اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	photo_1355850404467-1-0.jpg
المشاهدات:	19
الحجـــم:	50.3 كيلوبايت
الرقم:	352488
الفرعون رمسيس الثالث قتل ذبحا عند مستوى العنق وقد احتاج حل لغز هذه الجريمة التي تعود الى ثلاثة الاف سنة فحوصات كثيرة بالاشعة السينية وتحليل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) ما سمح بالقاء الضوء على هذه "المؤامرة النسائية" التي تشكل احدى اكثر مراحل مصر القديمة قتامة.
هذه المؤامرة التي خطط لها افراد من حريم الفرعون، تشهد عليها وثائق عائدة الى تلك الفترة ولا سيما "ورقة البردى القضائية" المحفوظة في تورينو (ايطاليا) التي تروي محاولة انقلاب قامت بها الملكة تي احدى زوجات رمسيس الثالث.
وكانت تي ترغب بان يعتلي ابنها بنتاوور العرش، لكن الوريث الشرعي لرمسيس الثالث كان نجله من زوجته الاولى ايزيس.
وارادت الملكة تي خصوصا ان تستغل معارضة الشعب المتزايدة للفرعون الذي كان يعيش في البذخ في حين كان العمال لا يتقاضون اجورهم والمجاعة على الابواب. وقد ادى هذا الاستياء الى اول اضراب معروف في تاريخ البشرية.
ورغم عزلتها في الحريم نجحت تي في اقامة اتصالات بالخارج للتخطيط لهذه المؤامرة التي شملت عسكريين وكاهنا.
ومع ان التفاصيل غير معروفة الا ان الهدف كان بسيطا: القضاء على رمسيس الثالث على الارجح خلال ليلة من الملذات يمضيها في الحريم.
وتفيد الوثائق الرسمية من مصر القديمة ان المحاولة افشلت في العام 1156 قبل الميلاد وقد ادين في اطارها نحو ثلاثين شخصا.
الا ان النصوص بقيت مبهمة حول مصير رمسيس الثالث الذي كان يومها في الخامسة والستين تقريبا.
فالمومياء الخاصة به لم يعثر عليها لفترة طويلة الى ان اكتشفت نهاية القرن التاسع عشر في مخبأ. ولم تظهر صور بالاشعة التقطت لها في الستينات وجود اي اصابات عليها.
لكن هل قام حراس تي وبنتاوور باغتيال الفرعون ام انهم تركوه جريحا وتوفي متأثرا بجروحه بعد اسبوع او اسبوعين على ذلك؟.
وقد درس خبير المومياوات الالماني البرت زينك الذي اشتهر بفضل اكتشافه اسرار اوتزي "رجل الجليد" الذي اكتشف العام 1991 في جبال الالب عند الحدود الايطالية النمسوية، مومياء رمسيس الثالث.
وبمساعدة خبراء اخرين من بينهم المصري زاهي حواس اخضعت المومياء لتقينة التصوير الطبي بالابعاد لثلاثة المتطورة جدا المعروفة بالتصوير الطبقي بمساعدة حاسوب.
وللمرة الاولى اظهر التشريح الرقمي جرحا خطيرا عند مستوى العنق مباشرة فوق الحنجرة.
واوضحت الدراسة التي تنشرها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الثلاثاء ان "الجرح عرضه حوالى 70 مليمترا ويصل الى العظم (..) وقد ادى الى قطع الرغامى كليا".
واعتبر العلماء ان "حجم الجرح وعمقه يشيران الى انه تسبب بوفاة رمسيس الثالث فورا".
والملفت ايضا ان تقنية التصوير هذه اظهرت جسما غريبا وضع في الجرح وهي تعويذة حجرية تعرف باسم "عين حورس" التي كان المصريون يعتبرون انها تتمتع بمزايا شفائية.
وقال البرت زينك في بيان ان "العنق المذبوح والتعويذة يثبتان بوضوح ان الفرعون اغتيل".
واهتم ايضا الخبراء بمومياء غريبة عثر عليها في المخبأ نفسه الذي عثر فيه على مومياء رمسيس الثالث.
والمومياء عائدة لرجل يراوح عمره بين 18 و20 عاما ولم يكن ملفوفا بشرائط بل بجلود ماعز وهي مادة "تعتبر طقسيا دنسة". وقد يكون هذا العقاب فرض على بنتاوور الابن المتمرد الذي أرغم على الانتحار لمنعه من الحصول على الحياة بعد الموت وهي الاهانة العظمى في مصر القديمة.
واظهر تحليل الدي ان ايه الذي اجراه الخبراء ان هذه المومياء عائدة لنجل رمسيس الثالث. لكن للتأكد من انه بنتاوور فعلا يجب الحصول على دي ان ايه والدته الملكة تي التي لم يعثر على المومياء الخاصة بها حتى الان.