النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية forex angel
    forex angel غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الإقامة
    الأردن
    المشاركات
    553

    05 في جعبتي حكايه ( الاقتصاد الصيني )

    تناغم العملة الصينية مع الدولار الأمريكي

    بدأ الاقتصاد الصيني في النمو بصورة كبيرة في العالم منذ بداية فترة الثمانينات تحت مظلة القائد "دينج زياوبينج"، وذلك من خلال إتباع سياسات الانفتاح للاقتصاد الصيني مع العالم الخارجي وتقوية العلاقات الصينية التجارية والاقتصادية مع العالم الخارجي بصورة كبيرة. وكان "دينج" قد قاد الصين للدخول في إطار الدول الرأس مالية استمرت قوتها بعد ذلك ما يقرب من 30 عاما.

    ولعل من الأسباب التي أدت إلى تحسن أداء الاقتصاد الصيني بصورة كبيرة هو قيامها بربط سعر عملتها (اليوان الصيني) بسعر الدولار الأمريكي في سوق الفوركس بالإضافة إلى قيام مؤسسات تعمل على توطيد العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وكانت بداية العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1985 وحينها كانت قيمة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية تقدر بقيمة 4 مليون دولار أمريكي تقريبا وذلك وفقا لإحصائيات المركز الأمريكي للإحصاءات. ولكن لم يتوقف ذلك الرقم بمرور الوقت ولكنه ازداد حجمه إلى 337.8 مليار دولار بحلول عام 2008.

    كيف أثر ربط العملة الصينية بالدولار الأمريكي على الاقتصاد الصيني؟
    خلال الفترة ما بين 1985 و 2008، كانت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية تمثل تقريبا ثلث حجم الواردات الأمريكية. لذلك مما لا شك فيه، يمكن لنا ملاحظة أن مسألة ربط اليوان الصيني بالدولار الأمريكي كان في صالح الاقتصاد الصيني بصورة كبيرة. هذا بالإضافة إلى أن ربط اليوان الصيني بالدولار الأمريكي جعل المستثمرين أكثر ثقة بالعملة الصينية. ومن الجدير بالذكر أنه بدون القيام بربط العملة الصينية بالدولار الأمريكي فإن معدلات النمو الصينية كانت لتصبح أقل في الأداء بصورة كبيرة. وذلك لأنه في تلك الحالة، لن يكون اليوان الصيني على قدر المنافسة الشرسة مع الاقتصاديات الكبرى المحيطة به.

    وبشكل خاص، سجل الاقتصاد الصيني ارتفاعا بصورة كبيرة وذلك عن طريق ربط العملة الصينية بالعملة الأمريكية بسعر صرف منخفض بصورة كبيرة. ومن الجدير بالذكر أن الصين لم تقم بتحديد سعر الصرف بين العملتين بناءا على أسعار الفوائد، وذلك لأن أسعار الفوائد لا تعتبر الوسيلة المالية المعتمدة في الاقتصاد الصيني على خلال الاقتصاديات العالمية الأخرى. ولكن بدلا من ذلك تقوم الصين بتحديد سعر الصرف الخاص بالعملة الخاصة بها بناءا على الاحتياطي النقدي لدى البنوك، بدلا من الاعتماد على أسعار الفوائد من أجل تحديد قيمة اليوان الصيني، أو من تركه للتداول بصورة حرة في سوق الفوركس، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى قيام الصين بتحديد سعر الصرف الخاص باليوان الصيني مع الدولار الأمريكي بسعر صرف ثابت تقريبا في سوق الفوركس. ويتم تغييره بناءا على حجم الاحتياطي النقدي لدى البنوك، فعندما يرتفع الاحتياطي النقدي لدى البنوك فإن ذلك يعني انخفاض مقدار العملة في الاقتصاد مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها في سوق الفوركس. وفي حالة انخفاض الاحتياطي النقدي لدى البنوك فإن ذلك يعني ارتفاع مقدار العملة في الاقتصاد مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها في سوق الفوركس.


    العلاقة ما بين الدولار الأمريكي واليوان الصيني في سوق الفوركس
    من خلال العلاقة التي تربط الدولار الأمريكي باليوان الصيني، يمكننا ملاحظة أن الصين تعتبر أكثر استفادة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن المصنعين في الولايات المتحدة الأمريكية يقومون دائما بالضغط على الكونجرس الأمريكي من أجل إرغام الصين على رفع قيمة عملتها في سوق الفوركس، مشيرين إلى صعوبة منافسة المنتجات الصينية الرخيصة الصنع مقارنة بالسلع الأمريكية والسبب في ذلك هو ربط سعر صرف اليوان الصيني بالدولار الأمريكي. وعلى مرور أعوام كثيرة كان الكونجرس الأمريكي مستمرا في الضغط على الحكومة الصينية لتحرير سعر الصرف لليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي في سوق الفوركس. ويأتي ذلك التدخل الأمريكي بناءا على فكرة قيام الحكومة الصينية بإتباع سياسات الحماية على السلع المنتجة لديهم وهذا يخالف قواعد الاقتصاد المفتوح.

