون لوني

وايه لونهم ،،

لتبقى انت في غرفة التشريح

وسيأتيك الطبيب حاملا سكينه البادح

لا يضير الميت سكين بادح

انت في غر فة التشريح اليوم

لم نعد نطالب بك فلست ميتنا أنت

بل ميتهم ،،

وليشيعوك كيفما شاؤو

بكفن ، بحصير ، بزجاجة عصير

يحرقوك يذروك في بحرك او بحرهم ،،

ايها الوطن المحفور فينا

بلا نقاط احرفك ، غير واضحة

تائهة بين نونك وهمزتهم ،،

كتبناك على رفوف منسيه

اكل الغبار منها اسطحها وجردها

وقلنا أن حفظناك للتاريخ

وأي التاريخ سنقرأ عبر بوابات

الزمن الرث

وهل نسامح انفسنا أن كيف كتبناك

وحفظناك بدفاتر المرثيات تأبينا ابديا

صفر اليدين تاريخنا والفضل لهم ،،

ايها الاندلس

حتى انت ما عدت لنا

وما عدت مكتوب ، فبأي تاريخ حفظناك

وأي الرفوف وضعناك

اه يا غربة التاريخ بنا

وداعاتنا لا تنتهي ولا المنفى

فسلامي لكم وسلامي لهم ...