ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية، أن نتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية، المقرر إجراؤها فى 22 من شهر يناير الجارى، ستضع فريق الأمن القومى الجديد لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مواجهة واقع سياسى مغاير داخل إسرائيل من شأنه إضفاء مزيد من التعقيد على عملية السلام.

وأوضحت الصحيفة فى تحليل إخبارى، أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم السبت، أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة سيغيب عنها أصوات ورموز محسوبة على المعسكر المعتدل الذى يعمل لصالح تحقيق حل الدولتين أمام صعود بارز للأصوات المتشددة.

وأردفت الصحيفة تقول،"إذ تشير معظم نتائج استطلاعات الرأى الإسرائيلية إلى صعود "صاروخى" لحزب اليمين الإسرائيلى "البيت اليهودى" بزعامة نفتالى بينيت الذى دائما ما يدعو إلى ضم فورى لـ 60\% من أراضى الضفة الغربية، والذى من المرجح أن يكون حزبه أكبر ثالث الأحزاب داخل الكنيست الإسرائيلى المقبل.

وأضافت، "كما من المتوقع أن يضم الائتلاف الحكومى الجديد رموزا من الجناح اليمينى مثل الناشط موشى فيجلين الذى يرغب فى إعادة بناء معبد يهودى داخل الحرم القدسى الشريف، فى إساءة متعمدة لمشاعر المسلمين، وقيم الديمقراطية بل وقد يشكل دافع أمام الأسر الفلسطينية إلى الهجرة".

كما رجحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن تبقى الحكومة الإسرائيلية المقبلة على وزراء مثل، وزير الدبلوماسية العامة يولى إدلشتاى الذى يشدد على ضرورة أن تعمل إسرائيل على قدم وساق نحو ضم تدريجى أو كامل لأراضى الضفة الغربية، بجانب وزير التعليم الحالى جدعون سائر الذى يؤكد لأنصاره على أن "حل الدولتين لشعبين (فلسطينى وإسرائيلى) لم يكن أبدا مدرجا ضمن البرنامج الانتخابى لحزبه الليكود".

واستطردت الصحيفة تقول، "إن الساسة الأمريكيين وأنصار الحكومة الإسرائيلية الحالية فى الداخل الإسرائيلى، الذين غضوا الطرف عن ممارسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ورفضوا التشكيك فى سياساتها التى تقضى يوما تلو الأخر على حل الدولتين، ساعدوا على تنامى المد الإسرائيلى المتشدد الذى سنضطر لمواجهته خلال أشهر مقبلة".

ورأت الصحيفة، أن استيعاب وفهم فريق أوباما لأهمية التوصل لتسوية الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى، يجب أن يواكب هذه الحقائق الملموسة على الأرض، مضيفة، "فإذا ما كان يؤمن أوباما بأن تحقيق حل الدولتين أمر ضرورى لأمن بلاده القومى، فعليه أن يعتمد، وعلى الفورمسارا دبلوماسيا مغايرا تماما عن مساراته القديمة.

ودعت الصحيفة الرئيس أوباما فى هذا الصدد إلى القيام بزيارة عاجلة إلى المنطقة، يكون مدعوما فيها من قبل المجتمع الدولى بكافة أطرافه، من أجل تحديد معايير وقواعد تستهدف تسوية الصراع خلال إطار زمنى معقول وعملية دبلوماسية تتضمن مباحثات عبر وسطاء يخاطبون مخاوف كلا الجانبين، الإسرائيلى والفلسطينى.