    ولكن من وجهة نظر الصين فإن القيام برفع قيمة اليوان الصيني قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الاستثمارات الأجنبية في الصين، بالإضافة إلى وجود تأثيرات أخرى مثل الانكماش وانخفاض الرواتب وارتفاع البطالة في الدولة، حيث أن انخفاض قيمة الصادرات الصينية سوف يؤدي إلى انخفاض واردات الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة. وبهذا فإن الصين تقول أن قيامها بربط العملة الصينية بالأمريكية السبب من ورائه ليس حماية السلع الصينية ولكن من أجل تحفيز النمو الاقتصادي في الدولة.

    متى تكون القيمة المنخفضة لليوان الصيني في سوق الفوركس شيئا إيجابيا؟
    هناك الكثير من الفوائد التي تعود على الاقتصاد الصيني من انخفاض قيمة اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي في سوق الفوركس ومنها انخفاض الأسعار المتاحة للمستهلكين، وانخفاض معدلات التضخم وانخفاض أسعار المواد الخام للمصنعين الأمريكيين اللذين يستخدمون المواد الخام الصينية في عمليات الإنتاج. ولكن في المقابل فإن انخفاض قيمة اليوان الصيني بصورة كبيرة مقابل الدولار الأمريكي يؤدي إلى إلحاق الاقتصاد الأمريكي بضرر بالغ وذلك لتأثيره السلبي على معدلات الإنتاج والتوظيف الأمريكية. بالإضافة إلى أن انخفاض قيمة اليوان الصيني يؤدي إلى جعل الصادرات الأمريكية أكثر غلوا من الصادرات الصينية مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على المنتجات الأمريكية.

    وخلال عام 2009 كان متوسط سعر الصرف لليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي 6.8339، أي أن كل دولار أمريكي واحد يتم شرائه بقيمة 6.8339 يوان صيني. وكما هو الحال بالنسبة للسلع، في حالة ارتفاع الطلب على اليوان الصيني فإن البنك المركزي يقوم بالتفاعل مع ذلك التغير بصورة كبيرة عن طريق زيادة العرض النقدي أو إنقاصه من خلال الاحتياطي النقدي لدى البنوك من أجل الوصول إلى درجة التعادل بالنسبة للعملتين، بالإضافة إلى قيام البنك المركزي الصيني بالشراء أو بالبيع سواء الدولار الأمريكي أو اليوان الصيني للحفاظ على توازن سعر الصرف بين العملتين في سوق الفوركس.

    وعادة ما تقوم البنوك المركزية بشراء أو بيع عملتها المحلية من أجل الحفاظ على توازن سعر الصرف. ولكن بالنسبة للعلاقة بين الدولار الأمريكي واليوان الصيني، فإن البنك المركزي الصيني كان يأمل في نفس الوقت إلى زيادة معدلات التجارة المشتركة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. لذلك، في حالة ارتفاع قيمة اليوان الصيني فإن ذلك يعني انخفاض قدرة البنك المركزي الصيني على تجميع كميات أكبر من العملات الأجنبية، الأمر الذي بدوره سوف يؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد المحلي وعدم استقراره بصورة كبيرة. لذلك كان الهدف دائما أمام البنك المركزي الصيني بأن يقوم بالحفاظ على معدلات النمو والاستقرار الاقتصادي الذي حققه الاقتصاد الصيني على مدار الثلاثين عاما الماضية بربط سعر الصرف الخاص بالعملة المحلية مع الدولار الأمريكي في سوق الفوركس.

    الخلاصة
    من الممكن القول أن الصين في موقع فريد من نوعه الحقيقة، حيث أنها من الدول التي تتبع سياسات الاقتصاد المفتوح ولكنها في نفس الوقت كانت لا تزال تتبع سياسات ربط سعر الصرف الخاص بالعملة المحلية لها بالدولار الأمريكي في سوق الفوركس؛ وذلك لأنه في حالة ارتفاع قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي فإن ذلك سوف يؤدي إلى وجود ضرر بالغ بالأداء الاقتصادي الصيني. ولولا تلك السياسات لما كانت الصين هي الاقتصاد الأكبر في العالم في الوقت الحالي.
    الصور المصغرة للصور المرفقة الصور المصغرة للصور المرفقة ChineseCurrency_0.jpg‏  
    توقيع العضو
    Trading For Living .. Not Living For Trading

  2. #2
    الصورة الرمزية عزيزغامد
    عزيزغامد غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    778

    افتراضي

    حكاية مفيدة وجميلة جزاك الله خير
    اخرج كل مافي جعبتك من حكايات

  3. #3
    الصورة الرمزية samsam22
    samsam22 غير متواجد حالياً عضو المتداول العربي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    الإقامة
    USA
    المشاركات
    668

    افتراضي رد:في جعبتي حكايه ( الاقتصاد الصيني )

    مقال جميل

    بارك الله فيك اخي الكريم


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17